الرباط ـ وكالات
قالت مصادر حقوقية إن مواطنة في جماعة اترايبة، في إقليم تازة، تعرضت لهجوم من طرف خنزير بري،، نقلت على إثره إلى المستشفى بتازة.
وجاء في بلاغ لمكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة، أنه راسل المندوب السامي للمياه والغابات بالإقليم للتدخل لحماية المواطنين من هجومات الخنزير، مذكرا بما تعرضت له زهرة اليعقوبي، التي تقطن بدوار عين الثلاثاء، في جماعة اتريبة، بقيادة باب مروج، شمال تازة، إذ "هاجمها خنزير كاد يودي بحياتها، لولا صراخها وتدخل كلب الأسرة". وأضاف البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذه المواطنة كانت "تحمل آثار الهجوم في كل أطراف جسمها بما في ذلك أجزاؤها الحساسة"، وأكد "أفراد أسرتها أنهم يعانون الكثير من هجومات الحلوف، التي تتلف المحاصيل وتقتل الدجاج والحيوانات الأليفة، ما يجعل المواطنين المحاذين للمناطق الغابوية عرضة لهجومات متكررة".
وقال سكان من المنطقة إن الفلاحين في دواوير عين الثلاثاء، وباب جنان، وسيدي عيسى، وكذلك في جماعة الطايفة، على السفح الجنوبي لجبل أزدم، توقفوا عن زراعة الخضر والفواكه، رغم وفرة مياه السقي في العيون، لأن قطعان الخنزير البري تغير ليلا على الحقول، وتتلف كل شيء.
وأوضحت مصادر "المغربية" أن هذه الحيوانات تقلب تربة الحقول بحثا عن جذور النباتات لتقتات منها، وبذلك تتلف مغروسات الخضر والفواكه، من طماطم وفلفل وبصل وبطيخ وغيرها. وأضافت المصادر أنه، حتى في حالة سهر بعض الفلاحين على حراسة المغروسات، فإن محصولها لا يصل إلى نهايته، بل ينتهي غذاء للخنازير، التي تهاجم الخضر والفواكه بمجرد بداية نموها، ولذلك توقف السكان عن مزاولة أي نشاط فلاحي، باستثناء زراعة الحبوب المعاشية.
وعن أصل هذه الآفة، قال السكان إن الخنزير البري لم يكن له وجود في غابة جبل أزدم قبل حوالي خمس سنوات، عندما جلبته إلى المنطقة مصالح المياه والغابات، من أجل ثني السكان عن سرقة أشجار الصنوبر، التي تعرضت لما يشبه الدمار الشامل، باستعمالها في سقوف المنازل.
وأشارت المصادر إلى أن أعداد الخنازير تكاثرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لعدم وجود حيوانات أخرى تفترسها، كالذئاب وبنات آوى.
وغرست أشجار الصنوبر في غابة أزدم في بداية سبعينيات القرن الماضي، بعد أن تعرى الجبل من غابة البلوط الأخضر (الكرّيش)، بسبب القطع من طرف السكان، لأغراض الطهي والتدفئة والزراعة.
من جهتها، قالت مندوبية المياه والغابات ومحاربة التصحر بتازة إنها أطلقت حملة للقضاء على الخنزير البري بمنطقة تومزيت، في جماعة باب مرزوقة، على بعد 15 كلم غرب تازة، وعملية أخرى في جبل أزدم، حيث وقع الحادث، يوم 24 مارس الجاري.
وجاء في بلاغ للمندوبية أن هذه العملية أشرف عليها عامل الإقليم والمندوب الإقليمي للمياه والغابات، مضيفا أن مطاردة وقنص الخنازير لاقت استحسانا من طرف سكان المنطقة، لما لهذه العملية من أثر إيجابي على منتوجاتهم الفلاحية المهددة بالإتلاف من طرف الخنزير البري.
وأضاف البلاغ، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن تنظيم مطاردات الخنزير تروم حماية السكان، والحفاظ على التنوع الوحيشي، الذي أنشئت لأجله محمية تومزيت الطبيعية.
وتعتبر منطقة تومزيت، حسب المصدر ذاته، واحدة من بين المناطق المحددة كنقط سوداء بإقليم تازة، التي تشهد تكاثر أعداد الخنازير البرية، مع برمجة المزيد من عمليات الإحاشة والقنص في حوالي 24 نقطة أخرى، للتحكم في دينامية تزايد أعداد الخنازير البرية بمختلف مناطق وجودها بالإقليم.
أرسل تعليقك