يعد نادي مارسيليا أحد أكثر الأندية المستفيدة من قرار إنهاء موسم 2019-2020 من بطولة الدوري الفرنسي قبل نهايته بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، حيث سيعود النادي العريق إلى بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ موسم 2013-2014، بفضل المدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواش، لكن يبدو أن فرحة المدير الفني لنادي المدينة الساحلية لأن مصيره أصبح في مهب الريح نتيجة الأزمة الاقتصادية.
وكان مرسيليا ثانيا في الترتيب خلف غريمه باريس سان جيرمان عندما توقف الدوري في منتصف مارس قبل 10 مراحل على نهايته بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».
وبعدما أنهى الموسم الماضي خامسا بقيادة رودي جارسيا، استحق النادي المتوسطي أن ينال هذا الموسم لقب الوصيف بسبب الفارق الذي يفصله عن أقرب ملاحقيه، محققا إنجازا مذهلا بحسب ما كتب مدربه البرتغالي على موقع «انستغرام».
وتحقق هذا الإنجاز رغم المشاكل المالية التي يعاني منها النادي، واضطراره إلى اللعب من دون نجمه البارز فلوريان توفان نتيجة إصابة الأخير. إلا أن فيلاش بواش عرف كيف يتعامل مع الوضع من خلال «إنعاش» كل من ديميتري باييت والحارس ستيف مانداندا والاعتماد على وجوه جديدة مثل المدافع الإسباني ألفارو جونزاليز ولاعب بوكا جونيورز الأرجنتيني سابقا داريو بينيديتو.
ونجح المدرب السابق لبورتو وتشيلسي وتوتنهام الإنجليزيين في إعادة الحياة لفريق يتمتع بشعبية عارمة في جميع أنحاء البلاد، بناها منذ عام 1993 عندما أصبح، ولا يزال، أول فريق فرنسي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا بفوزه في نهائي النسخة الأولى من المسابقة المعدلة، على العملاق الإيطالي ميلان بهدف وحيد سجله المدافع بازيل بولي.
الآن، وبعد عقد من الزمن على لقبه الأخير في الدوري الفرنسي، يعود مرسيليا للمشاركة في المسابقة القارية الأهم على الإطلاق، لكن قدرته على المنافسة مع الكبار موضع شك بسبب مشاكله المالية التي قد تؤدي إلى رحيل فيلاش-بواش.
والرحيل ليس بالأمر الذي يرغب به المساعد السابق لمدرب توتنهام الحالي جوزيه مورينيو، وهذا ما أكده ابن الـ 42 عاما في حديث لإذاعة «أر أم سي» من بلده البرتغال حيث موجود في العزل المنزلي الاختياري.
وأكد فيلاش- بواش: «أنا سعيد في مرسيليا. لا أريد البحث عن ناد آخر. لا أريد العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. من الواضح أني أريد خوض دوري أبطال أوروبا مع مرسيليا، لكن إذا لم تكن الظروف المناسبة موجودة بالنسبة لنا من أجل القيام بعمل جيد، فلا أعتقد أن الأمر يستحق العناء».
عقوبات تلوح في الأفق
المشاكل المالية للنادي الفائز بلقب الدوري الفرنسي عشر مرات، آخرها عام 2010، بدأت بعد انتقال ملكيته عام 2016 إلى الملياردير الأمريكي فرانك ماكورت، المالك السابق لنادي لوس أنجلوس دودجرز للبيسبول.
تجاوز النادي في ميزانيته الحدود المنصوص عليها في قواعد الاتحاد الأوروبي «يويفا» للعب المالي النظيف، إذ خسر الموسم الماضي 91 مليون يورو، وستتفاقم الأمور هذا الموسم بسبب تبعات أزمة فيروس كورونا وتوقف الدوري.
وأعلن الاتحاد الأوروبي في مارس أنه تم إحالة مرسيليا إلى غرفة التحكيم التابعة لهيئة الرقابة المالية للأندية، بسبب عدم امتثاله لاتفاق ينص على تسوية حساباته.
وضمن «اتفاق تسوية»، يتوجب على مرسيليا اللعب بفريق مُصَغَر من حيث العدد (23 لاعبا عوضا عن 25) في حملته الأوروبية المقبلة وأن يسدد ما يصل إلى أربعة ملايين يورو من أي جائزة مالية قد يحصل عليها.
ويبدو الآن أن لا مفر من عقوبات إضافية قد تصل إلى حد اقصائه من دوري الأبطال الموسم المقبل بحسب ما أفادت صحيفة «ليكيب» الرياضية.
وبرر ماكورت مؤخرا الوضع المالي الصعب للنادي، بقوله «عندما اشتريت مرسيليا، كنت أعرف بأنه ستكون هناك تقلبات»، مشددا على أهمية رؤيته الطويلة المدى.
ومع فاتورة رواتب بقيمة 127 مليون يورو الموسم الماضي، يجد مرسيليا نفسه مضطرا إلى بيع بعض لاعبيه مع إجبار الباقين معه على خفض رواتبهم.
ولهذا الأمر محاذيره، لكن فيلاش-بواش حذر بأن بقاءه مرتبط بالحصول على فريق قادر على المنافسة، كما اشترط بقاء المدير الرياضي الإسباني أندوني زوبيزاريتا، الحارس السابق لبرشلونة ومنتخب إسبانيا، قبل الالتزام بالاستمرار لموسم ثان في «ستاد فيلودروم».
وشدد البرتغالي الذي سيعود إلى فرنسا الأسبوع المقبل، «أريد أن أفهم إلى أين نتجه، كم بإمكاننا الاستثمار. إذا كان النادي يريدني أم لا. في حالة أرادوا رحيلي لن تكون هناك مشكلة».
قد يهمك ايضا :
رجل أعمال أميركي يتوصل لاتفاق مبدئي لشراء نادي مارسيليا الفرنسي
تعيين رجل الأعمال الفرنسي جاك هنري إيرو لرئاسة نادي مارسيليا
أرسل تعليقك