الرياض ـ وكالات
أقرت وزارة التربية والتعليم بالسعودية، باعتماد نظام التسريع الأكاديمي للطلاب المتفوقين دراسيا في نظام التعليم العام من الجنسين ونقلهم إلى صفوف أعلى، كأحد الوسائل الفاعلة التي تستجيب للحاجات العلمية لدى الطلبة المتفوقين والموهوبين.
ويأتي تطبيق هذا القرار دعما للموهوبين، الذين أبدوا تفوقا غير عادي في وقت دراستهم، حيث يخدم النوابغ بتنمية مواهبهم في وقت مبكر، والاهتمام بقدراتهم وكفاءاتهم العلمية بفتح الباب لاستثمار القطاف اليانعة من العقول المبدعة. حيث أصدر نائب وزير التربية والتعليم الدكتور خالد السبتي، قرارا باعتماد تفعيل نظام التسريع الأكاديمي للطلاب والطالبات الذين يبدون تفوقا غير عادي في دراستهم، لنقلهم لصف أعلى من صفوف من هم في أعمارهم، ويعد هذا النظام مقررا منذ نحو ثماني سنوات بناء على قرار اللجنة العليا لسياسة التعليم آنذاك.
وصرح الدكتور عبد الرحمن البراك وكيل وزارة التربية والتعليم لتعليم البنين لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تعاونا جاريا بين الوزارة ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) في تسريع الطلاب الموهوبين المتفوقين وتقديمهم لصف دراسي أعلى من أقرانهم، مشيرا إلى أن ذلك سيتم وفق ما يقتضيه الحال وما تقرره اللجنة المشكلة بين الوزارة ومؤسسة «موهبة».
وتتولى اللجنة المركزية المشكلة في وزارة التربية والتعليم الإشراف والمتابعة لتطبيق نظام التسريع، بوضع خطة زمنية لنظام تسريع الطلبة وإصدار التعاميم والقواعد المنظمة للتطبيق في الميدان التربوي، ووضع آليات ونماذج تطبيق النظام والإشراف على تدريب المعلمين والمشرفين على تطبيقها. بالإضافة إلى التعاون مع مشروع التعرف على الموهوبين المقام من قبل مؤسسة «موهبة» بالتعاون مع المركز الوطني للقياس والتقويم للاستفادة من المقاييس وأدوات التقييم في تطبيق استراتيجية تسريع الطلاب.
ويعد تسريع الطالب ونقله إلى صف دراسي أعلى، من أنواع التسريع الشائعة، الذي يطبق في أنظمة تعليمية عالمية، استجابة لما يبديه الطالب من تفوق ونبوغ علمي، وقدرات غير عادية تساعد على التعلم والاستيعاب بشكل أسرع، بمراعاة الفروق الفردية بينه وبين أقرانه التي تعطيه فرصة للتقدم عنهم بالسلم التعليمي. علاوة على ما يحققه من آثار إيجابية للطالب على المدى الطويل دراسيا واجتماعيا ونفسيا. وفي المقابل فإن هناك كثيرا من المخاوف التي ناقشها المختصون حول عدم قدرة الطفل على الاندماج مع من يكبرونه اجتماعيا ويدرس معه بالصفوف العليا، خصوصا لو رافق ذلك إجبار من الأهل أو المربين على تسريع الطفل دون جاهزيته النفسية للانتقال لصفوف أعلى فضلا عن عدم تكيفه المدرسي بعيدا عن محيط أصدقائه.
وبحسب الدليل الإجرائي لتسريع الطلاب والطالبات الذين أبدوا تفوقا غير عادي في مراحل التعليم العام في السعودية، فإن الطالب الذي يبدي تفوقا غير عادي هو المتقن لجميع المهارات المقررة في المواد الدراسية في المرحلة الابتدائية بشكل مبكر، ومن معدله العام 98 في المائة فأكثر، ومعدل 97 في المائة فأكثر في كل مادة من المواد الدراسية المقررة عليه في العام الذي يسبق ترشيحه والعام الذي يدرس فيه، بالإضافة لحصوله على الدرجات المطلوبة للتسريع في الاختبارات والمقاييس المعدة لذلك الغرض.
وعند اجتيازه للاختبارات يعد الطالب لمقابلة شخصية مع لجنة التوجيه والإرشاد بالمدرسة، تطرح عليه أسئلة بنموذج محدد من الوزارة يشمل أسئلة عامة وذهنية حول دراسته والمستقبل، والأحداث الحالية التي تشغل اهتمام الطالب المرشح، كأحداث محلية ودولية وما يخصه من مشكلات شخصية وإمكانية حلها، لقياس مهارات الكتابة لديه ومهارات التواصل اللفظي والحركي، بالإضافة لاستقصاء رغبته في التسريع من خلال قياس وضوح أهدافه وثقته بنفسه، وسعة الاطلاع والمعرفة لدى الطالب.
ويسرع الطالب بحسب النظام مرتين طوال فترة دراسته، في المرحلة الابتدائية من الصف الرابع إلى السادس، والمرحلة المتوسطة والثانوية يكون التسريع فيها من الصف الأول إلى الثالث، وذلك بعد انطباق الشروط والإجراءات المحددة بنظام التسريع، مع خضوع الطالب لمرحلة تجريبية مدتها أربعة أسابيع تحت المتابعة الدقيقة والتقييم الموضوعي لمستواه من المعلمين ومعلم الموهوبين أو من يقوم مقامه في المدرسة لضمان تكيّف الطالب الذي تم تسريعه ونقله لصف دراسي أعلى على المستوى الأكاديمي.
وسيتم تطبيق النظام ابتدءا من العام الدراسي القادم في السعودية، وإعداد تقرير من قبل اللجنة المركزية المختصة بنظام التسريع الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم عن مدى فاعلية تطبيقه بعد الاطلاع على التقارير النهائية على الحالات المستكملة للشروط بعد عام من تطبيقه.
أرسل تعليقك