لندن ـ ماريا طبراني
بمجرد الاقتراب من مطار جيرسي، تخطف الأبصار تلك الحقول الفضية التي يحلو قضاء العطلات القصيرة بين أحضانها, إذ لا تبعد 45 دقيقة فقط بالطائرة عن ساوث هامبتون. وإلى جانب الطبيعة الريفية الرائعة، هناك السواحل التي يستمتع الوافدون إلى الجزيرة بالمشي فوق رمالها الناعمة.
وفي قصر لونجيفيل مانور، ينزل الوافدون إلى الجزيرة (Longueville Manor)، وهو قصر يرجع تاريخه إلى القرن الرابع عشر الميلادي يحتوي على 30 غرفة نوم وجناحًا فاخر للإقامة والذي يُستخدم كفندق في الوقت الحالي. كما تحتوي الجزيرة على الكثير من الخدمات السياحية المميزة منها على سبيل المثال 200 مطعم يمكن للسائح الاختيار من بينها.
وهناك أيضًا المزارات الطبيعية التي تنتشر في جميع أنحاء جيرسي، مثل حديقة لونجيفيل التي تبلغ مساحتها 16 آكرا من النباتات والغابات النادرة وتقع في جنوب شرق الجزيرة. إضافة إلى فندق لونجيفيل مانور، هناك عدد من الفنادق المتميزة التي توفر غرفًا بمرافق خاصة، إذ تحتوي كل غرفة على حمام خاص، وهو ما يجعلنا نعتبرها جناح إقامة مصغر. كما تقدم تلك الفنادق إفطارًا شهيًا يمكن تناوله أثناء الاستمتاع بمشاهد الطبيعة الخلابة على ساحل جيرسي.
وبعد الإفطار، يمكن التوجه إلى متنزه دوريل للحياة البرية الذي يعج بالحيوانات النادرة, مثل الليمور وإنسان الغاب, إضافة إلى القرد الأميركي الذي يمكن مشاهدته أثناء القفز بين الأشجار. ونظرًا لصغر حجم الجزيرة, إذ لا تتجاوز مساحتها تسعة أميال، يمكن للوافدين استكشافها وزيارة كل بقعة فيها. مع ذلك، تتسم الطرق في جيرسي بالتعقيد الشديد, إذ صُممت شبكة الطرق وفقًا لتكون حول بساتين التفاح في الجزيرة، وهو ما يجعلها تبدو كالمتاهة على الخرائط السياحية.
أما الزيارة التالية، فلابد وأن تكون لقعلة مونت أورجيل (Mont Orgueil) التي تجسد الولاء للتاج البريطاني إذ بُنيت حوالي سنة 1200 ميلادي، وهو الوقت الذي توافر أمام الجزيرة فيه الخيار بالانضمام إلى لواء التاج البريطاني أو التبعية لفرنسا فاختار أهل جيرسي الولاء لبريطانيا ومن ثَمَ بُنيت هذه القلعة المهيبة.
وكان الغرض من بناء هذه القلعة دفاعيًا إذ أُنشأت بالقرب من شاطيء جوراي لصد الهجمات الفرنسية. وتعتبر القلعة من أبرز المزارات البريطانية الأثرية، وعلى جدرانها عدد من صور الملكة. ويمكن الاستمتاع بقدح من القهوة على أحد المقاهي على شاطيء جوراي التي لا يمكنك الحصول بها على إعفاء من ضريبة المبيعات، إلا أنها تقدم مشروبات ممتازة يحلو تناولها مع أثناء الجلوس بالقرب من الشاطيء والاستمتاع بالإطلالة المميزة.
كما يقع على ظهر الجزيرة أنفاق الحرب التي حفرها بين التلال عمال السخرة في الماضي واستخدمها النازيون كمستشفيات أثناء الحروب التي شهدتها المنطقة. وهناك بالقرب من التلال، وما تحتضنه من أنفاق الحرب التي اكتسبت قيمة سياحية كبيرة في الوقت الراهن كونها أحد الآثار التي توثق الحروب المشهورة تاريخيًا، حديقة سامارس مانور (Samares Manor).
وعلى الرغم من عدم وجود سباحة في فندق لونجيفيل مانور، لا يسبب ذلك مشكلة على الإطلاق إذ يقع حمام سباحة أيوش ويلنيس Ayush Wellness على بعد خطوات من الفندق لتكتمل متعة الجولة السياحية بأنشطة الاسترخاء واستعادة صفاء الذهن وراحة البدن.
أرسل تعليقك