القاهرة - العرب اليوم
تلجأ العديد من العائلات إلى الإقبال على شراء المواد الغذائية التي تكفي ربما لأكثر من احتياج الشهر الفضيل، وتزدان الموائد الرمضانية بما لذ وطاب من جميع الأصناف، مما يدفع الناس للأكل بطريقة مبالغ بها جداً، الأمر الذي قد يترتب عليه العديد من المخاطر الصحية والتي قد تسبب التخمة والإعياء ربما، فيما عدد ممن استطلع «البيان الصحي» آراءهم أكدوا أن شهر رمضان الفضيل يعد فرصة لتخفيف الوزن وضبط التغذية والحفاظ على الجسم، مطالبين بضرورة تصحيح الكثير من المفاهيم الاجتماعية حول التغذية.
مهرجان الأطباق
وقال فؤاد الشحي: إن الموائد الرمضانية تمتلئ بمهرجان متنوع من الأطباق ما بين أطباق المعجنات والموالح والحلويات وكميات من العصائر، بالإضافة لبعض الأكلات الشعبية التي تشتهر بها سفرة الإفطار، مما يسبب عادة التخمة والإعياء وأحياناً القيء والخمول والتعب الشديدين.
وأضاف: لا شك في أن رمضان شهر عبادة ومغفرة ورحمة، وليس شهر تنافس ومباهاة في الأطعمة، فرمضان شهر كريم بمعناه الحقيقي بالتقرب إلى الله بأنواع العبادات التي توجب رحمته ومغفرته وليس بالإسراف، ومن الضروري الاعتناء باختيار السلع والمنتجات ذات المكونات الغذائية الجيدة والمتوازنة، فهو ليس شهراً لاستعراض المأكولات، وينبغي إعداد السفرة في رمضان في إطار الحد المعقول، والاتزان في شراء المواد الاستهلاكية.
عادات وتقاليد
ورأت أسماء الشامسي أن العادات والتقاليد قد تكون سبباً في شعور الأسر بالخجل إذا كانت كميات الطعام بسيطة أو قليلة، حتى صار البذخ في رمضان علامة من علامات الكرم الرمضاني، فنجد البعض يستعد مادياً للشهر الكريم لتوفير متطلبات الموائد الرمضانية المتوارثة عن عادات وتقاليد قد يكون الهدف منها الكرم ولكن بعضها للأسف المفاخرة والمباهاة، فكثيرون يعانون في رمضان من زيادة في الوزن وارتفاع في الكولسترول والسكر والأملاح والإمساك والكثير من الأمراض، وهذا دليل على اختفاء الوجبات الصحية من سفرة رمضان، مطالبة بضرورة تصحيح مفاهيمنا الاجتماعية حول التغذية، خصوصاً وأن جميع الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة والمرئية وطرق التواصل الاجتماعي تتسابق بطرح كل ما هو مفيد ومهم للصحة.
فرصة ذهبية
بدوره، قال أحمد شعلان: للأسف البعض يرى أن رمضان شهر للطعام وليس شهراً للصيام، بالتالي الصمود والتوقف عن المأكولات والمشروبات وغيرها طوال النهار يأتي تعويضه بشكل مبالغ ومضاعف بعد الإفطار، ويتحول الشهر الفضيل من شهر عبادة وصحة روحية وجسدية إلى شهر للأكل وزيادة الوزن.
وقال فرج إسماعيل: الغريب أن الطعام يمنح أولوية على العبادات في رمضان، هذا الشهر الذي يعد فرصة لتخفيف الوزن وضبط التغذية والحفاظ على الجسم، لكننا نرى كثيرين تزيد أوزانهم في رمضان، وذلك بسبب المبالغة في الطعام، فيتنافى بذلك الصيام مع هدفه الأساسي المتمثل في الجانب الروحي والتعبدي.
وأضاف: للأسف الشديد هناك مظهر يتكرر كل رمضان في الكثير من البيوت، وهو إعداد أشكال وألوان من الأطعمة التي يكون مصيرها في الأغلب الرمي والتخلص منها بسبب كثرة العزائم وزيادة الولائم في نهاية اليوم.
عدم المبالغة
بدوره، أوضح طارق العمادي رئيس قسم الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، أن شهر رمضان، هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، والعتق والغفران، والصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، وتجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، وهو شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، ويجزل فيه لأوليائه العطيات.
وهو شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فاستقبلوه بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه لما فيه من فوائد كثيرة وحكم عظيمة، منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها للأخلاق الكريمة كالصبر والحلم والجود والكرم ومجاهدة النفس فيما يرضي الله ويقرب لديه.
وعلى المسلمين اغتنام هذا الشهر العظيم وتعظيمه بأنواع العبادات والقربات، ومما ينبغي التنبه له، عدم إضاعة الأوقات في المبالغة في إعداد وجبات الطعام، والإفراط في الطعام والشراب خلال شهر رمضان المباركة، فهذا يفوت على المسلم استغلال شهر رمضان بالشكل الأمثل، وكذلك فهو يتنافى مع الحكمة من شهر رمضان.
أرسل تعليقك