رام الله ـ وفا
أظهرت دراسة نوعية أجرتها مؤسسة RTI للبحوث حول تقييم مهارات القراءة في المرحلة الأساسية الدنيا، اليوم الثلاثاء، أن طلبة الصف الثاني الأساسي في المدارس الحكومية في الضفة الغربية حصلوا على مؤشرات مرتفعة في المهارات الممهدة للقراءة كمهارة أصوات الحروف، وقراءة الكلمات المألوفة وغير المألوفة وفهم المسموع.
وبينت الدراسة تفوق طلبة الصف الثاني على طلبة الصف الثالث من دول الإقليم في هذه المهارات، وأن ما يقارب ثلث طلبة عينة الدراسة قد حلوا في فئة المتقنين لهذه المهارات، وفي المقابل كانت كشفت النتائج عن مؤشرات أداء منخفضة في المهارات ذات العلاقة بفهم المقروء، والطلاقة في القراءة
وبين الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير بصري صالح، خلال ورشة وطنية نظمتها وزارة التربية والتعليم العالي، أهمية هذه الدراسة النوعية والتي تنفذ لأول مرة في فلسطين بالتعاون مع خبراء دوليين ومتخصصين، داعياً إلى استثمار نتائج الدراسة في اطار وطني شامل للنهوض بواقع القراءة في المجتمع الفلسطيني داخل المدرسة وخارجها، وأهمية ذلك وانعكاساته الايجابية على كافة نواحي الحياة وللاستفادة من الخبرات العالمية.
وأشاد بالشراكة مع المؤسسات الدولية الشريكة التي ساهمت بإنجاز الدراسة وفق المعايير الدولية وبدعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية؛ لإجراء الدراسة، لافتاً إلى ضرورة تعميم نتائج هذه الدراسة التي تخدم كافة أركان العملية التعليمية التعلمية، إضافة إلى المؤسسات الشريكة والمعنية بتطوير التعليم وتحسين مخرجاته.
وشكر صالح كافة طواقم الوزارة التي ساهمت في إنجاز الدراسة، داعياً الى الاطلاع والتعمق بنتائج الدراسة المتميزة والتي تعكس حالة من الانجاز على المستوى الوطني والتي بدورها تعمل على تغيير الصور النمطية والسوداوية حول واقع وطبيعة التعليم في فلسطين.
من جانبه، أكد مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي ثروت زيد، ضرورة الاستفادة من هذه الدراسة وتوظيف نتائجها لخدمة العملية التعليمية التعلمية، مشيرا إلى أهمية وضع آليات لتفعيل نتائج الدراسة لما لها من دور هام ومحوري في التعرف على العديد من الجوانب المرتبطة بالتعليم.
ونوه إلى أهمية تعزيز مهارات القراءة؛ لارتباطها الوثيق بالمباحث العلمية كالرياضيات والعلوم، مبيناً أنه تحسين القراءة لدى طلبة المرحلة الأساسية يسهم في تسهيل إدراك مضامين المباحث العلمية وتجاوز العقبات التي تحول دون فهم هذه المباحث.
بدوره، أوضح مدير دائرة القياس والتقويم في الوزارة محمد مطر، أن هذه الدراسة تعد الأولى من نوعها من حيث استهدافها طلبة الصف الثاني الأساسي لقياس مدى امتلاك طلبة هذا الصف لمهارات القراءة.
وبين أن بيانات هذه الدراسة المتنوعة ستمكن الوزارة وكافة الباحثين التربويين من اعتمادها بوصفها مؤشرات على طريق المقارنة المستقبلية مع دراسات مماثلة لقياس أثر برامج التطوير التي تعتمدها الوزارة في مجال مهارات القراءة.
ونوه مطر إلى أن بيانات الدراسة التحصيلية سيتم ربطها بقاعدة بيانات المدارس في الوزارة عبر مجموعة من التحليلات الإحصائية المعمقة للخروج ببعض المؤشرات التي يمكن ان تفسر التباين في مستويات الاتقان بين مجموعات الطلبة، وان بيانات الدراسة ادواتها البحثية ستكون متوفرة قريبا للجميع.
من جانبه، قدم منسق الدراسة من معهد RTI البحثي روبرت لاوطوسكي، عرضاً موجزاً حول الدراسة والعينة التي شملتها وغيرها من المحاور الفنية التي تضمنتها، وابرز النتائج العامة التي خرجت بها الدراسة.
وأكد ل أن هذه الدراسة الهامة والمتخصصة ستسهم في خدمة السياسات الوطنية بالنسبة للحكومة الفلسطينية ولوزارة التربية والتعليم العالي؛ نظراً لما تضمنته من نتائج ومكونات ستعمل على تحسين نوعية التعليم والتعلم في المدارس الفلسطينية.
وفي عرضه حول اهمية البدء بتطوير علامات قطع مرجعية ومعايير وطنية لتقييم مهارات القراءة، بين نائب رئيس معهد RTI لويس كراوتش، ان البيانات التي وفرتها دراسة 'إيجرا' ستمكن من تطوير هذه المعايير بجهود خبراء القراءة في الوزارة والمؤسسات الشريكة، وبين كراوتش ان النتائج تظهر علاقات ارتباط قوية بين اتقان الطلبة لمهارات القراءة المختلفة.
يشار إلى أن هذه الدراسة، التي استهدفت 150 مدرسة من مدارس الحكومة في المحافظات الشمالية، تم تنفيذها بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID بمشاركة فريق متخصص من معهد RTI للبحوث، وفريق لحثي من وزارة التربية والتعليم العالي.
أرسل تعليقك