دبي - سعيد المهيري
تعكف شرطة دبي بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة على إنتاج "روبوت" ذكي يتوافق وطبيعة العمل الشرطي في دولة الإمارات، ويوفر الخدمات التي يقدمها الجهاز الشرطي، ويكون ذا مظهر حضاري مختلف عن باقي أجهزة الروبوت التي يتم استخدامها في الأغراض الأخرى.
وأكد القائد العام لشرطة دبي اللواء خميس مطر المزينة أنَّه بحلول العام 2017 ستكون هناك انطلاقة لهذا الوليد الجديد لشرطة دبي وهو "الروبوت الذكي"، لافتًا إلى أنَّ العمل به سيمر بعدة مراحل، بدايتها ستكون في المناطق السياحية ، ثم تأتي مرحلة لاحقة، حيث سيتم توفيره في أماكن الاستقبال في المراكز الشرطية والإدارات العامة، لخدمة المراجعين ومساعدتهم على الوصول لوجهتهم.
وأشار المزينة إلى أن شرطة دبي دائما على إطلاع بكل ما هو جديد في الأوساط العالمية، ودائما تسعى إلى استقطاب الأجهزة والأدوات التي تسهم في التسهيل على المراجعين، وإنجاز معاملاتهم بالسرعة المطلوبة.
وأوضح أن الروبوت الذكي الذي ستدخله شرطة دبي سيكون مختلف كليا عما هو متعارف عليه في الأسواق العالمية، حيث ستكون به مواصفات خاصة تتوافق والعمل الشرطي.
من جهته تحدث مدير الإدارة العامة للخدمات الذكية في شرطة دبي العقيد الدكتور خالد الرزوقي عن الابتكار الجديد، مشيرا إلى أن "الروبوت الذكي" هو أحد المستحدثات التقنية التي تعكف شرطة دبي على استخدامها خلال المرحلة المقبلة لاسيما مع ازدياد أعداد السائحين والزوار للإمارة سنويا، والذي يحتم علينا استخدام أجهزة ذكية متطورة تتوافق ومدينة دبي الذكية.
وأوضح أنَّ فكرة استخدام روبوتات لخدمة الجمهور بشكل آلي وسريع من خلال استخدام نوع معين منها يعمل بشكل تلقائي وتستخدم فيه تقنية الذكاء الصناعي المتطور، بحيث يعمل بشكل مستقل في بعض الأحيان خلال تعامله مع الجمهور، وفي بعض الأمور يكون متصل إلكترونيا بجهاز الشرطة أي أنه ممكن أن يتكلم مع الجمهور، ويرد على استفساراتهم، من خلال تقنية معينة، دون الرجوع للتواصل مع غرفة العمليات، وفي بعض الأمور الأخرى لابد أن يكون متواصلا مع العمليات مثله مثل أي شرطي عادي في الخدمة.
وأضاف أنَّ "الروبوت الذكي" سيكون شكله مختلفا وسيكون مقربا جدا لرجل الشرطة في دبي، وسيتواجد في المرحلة الأولى في الأماكن السياحية و المزدحمة في الزوار، حيث سيتم التفاعل معه بالحديث، وستكون هناك شاشة مصممة عليها الخدمات الشرطية كافة، بحيث سيتم إنجاز أي معاملة عبر تلك الشاشة، ويعمل بـ6 لغات مختلفة.
وكشف العقيد الرزوقي عن أنَّ العمل يجري حاليا على قدم وساق مع عدد من الشركات العالمية المتخصصة لإيجاد "روبوت" تتوفر فيه كل احتياجات شرطة دبي من خلال إدخال بعض التعديلات والتطوير، مشيرا إلى أن دبي ستكون المدينة الأولى التي تدخل هذا "الروبوت" في المجال الشرطي.
وذكر أنَّ الخواص التي يتم العمل على توفيرها قيام الروبوت بالتوجه إلى الجمهور مباشرة بمجرد النداء عليه، والحديث معهم بشكل تلقائي كما أن بإمكانه الرد على الاستفسارات من خلال الخدمات والمستندات المطلوبة لإنجاز أي معاملة، كما أنه سيكون بإمكان أي شخص دفع مخالفاته عبر الروبوت، ولكن الخاصية الأهم أن "الروبوت الذكي" سيكون بإمكانه اتخاذ القرار من تلقاء نفسه من خلال تقنية محددة وحسابات رقمية وأنظمة ذكاء متطورة للغاية، مثله مثل أي شرطي عادي، ولن يتم ربطه أو التحكم فيه إلكترونيا إلا في أضيق الحدود وسيكون برنامجه متطور وفقا لتطور شرطة دبي.
وبيَّن العقيد الروزقي أنَّ هناك تطويرا يتم حاليا على أكثر من نوع الروبوتات، وفريق آخر يعكف على دراسة البرمجة الخاصة المطلوب تزويدها به، وفقا لاحتياجاتنا، ولذلك علينا تغيير شكل الروبوت المتعارف عليه حاليا، وهذا يعتبر تحديا كبيرا لنا.
وأضاف: لدينا إصرار على الخروج بتقنية ستكون مبهرة للعالم أجمع لاسيما أن اللغة التي سيتحدث بها هي لغة الإنسان العادي، خلال الرد السريع على الاستفسارات، والتوجه إلى الأماكن المطلوبة، وليس مثل الروبوت المتعارف عليه، الذي يتحدث باللغة الفصحى مثلا.
وأشار إلى أنه لم يتم اختيار اسم "الروبوت الذكي"، فقد يكون اسم شخص بحيث سيتم النداء عليه باسمه، وسيتفاعل مع الجمهور بالإيماءات أو الإشارات أو الأصوات، إذ بإمكانه تحديد الاتجاه الصادر منه الصوت بسرعة فائقة.
وعن سبب إطلاق "الروبوت" بعد عامين؛ أكد العقيد الرزوقي أنَّ هناك تجارب عديدة سوف يمر بها الروبوت للتعامل مع الجمهور، وضرورة ضمان تكيفه مع البيئة، سواء الداخلية أو الخارجية، كما أنه قابل للتعلم والتدريب في أي وقت، لافتا إلى أنه سيتم في البداية توفير جهاز واحد ثم بعد ذلك ستكون هناك خطة متكاملة لنشر تلك الأجهزة في مراكز الشرطة و الإدارات العامة في أماكن الاستقبال.
أرسل تعليقك