برازيليا - أ.ش.أ
قمة المتعة والإثارة والتشويق، تلك هي العناصر الأساسية التي ميزت فعاليات هذا اليوم الجديد من أيام كأس العالم البرازيل 2014. فقد طفى بعض النجوم على السطح في الوقت المناسب لقيادة فرقهم الى المجد، بينما عاد آخرون بقوة عندما بدت عودتهم مستحيلة، في حين لم يتمكن البعض من تمالك أنفسهم أمام العواطف الجياشة، تاركين الباب مفتوحاً على مصراعيه للشائعات على شبكات التواصل الإجتماعية!
وذكر موقع الاتحاد الدولى لكرة القدم /فيفا.كوم/ فى معرض تعليقه على المباريات أنه في الوقت الراهن، لا تزال أمريكا الجنوبية في مستوى التوقعات. فقد ضمنت كولومبيا تأهلها للدور الثاني بعد 24 عاماً من الإنتظار، في حين عادت أوروجواي من بعيد لتنعش آمالها من جديد في السير على درب "الماراكانازو". وفي الوقت نفسه، سيتعين على إنجلترا أن تتوقع معجزة في الجولة الأخيرة، بينما شهدت النهائيات التعادل الثالث بدون أهداف، حيث انتهت موقعة اليونان واليابان بلا غالب ولا مغلوب.
بالنسبة لأي لاعب كرة قدم، يكون للفوز طعم خاص جداً عندما يتأتي مع الأصدقاء. وهذا بالضبط ما عاشه اليوم جيمس رودريجيز وخوان كوينتيرو، صديقا الدرب منذ الطفولة، حيث نشآ جنباً إلى جنب في أكاديمية إنفيجادو. فقد كان الإثنان وراء تسجيل هدفي كولومبيا التي هزمت كوت ديفوار لتتأهل إلى الدور الثاني. وبدورهما، عاش لويس سواريز وإدينسون كافاني الإحساس نفسه في ساو باولو. فبعدما صعد إلى سماء الشهرة في كأس العالم تحت 20 سنة كندا 2007 ، جدّد هذا الثنائي العهد مع التألق اليوم ضد إنجلترا، علماً أن نجمي لاسيليستي ينحدران من نفس المدينة، سالتو، ولا يفصل بينهما سوى 21 يوماً فقط!
وخلال مراسم عزف النشيد الوطني لمباراة كولومبيا وكوت ديفوار شوهد سيري دي في صورة غريبة حيث لم يستطع لاعب خط الوسط الأفريقي السيطرة على أحاسيسه ليجهش بالبكاء، مما أفسح المجال للشائعات في وقت لاحق على مختلف وسائل التواصل الإجتماعية حيث انتشر بسرعة "خبر" وفاة والده 'قبل ساعتين فقط من صافرة البداية’. لكن اللاعب نفى ذلك بنفسه في حديث حصري لموقع الاتحاد الدولى لكرة القدم، موضحاً أن "الشائعات مغرضة تماماً. بكيت لأنني كنت متشوقاً للغاية للعب باسم بلادي!"
وكان اليوم يوم عودة لويس سواريز من الباب الكبير كذلك. فبعد 28 يوماً فقط من خضوعه لعملية جراحية في الغضروف المفصلي، عاد المهاجم الأوروجواياني ليتقمص دور البطولة في فريقه مسجلاً هدفين حاسمين في الفوز على إنجلترا. وقد أثارت تلك النتيجة ابتهاجاً كبيراً في البلد الواقع بأمريكا الجنوبية، إذ سرعان ما ظهرت صورة لسواريز وهو يرتدي لباس خوسيه أرتيجاس، البطل القومي في أوروجواي، في غمرة احتفالات البلاد اليوم بالذكرى 250 على ولادته.
وبالحديث عن أبرز العائدين، لا بد من الإشارة إلى منتخب كولومبيا، الذي تمكن من الصعود إلى مراحل خروج المغلوب في كأس العالم للمرة الأولى منذ إيطاليا 1990! فقد استغرق الأمر 24 عاماً لكي يتمكن خلفاء رينيه هيجيتا وكارلوس فالديراما وفريدي رينكون من قيادة بلاد مزارعي القهوة إلى المضي قدماً في أم البطولات. كما تجدر الإشارة أيضاً إلى العملاق جيورجيوس كاراجونيس، صانع الألعاب اليوناني المبدع. كيف لا وقد كان صاحب القميص رقم 10 وابن السابعة والثلاثين سنة بمثابة الركيزة الأساسية التي استندت إليها الكتيبة الإغريقية بعشرة لاعبين لخطف تعادل ثمين ضد اليابان.
أرسل تعليقك