باريس - وكالات
يسعى الإنسان منذ نصف قرن تقريبا إلى البحث في إمكانية إطلاق محطات فضائية تعمل بالطاقة الشمسية، وتنقلها إلى الأرض لتضيء بها المنازل والمعامل وتشغل بواسطتها المصانع والسيارات والطائرات والقطارات. وفي هذا الإطار تندرج مبادرة الشراكة الجديدة بين جمعية أهلية ورئيس هندي سابق.
اتفقت " مؤسسة الفضاء الوطنية " غير الحكومية التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها مع الرئيس الهندي السابق أبي بكر زين العابدين عبد الكلام على إطلاق مشروع يرمي إلى توليد الطاقة الشمسية من أشعة الشمس في الفضاء لا في الأرض. وينتظر أن يسفر هذا المشروع لاحقا قي حدود منتصف القرن الجاري عن إنشاء محطة فضائية تكون باكورة محطات أخرى تولد الطاقة في الفضاء من أشعة الشمس وترسلها إلى محطات أرضية.
ومن النقاط الإيجابية مبدئيا في المشروع أن مطلقيه طرفان مشهود لهما بالكفاءة وبالحرص على جعل الطاقة الشمسية مصدرا تستفيد منه كل الدول حتى تلك التي ليست لديها إمكانات مالية ضخمة. فمؤسسة الفضاء الوطنية جمعية غير حكومية تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرا لها. ولكن لديها فروع كثيرة في بلدان أخرى . وهي حريصة من حيث المبدأ على الأقل على الدعوة لتقاسم المعارف والتكنولوجيا الفضائية بين الشعوب والأمم أيا يكن مستواها العلمي والتكنولوجي.
وأما أبو بكر زين العابدين عبد الكلام الملقب ب" الرجل الصاروخ" فهو عالم هندي متخصص في التكنولوجيا الفضائية ولديه أبحاث وإنجازات كثيرة في مجال استخدام الفضاء لخدمة الإنسان. وكان شغفه بالعلم والمعرفة وحرصه على تقاسمهما مع الآخرين سببا من الأسباب التي جعلته يصل إلى منصب رئاسة الدولة الهندية من عام ألفين إلى عام ألفين وسبعة.
ولدى طرفي المشروع رغبة مشتركة في إنشاء شبكة عالمية من خيرة العلماء والباحثين المتخصصين في الطاقات الجديدة والمتجددة لوضع أرضية مشتركة لما ستكون عليه بعد بضعة عقود المحطات الفضائية العالمية المتخصصة في نقل أشعة الشمس من الفضاء إلى المنازل والمصانع والمكاتب في العالم كله. وهما يدركان جيدا أن تحقيق هذا المشروع ليس بالأمر الهين لا بسبب ضيف أفق الإنسان العلمي والتكنولوجي ولكن لأسباب كثيرة أخرى لديها صلة بالسياسة والتجارة.
أرسل تعليقك