احتفل الصحافيون العراقيون، بالعيد الوطني للصحافة العراقية في ذكراها الثامنة والأربعين، بعد المائة، وأعلن عن انطلاق أول صحيفة "الزوراء"، في العاصمة بغداد عام 1869. وأعلنت نقابة الصحافيين العراقيين، في وقت سابق احتفاليتها بالذكرى 148 للصحافة العراقية، مشيرة إلى أن الاحتفالات ستختتم في كرنفال عراقي كبير، تحضره شخصيات اعلامية وثقافية وسياسية عراقية وعربية وأجنبية.
وجاء اختيار اليوم كونه يؤرخ لصدور أول صحيفة في بغداد حين كانت ولاية عثمانية، وهي صحيفة "الزوراء"، وفي الخامس عشر من حزيران/يونيو 1869. ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، إلى اصدار تشريعات تعزز حرية الصحافة وتضمن حق الوصول إلى المعلومة، مشددا على اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الإعلاميين ورعاية اسر الشهداء.
وقال معصوم، في بيان اطلع عليه "العرب اليوم" بمناسبة (العيد الوطني للصحافة العراقية) في ذكراها الثامنة والأربعين بعد المائة، حيث الإعلان عن انطلاق أول صحيفة (الزوراء) في بغداد عام 1869، "أتقدم باحر التهاني إلى كافة الصحافيات والصحافيين العراقيين وإلى كافة النقابات والمؤسسات الصحافية والإعلامية في كل أنحاء البلاد، كما أحيي مساهماتهم في نشر قيم الحوار والديمقراطية والوحدة الوطنية، ونثمّن دورهم وتضحياتهم في المعركة ضد الإرهاب".
وأضاف، أن "الصحافة العراقية تميزت بدفاعها الشجاع عن مصالح وحقوق وطموحات شعبنا وحريته متطلعة بإصرار عبر تاريخها الطويل ما كلف الصحافيات والصحافيين العراقيين الكثير من التضحيات والمعاناة وأعداد كبيرة من الشهداء، وكل ذلك لم يمنعهم من امتلاك الكفاءة المهنية العالية لتجعلهم بين الأفضل على مستوى المنطقة وفي كافة قطاعات الإعلام".
ودعا معصوم إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم ورعاية اسر شهدائهم والى إصدار تشريعات تعزز حرية الصحافة، وتضمن حق الوصول إلى المعلومة والقدرة على الإسهام الخلاق في مواجهة الإعلام المضاد للعراق والعمل على نشر مفاهيم المواطنة، والمصالحة المجتمعية والتفاهم والحوار".
وأعلنت نقابة الصحافيين العراقيين، في وقت سابق، احتفاليتها بالذكرى 148 للصحافة العراقية، اليوم، مشيرة إلى أن الاحتفالات ستختتم في كرنفال عراقي كبير تحضره شخصيات اعلامية وثقافية وسياسية عراقية وعربية واجنبية. وهنأ وزير الثقافة والسياحة والأثار فرياد رواندزي الصحفيين العراقيين بعيد الصحافة العراقية، وصدور أول صحيفة في 15 حزيران/يونيو 1869.
وأشاد رواندزي في برقية التهنئة بالمسيرة الطويلة للصحافة العراقية ولجهود الرواد الأوائل في إرساء دعائم صحافة عراقية، تتمتع بالمهنية والحرفية، مثمنًا في الوقت نفسه التضحيات الكبيرة للصحافيين وهم يساندون قواتنا المسلحة في مقارعة قوى الإرهاب والظلام، حيث تمتزج دمائهم بدماء شهداء قواتنا المسلحة وقوات الحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر. ونبارك ونهنيء الأسرة الصحافية العراقية حلول الذكرى 148 لصدور أول صحيفة عراقية ( ألزوراء) في 15 حزيران/يونيو 1896 .
وبهذه المناسبة نعبر عن تقديرنا العالي للتضحيات الكبيرة التي يقدمها الصحافيون وهم يخوضون جنبا إلى جنب مع قواتنا المسلحة وحشدنا الشعبي والبيشمركة وأبناء العشائر أشرس معركة ضد قوى الإرهاب والظلام من اجل تحرير أراضينا من دنس تنظيم داعش إذ قدمت الأسرة الصحافية ومازالت الكثير من التضحيات التي نقف أمامها بإجلال، لقد كان الصحافيون وعلى الدوام يمثلون صوت الحقيقية، ويحملون معاني الإعلام النبيل ويقدمون التضحيات ويعكسون معاناة المواطن أينما كان .
وكما نعبر عن تثميننا العالي لمسيرة الصحافة العراقية ولجهود الرواد الأوائل في إرساء دعائم صحافة عراقية رصينة والذين كانوا مصداقا لأعلام حر يقف بوجه الدكتاتورية ويسهم في توحيد الشعب. ونغتنم هذه الفرصة للتأكيد على الدور الكبير للصحافة في إسناد تطلعات الشعب في إرساء عراق ديمقراطي، آملين أن تشهد صحافتنا المزيد من التقدم والتطور في ظل أجواء الحرية لتسهم في إرساء وتعضيد نظامنا الديمقراطي. والرحمة لشهداء الصحافة العراقية والشفاء العاجل للجرحى والصبر لذويهم وإلى مزيد من العطاء من اجل عراق ديمقراطي آمن.
وهنأ المفتش العام لوزارة الثقافة الدكتور علي حميد الشكري الصحافيين العراقيين بمناسبة عيد الصحافة العراقية، وصدور أول صحيفة عراقية (الزوراء) في الخامس عشر من حزيران/يونيو سنة 1869.
وقال المفتش العام برسالة بعثها إلى نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي "أبارك جهود أصحاب الكلمة الحرة، واعبر عن أمنياتي الخالصة للصحيفة بالرفاهية والارتقاء والازدهار في تحقيق رسالتها الإعلامية من اجل ترسيخ الكلمة الصادقة، وقول الحق خدمة للعراق والعراقيين في ظل انتصارات جيشنا البطل وحشدنا الشعبي المقدس ضد قوى الكفر والظلام.
وصدور "الزوراء" تزامن مع عهد الوالي العثماني "الإصلاحي" مدحت باشا الذي جلب معه مطبعة حديثة (حينها) من باريس تطبع فيها الصحيفة والوثائق الرسمية للولاية والأهالي ، واعتبرت "الزوراء" الصحيفة الرسمية للسلطة العثمانية، وكان الكاتب أحمد مدحت أفندي، أول من تولى رئاسة تحريرها.
وتعاقب على رئاسة تحرير "الزوراء"، من بعد مدحت أفندي، عزت الفاروقي، أحمد الشاوي البغدادي، طه الشوّاف، محمد شكري الألوسي، عبد المجيد الشاوي وجميل صدقي الزهاوي ،ولم يكن الزهاوي هو الشاعر العراقي الكبير الوحيد الذي تبوأ عملا صحافيا مميزا، فكان محمد مهدي الجواهري بعده، صاحب صحيفة مهمة هي "الرأي العام" وأول نقيب للصحافيين العراقيين في العهد الجمهوري 1958.
وفي نيسان/إبريل 1968 اقترح أمين سر "نقابة الصحافيين العراقيين" سجاد الغازي ان تكون الذكرى المئوية لصدور "الزوراء"، أي 15 حزيران/يونيو 1969، "عيد الصحافة العراقية"، وهو ما تم الاحتفال به على نحو واسع، واعتبر الحدث رسميا منذ ذلك الحين.
وبدءا من قرارات "التأميم" في العراق منتصف ستينيات القرن الماضي، صارت الصحافة ودور النشر ومعظم وسائل الإعلام مملوكة للحكومة خاضعة لسيطرتها ومعبرة عن أفكارها وقادتها.
يذكر أن شهد العراق ومنذ سقوط النظام السابق في العام 2003، موجة كبيرة من حرية التعبير التي صارت مئات المنابر الإعلامية من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية، فضلا عن الرقمية وصحافة التواصل الاجتماعي، التي شهدت اليوم 15 حزيران/يونيو 2017، نشر المئات من المقالات حول الصحافة العراقية وتاريخها وسعي العاملين المهنيين فيها إلى ضمان حرية التعبير وحرية الحصول على المعلومة، فضلا عن استذكار لنحو 350 صحافيا عراقيا قتلوا منذ العام 2003 في اعتداءات مسلحة، وعمليات اغتيال منظمة.
أرسل تعليقك