مجموعة ماكوين خريف / شتاء 2013
مجموعة ماكوين خريف / شتاء 2013
لندن - رانيا سجعان
اضطُرّت دار الأزياء البريطانية "الكسندر ماكوين" للاعتذار عن حملة إعلانية بدوام كامل من دون أجر لطلاب في أكاديمية للأزياء تعمل في الأستوديو الخاص بها في لندن.
ونُشر الإعلان فى مختلف بيوت وكليّات الأزياء حول العاصمة، وطلبت "طلاب موهوبون فى الحياكة بالأبر" للعمل في الأستوديو الخاص ببيت الأزياء خمسة أيام في الأسبوع، تسع ساعات ونصف الساعة يوميًا لمدة تصل إلى 11 شهرًا.
وحدّد الاعلان أن بيت الأزياء سيقوم بدفع نفقات السفر فقط، بالإضافة إلى 60 جنيه إسترليني فقط شهريًا على شكل قسائم غداء.
وجاء الاعتذار بعد أن قامت رئيسة اتحاد طلاب جامعة الفنون في لندن شيلي أسكويث برصد الإعلان، حيث ساءها استغلال بيت الأزياء للطلاب للعمل بشكل مجانيّ، وقرّرَت أن تكتب لهم رسالة تشرح فيها استياءها على هذا النحو.
وقالت في رسالتها "كما لو أن الحصول على شهادة البكالوريوس في الفنون والتصميم لا يمثل عبئًا ماليًا كافيًا، ليأتي بريدكم الإلكتروني ليطلب من الطلاب العمل مجانًا لمدة تصل إلى 11 شهرًا في الأستوديو الخاص بكم، وكل ما سيحصلون عليه في المقابل هو قسيمة وجبة غداء"، هكذا بدأت أسكويث رسالتها.
ومضت تشير إلى "المفارقة المريرة" فى أن سترة واحدة منسوجة من أحدث مجموعات "ماكوين تبلغ تكلفتها 8.930 جنيه إسترلينى، وهو مبلغ يوازي تقريبًا الرسوم الجامعية التى يدفعها طالب الأزياء كل سنة.
وأضافت "لا يوجد أيّ قدر من الرفاهية يستحق استعباد عامل من دون أجر، فالطلاب يقضون أشهرًا لخلق هذه القطع من الملابس من دون رؤية أيّ عائد، وهو أمر شائن صراحة، ويدعو للخجل".
وأوضحت أسكويث في وقت لاحق أن بيت الأزياء يطلب من المتدرب القيام "بالحياكة على آلة محلية، لعمل نماذج منسوجة، فضلاً عن البحوث، وعرض وتنظيم المجموعة"، وهو ما يمكن تعريفه بوضوح كجزء لا يتجزأ من "العمل"، وهذا يعني أنه في ظل قانون المملكة المتحدة ينبغي أن يتقاضى الطالب الحد الأدنى للأجور.
وردًا على ذلك، ادّعت "ماكوين" أن الاعلان "صدر على سبيل الخطأ، ولا يتّفق مع سياسة الموارد البشرية لديهم".
وقال بيت الأزياء لصحيفة "هافينغتون بوست"، "إنه تمشّيًا مع توجيهات الحكومة البريطانية لدى الكسندر ماكوين سياسة صارمة لقبول المتدرّبين فقط عندما يكون ذلك استكمالاً لدراستهم العليا، أو لمواصلة تعليمهم فقط" .
وفي حديثها إلى "تلغراف"، وصفت أسكويث العمل غير مدفوع الأجر "بالداء المستوطن في صناعة الموضة"، ودعت إلى كشف هذه الممارسات حتى يتم تفعيل القانون بشأنها.
وقالت "شعرت بأسف شديد لدى رؤية هذا الإعلان عن متدربين غير مدفوعين الأجر من قبل بيت أزياء ماكوين، خاصة وأن الكسندر (مؤسس بيت الأزياء الراحل) هو نفسه كان من خريجي جامعتنا، وفي وصيّته تبرّع من أجل وصول الفقراء إلى سنترال سانت مارتينز (إحدى كلياتنا)".
واستطردت "رُوحُه المُحبّة تبدو بعيدة كل البعد عن الممارسات الحالية لبيت الأزياء، والمتمثلة في الاستغلال وعدم دفع أجور، وبالنظر لخلفيته (وهو من الطبقة العاملة)، فإنه من غير المحتمل أن يكون فى أيّ وقت مضى قد لجأ الى التدريب غير مدفوع الأجر، والعديد من الطلاب الموهوبين يصادفون مُعيقات في النجاح في مجال الفن والتصميم لأنهم غير قادرين على الحصول على الخبرة، التي لا بُدّ لهم لاكتسابها من العمل من دون أجر".
وتُعَد قضية التدريب غير مدفوع الأجر شائعة للغاية في صناعة الأزياء في الوقت الحاضر، والعديد من الطلاب يضطرون للعمل فى أماكن بالمجان اعتقادًا منهم أنه امرًا لا بُد منه من أجل التقدم في حياتهم المهنية.
وفي العام 2011، اضطُرّت "ستيلا مكارتني" إلى إغلاق برنامجها للتدريب غير مدفوع الأجر، بعد حملة من الانتقادات كان محركها الرئيسى ضغوطًا من نشطاء الطلاب، ولكن العديد من بيوت الأزياء لا تزال تعمل على أساس عدم سداد رسوم لمتدرّبيها.
أرسل تعليقك