غادر أول سرب من الطائرات العسكرية الروسية، الثلاثاء، سورية غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ سحب القسم الأكبر من قواته منها، وهو ما يأمل الغربيون بأن ينعكس إيجابا على مفاوضات جنيف، وذلك بعد ساعات من بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف في حين لا يزال مصير الرئيس بشار الأسد يطرح مشكلة؛ إذ ترفض دمشق كل مطالب المعارضة برحيله.
وأوضح الجنرال نيكولاي بانكوف مساعد وزير الدفاع الروسي إنه من المبكر جدا الحديث عن انتصار، إذ إن الطيران الروسي لديه مهمة تقوم على مواصلة الغارات ضد أهداف إرهابية"، كما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية من قاعدة حميميم في شمال غرب سورية.
وتابع بانكوف، وفقا لـ "الفرنسية" إن هناك فرصة حقيقية لوضع حد لسنوات من العنف، مؤكدا أن القوات الروسية والسورية تمكنت من "إلحاق أضرار مهمة بالإرهابيين وأربكت تنظيمهم وقوضت قدراتهم الاقتصادية".
وإثر القرار الروسي، أعلن قيادي في جبهة النصرة، وفقا لـ "فرانس برس" أمس أن "هزيمة الروس واضحة، وخلال 48 ساعة ستبدأ الجبهة هجوما في سورية، دون مزيد من التفاصيل".
وفي ردود الفعل، اعتبر ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الانسحاب الجزئي للقوات الروسية "تطورا مهما" وأعرب عن الأمل في أن يكون له "تأثير إيجابي" في مفاوضات السلام في جنيف.
وبالمثل رحبت فرنسا ولكن بحذر بالقرار وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "لقد أخذنا علما بإعلان الرئيس بوتين، وفي حال ترجم إلى وقائع فسيكون تطورا إيجابيا، حيث إنه لا بد من تشجيع أي خطوة تسهم في تخفيف حدة التوتر".
ورحب محققو الأمم المتحدة
بـ "التراجع الملحوظ" للعنف، وقال باولو بينيرو رئيس لجنة التحقيق الدولية التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسورية في جنيف "الآن، للمرة الأولى، هناك أمل بالتوصل إلى نهاية النزاع".
وكان بوتين قد أعلن مساء الإثنين بدء سحب القسم الأكبر من القوات الروسية المنتشرة في سورية منذ 30 أيلول (سبتمبر) بعد أسبوعين على بدء العمل بوقف إطلاق النار.
ولم تحدد موسكو مهلة لانسحابها، إلا أنها قررت الاحتفاظ بأحدث أنظمة الدفاع الجوي في سورية.
وقال مسيرغي إيفانوف مدير المكتب الرئاسي في الكرملين "سنحافظ على حماية فاعلة للقسم المتبقي في سورية من القوات، خصوصا من خلال وسائل حماية برية وبحرية وجوية"، حسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.
واعتبرت الصحف الروسية الثلاثاء أن إعلان الانسحاب يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمثابة انتصار سياسي، كونها أعطت أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.
وكانت قد نشرت موسكو منذ أيلول (سبتمبر) أكثر من 50 طائرة حربية مع قوات في قاعدة حميميم نفذت على مدى خمسة أشهر آلاف الغارات واستهدفت آلاف المواقع التي قالت موسكو ودمشق إنها عائدة لـ"إرهابيين"، بينما نددت المعارضة ودول غربية باستهدافها مواقع للمعارضة المصنفة "معتدلة".
كما أطلق الجيش الروسي خلال عملياته صواريخ من سفن حربية راسية في بحر قزوين أو من غواصات في البحر المتوسط.
وساعدت القوة الضاربة الروسية الجيش السوري على تحقيق تقدم على الأرض، بعدما كان في وضع صعب الصيف الماضي.
أرسل تعليقك