عدن - حسام الخرباش
في اليمن الذي يشهد حربا منذ مارس/ آذار 2015، أصبح الإعلام المرئي والمطبوع والإلكتروني يعيش صراعا من أجل البقاء في ظل نزاع مسلح وفوضى وقمع للحريات.
ولحقت انتهاكات جسيمة بوسائل الإعلام والصحافيين وأصحاب الرأي، فقد أغلقت مكاتب جميع القنوات المحلية والخارجية في صنعاء التي تخضع لسيطرة الحوثيين باستثناء القنوات التابعة لهم، في حين توقفت الكثير من الصحف التي تصدر من صنعاء وأغلقت مكاتب المواقع الإلكترونية، كما حجبت مئات المواقع الإخبارية اليمنية والعربية واعتقل عشرات الصحافيين في عدد من المحافظات منذ اندلاع الحرب.
وصنفت "مراسلون بلا حدود" اليمن في المرتبة 170 من أصل 180 دولة بالانتهاكات التي تعرضت لها الصحافة خلال عام 2016.
وأكدت المنظمة أنه بعد ثمانية أشهر فقط من سيطرة الحوثيين على العاصمة، سجلت نقابة الصحفيين اليمنيين ما لا يقل عن 67 حالة اعتداء على الصحافيين بهدف منعهم من القيام بعملهم. كما تشهد السجون حالات تعذيب كثيرة، بحسب العديد من الشهادات، أما حالات الاختطاف والاختفاء في صفوف الصحافيين أصبحت لا تعد و تحصى، مشيرة إلى أن سلطات الحوثيين احتجزت ما لا يقل عن 13 من الصحافيين والمعاونين العاملين كرهائن لدى المتمردين في صنعاء من جميع وسائل الإعلام الناقدة لهم.
وقال مراسل قناة الحرة في اليمن والحاصل على جائزة ديفيد بروك الدولية عبدالكريم الشيباني، إن الصّحافي اليمني يعيش في واقع يمثل خطرا عليه في كل اليمن ويتعرض لانتهاكات جسيمة من طرفي الصراع.
وأشار الشيباني إلى أن الاعتقال غير القانوني والتهديد والفصل من الوظيفة يتعرض له رجال الصحافة في اليمن من كل أطراف النزاع ما يهدد الحريات ويصل بها إلى أدنى مستوى في اليمن نتيجة غياب الدولة والقانون في كل المناطق.
ولفت الشيباني إلى أن الإعلام في اليمن يعيش حالة موت سريري جراء الانتهاكات التي تعرض لها رجال الإعلام ووسائل الإعلام أيضا، منوها إلى أن الصحافي في اليمن يعيش حياة بسيطة ويكافح من أجل عيش أسرته وتحوطه التهديدات والمخاطر في بلد غاب فيه القانون واعتقلت الحريات.
من جانبها، أكدت الأستاذة في كلية الإعلام في صنعاء سامية الأغبري، أن الإعلام في اليمن شهد مجزرة مروعة في عام 2015 و2016، حيث اعتقل عشرات الإعلاميين وأغلقت وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية وحجبت المواقع الإلكترونية خارج إطار القانون والسلطات القضائية.
وأوضحت الأغبري أن عشرات الإعلاميين اعتقلوا في معظم المحافظات اليمنية بينما تصدر الحوثيون في حجم الاعتقالات والانتهاكات بحق الإعلام حيث أغلقوا مكاتب جميع القنوات غير المؤيدة لهم وحجبوا مئات المواقع الإخبارية واعتقلوا عشرات الإعلاميين دون عرضهم للمحاكمة أو حتى السماح بزيارتهم، مشيرة إلى أن عددا من الإعلاميين قتلوا خلال تغطية المعارك في عدد من المحافظات.
وبينت الأغبري أن الحوثيين اعتقلوا عددا من طلاب كلية الإعلام في صنعاء دون أي مبررات قانونية وأفرجوا عن بعضهم بعد أشهر من اعتقالهم، بينما لا يزال البعض في المعتقلات ولا يسمح لأسرهم بزيارتهم وترفض سلطات الحوثيين الإفراج عنهم.
وطالبت الأغبري المنظمات الدولية بالضغط على أطراف النزاع المسلح للإفراج عن المعتقلين على خلفية الرأي وعدم استهداف الإعلاميين ووقف الانتهاكات بحق الصحافة.
أرسل تعليقك