ساو باولو - عبدالرحمن سالم
نجح لاعب المنتخب الهولندي فان بيريسي الذي كان يعتبر خلال فترة مضت الابن العاق لكرة القدم الهولندية في أن يصبح أحد أكثر العناصر براعة في المباريات، ومهاجم خط وسط فعّال ومنسجم، وعندما احتاجت هولندا إلى من ينقذها خلال المباراة التي جمعتها بإسبانيا، الجمعة، لم يتفاجأ أحد بهوية مخلّصها، فبالكاد أكمل فان بيريسي احتفاله بهدف التعادل، حتى ظهر مقطع فيديو معدّل لرأسيته الرائعة على شبكة الإنترنت وهو يحلق مرتديا عباءة برتقالية اللون للقاء الكرة، وكان ما حدث بعدها شبيها بالخيال، تماماً كما في أي قصة من قصص الأبطال الخارقين، حيث هز لاعب مانشستر يونايتد الشباك مجدداً لتحوّل هولندا تخلفها بفارق هدف إلى فوز بنتيجة 5-1 أمام أبطال أوروبا والعالم.
وكانت نتائج ذلك حتمية إذ وجد الهولنديون، الذين كانوا يعتبرون فريقاً يافعاً وأضعف من التنافس على اللقب، أنفسهم ضمن قائمة المرشحين لنيل الذهب. وبعد موجة التفاؤل المفاجئة التي طالت كل الهولنديين، لم يستطع أحد ضبط حماس أمة بأسرها سوى قائد الفريق الفذ بالطبع.
وكما صرّح فان بيريسي إلى FIFA قائلاً "انطلقت البطولة لتوها فقط. وحتى إن حققنا نتيجة مذهلة فإن المشوار للفوز بالكأس لايزال طويلا. إنها المرة الخامسة التي أشارك في دورة بهذه الأهمية وأنا على يقين بما يمكن أن تؤول إليه الأمور، فلقد تبددت الفرحة العارمة بالسرعة التي عمت بها. ولذا يجب علينا أن نواصل على نفس هذا المنوال ليس من أجل الأنصار والمشجعين فحسب، بل ومن أجلنا أيضاً."
نمتلك مدرباً ربح كل شيء وفاز باحترام وثقة فريقنا
وأضاف قائلاً: "الجميع فرح ومغتبط في هولندا، ونحن نتعاطى هنا مع توقعات الأنصار والتي كانت أقل حماسا مقارنة بالسنوات الأخيرة. وأنا في الواقع أعتقد أن ذلك كان في صالحنا، فلا أحد كان ينتظر الكثير منا. ولكن بعد أداء كهذا تغير مجرى الأمور بطبيعة الحال. ولكن ينبغي علينا ألا نستبق الأمور وأن نبقى واقعيين."
ورغم هدوء فان بيريسي واعتداله فإنه عازم في الوقت الذي يحاول عدم الإنسياق وراء آمال كبيرة، على عدم الإنتقاص مما حققه فريقه بفوزه الساحق على حامل اللقب. فلا أحد توقع النتيجة التي حققها ولا طريقة اللعب خلال المباراة، وتفاجأ كابتن المنتخب الهولندي بذلك على غرار العديدين.
إذ صرّح قائلاً: "ظفرت إسبانيا بجميع الألقاب الممكنة خلال الأشهر الستة الأخيرة،" مشيراً بذلك إلى الانتصارات التي حققها المنتخب الإسباني خلال ثلاث بطولات كبرى على التوالي. واستطرد قائلاً "لقد أظهروا للعالم أنهم قادرون على تحقيق المزيد كل مرة، ولذلك فإن إيقاف مخططهم هو أمر مذهل بالنسبة لنا."
وأضاف "كانت بداية مذهلة في كأس العالم لنا وأعتقد أننا أدخلنا الفرحة إلى قلوب العديد من الأشخاص، شاهدت مقطع الفيديو الباهر ناهيك عن المشاهد الاحتفالية عبر العالم وهو ما جعلني أشعر بالفخر. ولكن كما سبق وذكرت، فإنها لم تكن سوى النقاط الثلاث الأولى. وجلّ التركيز الآن منصب على أستراليا وأعتقد أن المباراة ستكون مختلفة تماماً عن مباراة إسبانيا."
وأوضح "لأستراليا أسلوب لعب مختلف كلية وأعتقد أنه يتعين علينا تعديل طريقة لعبنا للفوز عليهم، تعديل طريقة اللعب في كل مباراة هي عملية مشوقة. ولكننا نمتلك طاقماً فنياً مذهلاً يعرف جيداً طريقة تحضيرنا للمباريات ولذلك فلست قلقاً."
ويعدّ الاحترام المتبادل بين فان بيرسي ولويس فان جال مفتاحاً جوهرياُ خلال هذه الفترة بالنسبة للفريق البرتقالي. فمدرب مانشستر يونايتد هو من أخذ القرار الجريء والمثير للجدل بانتزاع شارة الكابتن من ويسلي شنايدر ومنحها لمهاجمه النجم. ولم يخيب فان بيريسي ثقة مدربه إذ احتل صدارة الهدافين في التصفيات الأوروبية المؤهلة للعرس الكروي العالمي ليصبح قناص منتخبه دون منازع محققاً أحد أهم انتصاراته.
وشرح ذلك قائلاً: "نمتلك مدرباً ربح كل شيء وفاز باحترام وثقة فريقنا كما أننا منسجمون مع تطلعاته. فإن كان هناك انسجام كهذا مع المدرب، وأنا أتحدث باسم كافة الفريق، فإن ذلك مكسب كبير. كما أنه مدرباً لا ينبهر بسهولة وهو يحدثنا على إدراك ذلك أيضاً. لذلك فهو يعلمنا احترام المنافسين ولكن دون أن نرتعب منهم لأننا ندّ لهم. وهو ما أثبتناه للجميع أمام إسبانيا."
أرسل تعليقك