ساو باولو ـ د.ب.ا
يعد دييجو فورلان نجم منتخب أوروجواي لكرة القدم أحد العلامات البارزة في تاريخ الكرة الأوروجوايانية، لاسيما بعدما أعاد اللاعب الذي شارك في أفضل بطولات الدوري في أوروبا، منتخب بلاده إلى مصاف الكبار مجددا، عقب قيادته للفريق للحصول على المركز الرابع في المونديال الماضي بجنوب أفريقيا عام 2010، وذلك قبل أن يقرر أن يختتم مسيرته مع الساحرة المستديرة مع فريق سيريزو أوساكا الياباني بعيدا عن الأندية الأوروبية الكبرى.
وفي هذا العام، عاد فورلان، لقيادة المنتخب اللاتيني في نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بالبرازيل، والأمل يحدوه في تكرار إنجاز المونديال الماضي مرة أخرى.
وسافر فورلان مع المنتخب الأوروجواياني إلى البرازيل هذا الأسبوع، ولكن لم تسلط عليه الأضواء مثلما كان الحال منذ أربعة أعوام، خاصة بعد تزايد التساؤلات حول قدرة هداف الفريق الحالي لويس سواريز على التعافي من الإصابة التي تعرض لها مؤخرا والمشاركة في أولى مباريات الفريق في المونديال أمام كوستاريكا غدا السبت في فورتاليزا.
وقال أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي "لقد طالبنا فورلان بأن يبقى قائدا للفريق، مثلما قاده في مونديال 2010، مضى أربع سنوات، ولكن الوقت يمضي على الجميع أيضا".
أضاف المدرب الأوروجواياني "إن الباب أصبح مفتوحا مرة أخرى أمام فورلان، في ظل إصابة سواريز، وقد بدا في حالة فنية وبدنية جيدة للغاية في المباريات التجريبية الماضية".
ولم يشارك فورلان، الذي بلغ الخامسة والثلاثين من العمر في شهر مايو الماضي، في تدريبات منتخب أوروجواي أول أمس الأربعاء بسبب مشاكل في المعدة، قبل أن يعود للتدريبات مجددا أمس الخميس، لتبدو حظوظه وفيرة للغاية لقيادة منتخب بلاده أمام كوستاريكا غدا.
ولم يعلن تاباريز بعد عن التشكيل الأساسي الذي سيخوض به مباراة كوستاريكا، ولكن من المرجح أن يدفع بفورلان في قيادة هجوم الفريق بجوار الهداف أدينسون كافاني، بينما سيجلس سواريز على مقاعد البدلاء من أجل تجهيزه تماما لقيادة الفريق في مباراته الثانية في البطولة أمام انجلترا يوم 19 يونيو الجاري.
وفي مونديال جنوب أفريقيا، منذ أربعة أعوام، كان فورلان يبلغ من العمر وقتها 31 عاما، واتبع قبل البطولة نظاما تدريبيا خاصا للغاية من أجل الاستعداد للمونديال الذي شهد تألقه اللافت، ليصبح أحد ألمع نجوم البطولة، وهو الأمر الذي على ما يبدو قام بتكراره قبل المونديال الحالي.
وصرح متحدث باسم الاتحاد الأوروجواياني لكرة القدم "لا يمكن لأي أحد أن يقلل من قيمة فورلان لمجرد أنه يلعب حاليا مع ناد ياباني، لقد مر أربعة أعوام، ولكن فورلان استعد بنفس الأسلوب الذي اتبعه قبل مونديال 2010".
ويعتبر فورلان أكثر اللاعبين خوضا للمباريات الدولية مع منتخب أوروجواي، حيث بلغ رصيده 110 مباريات دولية، وسيكون مونديال البرازيل هو الثالث الذي يشارك فيه اللاعب مع الفريق، حيث لعب 45 دقيقة فقط في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان أحرز خلالها هدفا واحدا، بينما أحرز خمسة أهداف في مونديال 2010، ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب أوروجواي في كأس العالم برصيد ستة أهداف.
واختير الهدف الذي أحرزه في مرمى المنتخب الألماني في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في المونديال كأفضل هدف في المسابقة.
وبلغ إجمالي أهدافه مع منتخب بلاده 36 هدفا، ليصبح ثاني هدافي منتخب أوروجواي تاريخيا بعد سواريز الذي أحرز 39 هدفا.
ويعاني فورلان في الفترة الماضية من عقم تهديفي واضح، حيث لم يسجل سوى هدفين فقط في 16 مباراة، وذلك خلال مشوار منتخب أوروجواي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة إلى مونديال البرازيل، وبعد انتقالات مخيبة للآمال إلى فريقي إنتر الإيطالي وإنترناسيونال بورتو أليجري البرازيلي، رحل مؤخرا إلى الدوري الياباني.
وأثار فورلان الأجواء في اليابان منذ انتقاله إلى سيريزو أوساكا في شهر يناير الماضي، ويشعر المشجعون بامتنان بالغ تجاهه للجهود التي بذلها لتعلم الثقافة المحلية، على عكس العديد من النجوم الآخرين الذين لعبوا في أوقاتا سابقة في البلد الآسيوي دون أن يظهروا الكثير من الاهتمام.
ويحتل فورلان، صاحب أغلى صفقة في تاريخ الكرة اليابانية، المركز الخامس في قائمة هدافي الدوري الياباني، بعدما أحرز ستة أهداف خلال 13 مباراة خاضها مع فريقه الذي يبتعد بفارق نقطة واحدة فقط عن مراكز الهبوط.
وقال فورلان عند وصوله لليابان "أنا سعيد للغاية بهذا التحدي الجديد، وبتواجدي في هذه المدينة الخلابة".
واجتذب لويس سواريز جميع الأضواء عند وصول بعثة منتخب أوروجواي إلى اليابان، خاصة بعد الموسم الاستثنائي الذي قدمه مع فريقه ليفربول الانجليزي في الموسم المنقضي، الذي أحرز خلاله 31 هدفا تصدر بها قائمة هدافي المسابقة، إلا أنه يبدو حاليا ليس في أفضل حالاته بعد معاناته من الإصابة في ركبته والتي اضطرته لإجراء جراحة الشهر الماضي، ليعيد الأضواء صوب فورلان من جديد.
أرسل تعليقك