توفي اسطورة الرغبي النيوزيلندي جوناه لومو عن 40 عاما الاربعاء نتيجة مرض كلوي بعد منحه اللعبة بعدا دوليا منذ بداية حقبتها الاحترافية.
لومو الذي صارع الامراض الكلوية لسنوات طويلة، توفي في منزله في اوكلاند شمال البلاد بحسب ما ذكر المتحدث باسم العائلة جون مايهيو.
وقال مايهيو وهو غارق في البكاء لشبكة "تي في 3": "توفي جوناه لومو هذا الصباح. لم يكن الامر منتظرا البتة، فقد عاد مع عائلته من بريطانيا الليلة الماضية".
اما ستيف تيو المدير التنفيذي للاتحاد النيوزيلندي فكتب على تويتر: "لقد صدمنا ونحن في غاية الحزن بسبب الموت الفجائي لجوناه لومو. كان جوناه اسطورة في رياضتنا ومحبوبا من عشاق اللعبة في بلدنا والعالم اجمع".
بدأ لومو بعمر السابعة والعشرين في ايار/مايو 2003 بغسيل الكلى، اذ عانى من ضعف كلوي قوي منذ ولادته، ما اجبره عن الانسحاب من مونديال استراليا.
بعدها بسنة خضع لعملية زرع كلى عالية الخطورة. وصف بعد ذلك فترة عملية الزرع بانها الاصعب في حياته: "كنت هذا الشاب الذي يصرع الخصوم، يسجل المحاولات، يفوز في المباريات، يضحك. وجدت نفسي مريضا لدرجة لا يسعني فيها تجاوز طفل صغير".
اعتبر الجناج ان المرض لم يسعفه في احسن احواله تقديم اكثر من 80% من قدراته.
ولد لومو رياضيا في 18 حزيران/يونيو 1995 على ملعب "نيولاندز" في كايب تاون في جنوب افريقيا.
يومذاك، تخطى اسم جوناه لومو دائرة هواة الرغبي: فقد اصبح قبل سنة اصغر لاعب في تاريخ منتخب "اول بلاك"، وسجل 4 محاولات في نصف نهائي كأس العالم 1995 امام انكلترا (45-29). اربع محاولات في مباراة ضمن كأس العالم دخل من خلالها تاريخ الرياضة.
امتلك لومو بنية ضخمة (95ر1 م و118 كلغ)، لكنه ركض بسرعة هائلة (8ر10 ثوان لمسافة 100 م).
- نجم عصر الاحتراف -
كانت الرغبي بحاجة لشخصيات مماثلة كي تكتسب قوة تسويقية اضافية ولجذب المشاهدين.
بعمر العشرين كان راتبه السنوي 150 الف يورو سنويا، في وقت كانت اللعبة غارقة في الهواية. حلقت ايراداته مع وصول اديداس لرعاية المنتخب النيوزيلندي في 1999.
مع الرقم 11 على ظهره اصبح لومو المنتج التسويقي الاول في عالم الرغبي.
لم تستمر مسيرته اكثر من 10 سنوات، وصلت الى قمتها في كأس العالم 1999 عندما سجل 8 محاولات حتى اقصاء بلاده المفاجىء في ربع النهائي ضد فرنسا.
مع محاولاته السبع في كأس العالم 1995، رفع رصيده الكامل الى 15 وهو رقم قياسي عادله الجنوب افريقي براين هابانا في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وتحت الوان "اول بلاك" سجل 37 محاولة في 63 مباراة دولية بين 1994 و2002.
في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2005، اي بعد 28 شهرا من الجراحة، لعب في اوروبا تحت الوان كارديف بلوز، قبل عودته الى اوكلاند ليدافع عن الوان نورث هاربور.
لكن "جوناه الكبير" لم يعد سوى شبحا للنجم السابق. جرب حظه مع مرسيليا الفرنسي، في الدرجة الثالثة عام 2009 حيث اعيد تموضعه الى المركز رقم 8 وكان بعيدا جدا عن هالته العظيمة.
مذذاك الوقت، حضر ضيفا في البطولات الكبرى، وخلال كأس العالم 2011 في نيوزيلندا نقل الى المستشفى بعدما كان نجم حفل الافتتاح، وبحسب جون مايهيو كان قريبا من الموت.
الطبيب السابق للمنتخب اعلن وفاة الاسطورة صباح الاربعاء في نيوزيلندا، البلد الصغير الذي يقطنه 5ر4 ملايين نسمة والحزين لرحيل اسطورته، بعد ثلاثة اسابيع من عودة منتخب الاسود الذي يدين كثيرا للومو متوجا بلقب كأس العالم في انكلترا.
أرسل تعليقك