عمان- إيمان يوسف
تعرض مؤسسة عبدالحميد شومان- لجنة السينما يوم الثلاثاء القادم، الفيلم البريطاني "السيدة في الشاحنة" إخراج نيكولاس هاينتر.
وفيلم "السيدة في الشاحنة" إنتاج العام 2015 من أفلام السيرة الذاتية والكوميديا السوداء والدراما، وهو من إخراج المخرج البريطاني نيكولاس هاينتر. وكتب سيناريو الفيلم الكاتب المسرحي والسينمائي ألان بينيت استنادا إلى مسرحية بنفس العنوان من تأليفه صدرت في العام 1999.
ويستند فيلم "السيدة في الشاحنة" إلى شخصيات وأحداث حقيقية وقعت في بلدة كامدين البريطانية في سبعينيات القرن الماضي. وتتركز القصة على حياة المرأة المتشردة ماري شيبيرد (الممثلة البريطانية القديرة والشهيرة ماجي سميث) وعلاقتها المتوترة مع مؤلف المسرحية التي بني عليها الفيلم ومؤلف سيناريو الفيلم ألان بينيت (الممثل أليكس جينينجر).
وماري شيبيرد امرأة مسنّة ومتعصبة ومتشردة تعيش في شاحنة صغيرة متواضعة، وهي مضطربة إلى درجة أنها غير مستعدة لأن تشكر من يساعدونها بتقديم الطعام والملابس لها. ويعطف عليها المؤلف المسرحي ألان بينيت، رغم ما يواجهه معها من متاعب، بالسماح لها بإيقاف شاحنتها في مدخل منزله بصورة مؤقتة، ولكن وقوف شاحنتها يستمر على مدى 15 عاما، أي حتى وفاتها في العام 1989.
ونتعرف في سياق أحداث الفيلم على خلفية هذه المرأة التي كانت عازفة بيانو موهوبة ثم اعتزلت وأصبحت تكره الموسيقى، والتحقت بأحد الأديرة كراهبة، ولكن ذلك لم يدم طويلا، ولجأت إلى حياة التسكع. وفرض عليها شقيقها الانتقال إلى ملجأ للعجزة، ولكنها فرت من الملجأ وتعرضت لحادث سير، ثم واصلت منذ ذلك الوقت حياة التسكع والعيش في شاحنتها الصغيرة. ومما قاله كاتب السيناريو ألان بينيت عندما عرض فيلم "السيدة في الشاحنة" في العام 2015 إن بطلة القصة ماري شيبيرد كانت صعبة وغريبة جدا وفقيرة جدا وإن الفيلم يعالج موضوعات كأهمية العدالة والتسامح في المجتمع.
وتم تصوير مشاهد فيلم "السيدة في الشاحنة" في مواقع الأحداث الأصلية، بما في ذلك المنزل والشارع الذي وقعت فيه تلك الأحداث في سبعينيات القرن الماضي. ويتميز هذا الفيلم بنجاح المخرج نيكولاس هاينتر، بالتنسيق والتعاون مع مؤلف المسرحية وكاتب السيناريو ألان بينيت، في تقديم فيلم سريع الإيقاع يخلو من الطابع المسرحي، مع أنه يستند إلى مسرحية، معتمدا على براعة المونتاج والانتقالات الزمنية المحسوبة وعرض الشخصيات والتصوير والموسيقى التصويرية. وحصل هذا الفيلم على معدل 93% على موقع "الطماطم الفاسدة" الذي يضم أكبر عدد من نقاد السينما في الولايات المتحدة.
كما يتميز الفيلم بقوة أداء الممثلين، وفي مقدمتهم بطلة الفيلم الممثلة القديرة ماجي سميث التي قامت ببطولة مسرحية "السيدة في الشاحنة" عند عرضها في مسارح لندن في العام 1999 وفازت عن تجسيد شخصية بطلة المسرحية بجائزة أوليفييه المسرحية البريطانية لأفضل ممثلة مسرحية في العام 2000، كما قامت الممثلة ماجي سميث ببطولة هذه المسرحية التي بثتها إذاعة بي بي سي في العام 2009.
ورشح فيلم "السيدة في الشاحنة" لخمس جوائز وفاز بجائزة واحدة، وهيمنت الممثلة القديرة ماجي سميث على هذه الجوائز بترشيحها لأربع منها شملت جائزة الكرات الذهبية وفوزها بالجائزة الوحيدة التي فاز بها الفيلم، وهي جائزة كبار السن السينمائية الأميركية.
وقامت الممثلة ماجي سميث ببطولة فيلم "السيدة في الشاحنة" في سن الحادية والثمانين عاما، وتعدّ ماجي سميث واحدة من أقدر وأشهر الممثلات السينمائيات والمسرحيات البريطانيات المعاصرات. وقد امتدت مسيرتها الفنية 64 عاما قدّمت خلالها 81 فيلما سينمائيا وفيلما ومسلسلا تليفزيونيا وعشرات المسرحيات.
ورشحت خلال مسيرتها الفنية لما مجموعه 135 جائزة وفازت بثلاث وخمسين جائزة شملت اثنتين من جوائز الأوسكار وثلاثة من جوائز الكرات الذهبية وسبعة من جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون. وتحتل الممثلة ماجي سميث مكانة فنية مرموقة مماثلة للمثلتين البريطانيتين القديرتين والشهيرتين فانيسا ريدجريف وأنجيلا لانسبيري من حيث الإنجازات السينمائية والمسرحية والتليفزيونية وعدد الجوائز السينمائية.
وعرض فيلم "السيدة في الشاحنة" في 12 مهرجانا سينمائيا، بينها مهرجانات لندن وتورونتو وبلغراد وجوتنبيرج ودنفر وإسطنبول، وبلغت الإيرادات العالمية الإجمالية لهذا الفيلم 40 مليون دولار، بينما بلغت تكاليف إنتاجه ستة ملايين دولار.
أرسل تعليقك