قدم طلاب قسم الاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بدمشق أفكارا وأساليب وتقنيات متنوعة في مشاريع تخرجهم التي تم تحكيمها صباح اليوم من قبل لجنة مؤلفة من عميد الكلية وعدد من أساتذة الكلية.
وتفاوت المستوى الفني للمشاريع من طالب لآخر حسب تمكنه من التقنية المستخدمة وقدرته على تقديم الفكرة الرئيسية لمشروعه بشكل واضح وأكاديمي معتمدين عدة تقنيات في تقديم أفكارهم ما بين الفيديو آرت والفيلم السينمائي القصير والبوسترات المطبوعة إلى جانب العمل اليدوي أو العمل بالفراغ مما أغنى الحالة الفنية لهذه المشاريع.
وعن مناسبة تخريج الطلاب قال الدكتور فواز البكدش عميد كلية الفنون الجميلة بدمشق لسانا إن مشروع التخرج يتوج عمل الطالب وما تلقاه من معرفة وعلم خلال سنوات دراسته في الكلية حيث تختلف كل دفعة تختلف عن سابقتها عبر طرح أفكار جديدة وتقنيات حديثة تتوافق مع التطور في الفن كما أنها تتجه بشكل أكبر لربط الجامعة بالمجتمع وخدمته.
وأضاف عميد الكلية..إن الطلاب يقدمون في مشاريع تخرجهم مدارس فنية متنوعة من خلال ما تعلموه من أساتذتهم إلى جانب اجتهاد الطالب نفسه واشتغاله على تطوير أدواته مما يغني الحالة الفنية والأكاديمية التي تنتج في هذه المشاريع مبينا أن طالب الفنون يتأثر بما حوله من أحداث كغيره ولكنه يحاول تقديم هذا الواقع بأسلوبية فنية غير مباشرة عبر اعتماده على جزئيات الواقع وإعادة إنتاجها بروءية فنية خاصة.
من جهته قال الدكتور احمد يازجي رئيس قسم الاتصالات البصرية.. لدينا تنوع في طرح الأفكار في مشاريع التخرج وهذا يجسد توجه القسم إلى المقدرة والثقافة الفنية والتقنية لدى الطالب عبر الطلب منه تقديم عمل موظف لخدمة فكرة واضحة ومحددة.
وأضاف رئيس قسم الاتصالات البصرية..إن التنوع جاء أيضا بالتقنيات المستخدمة بين المطبوعات والسينما والشارات التلفزيونية والفيديو وبرامج الغرافيك على الكمبيوتر والتي يستخدمها الطالب لتخدم فكرته التي يجب أن تكون واضحة ومقروءة للكل في المجتمع.
وأوضح يازجي أن كل الطلاب يمتلكون كل التقنيات الغرافيكية واليدوية والكمبيوترية كما أن لجنة التحكيم تحاسب الطالب من خلال الأسلوب الذي اعتمده لتقديم فكرته ومدى وضوحها وحداثتها دون تكرار أو تقليد للأفكار التي تقدم عبر وسائل الاعلام والتواصل.
بدورها قالت الدكتورة سوسن الزعبي المشرفة على عدد من مشاريع التخرج.. إنه في اختصاص الاتصالات البصرية لا يمكن أن نقيد الطلاب بالمواضيع التي يقدمونها لأن هذا الاختصاص يدخل في مختلف مناحي الحياة فجاءت أفكار مشاريع تخرج الطلاب متنوعة وبأساليب مختلفة.
وأضافت..ان المواضيع التي يقدمها الطلاب خلال السنوات الأخيرة فيها من منعكسات الأزمة التي نعيشها بتفاصيل مختلفة إلى جانب مواضيع إنسانية قدمها عدد من الطلاب هذا العام موضحة أن كل الخريجين يمتلكون القدرة على دخول سوق العمل ولديهم الموءهلات اللازمة ولكنهم بحاجة لدعم ما بعد التخرج عبر إيجاد مراكز لإكسابهم مهارات إضافية وتخصصية وتوجيههم بما يخدم مصلحة المجتمع ويلبي حاجة سوق العمل.
وبينت الزعبي أن الكلية تعمل ما بوسعها لتقديم المعارف والأساليب اللازمة لإكساب الطلاب التأهيل العلمي والتقني اللازم ليكونوا جاهزين للعمل ضمن إمكانات الكلية التي يجب أن تتطور بصورة مستمرة.
وقدمت الطالبة راما مسعود مشروعا يعتمد تقنية عرض لوحات غرافيك تعبر عن حالات إنسانية واجتماعية تجسد الوضع العام الذي نعيشه بطرق مختلفة وجديدة وهي غير مرتبطة بشيء معين موضحة أنها لم تختر عنوانا لمشروعها بقصد ترك المجال للمشاهد ليشارك في تصور الحالات التي قدمتها عبر محاولة جمع ما تلقته خلال دراستها في الكلية.
أما الطالبة شهد الجندي التي كانت فكرة مشروعها تدور حول كتاب تعليمي للأطفال بعنوان ابن قطوطة قالت.. اعتمدت شخصية القطة السوداء ككاركتر أساسي في المشروع حيث تسافر إلى سبعة بلدان ومن ناحية التقنية اخترت الغرافيك اليدوي لأنه يقدم النتيجة التي أريدها واستخدمت برامج التصميم على الكمبيوتر في إخراج اللون النهائي وأضفت للتصاميم في مكان العرض تجهيز بالفراغ لشخصية القطة بالأسلاك المفرغة مع مجموعة قوارير إلى جانب الاسكتشات الخاصة بالتصاميم.
واعتمد مشروع الطالب فادي الحريري على مرض التوحد فقدم عشرة بوسترات تشرح هذا المرض الذي يعتبره حالة إبداعية لا تنتقص من أصحابها وهذا يتطلب إلقاء الضوء عليها بشكل أكبر ليتعرف فالناس عليها حيث أوضح فكرة مشروعه بالقول استخدمت تقنية جديدة تعتمد على ألواح شفافة كالبللور أو البلكسي مغطاة بالشريط اللاصق بكثافات مختلفة وعبر الرسم اليدوي المباشر عليها وإضاءتها من الخلف يتم اللعب بالظل والنور عبر طبقات الشريط اللاصق.
وأضاف..ان الألوان المستخدمة في البوسترات جاءت عن دراسة وحسب الحاجة في كل بوستر كاللون الأزرق الذي رافق شعار مرض التوحد وهو مربع البزل واللون البني في بوستر طفل التوحد ونظرته المركزة على نقطة تقع في عين المتلقي وبما يتوافق مع المناخ النفسي للمعلومة التي يقدمها البوستر.
وقالت الطالبة نور عبد الفتاح عن فكرة مشروعها.. في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها أحببت أن يعيش الأطفال في ظروف أفضل فاخترت فكرة مهرجان للطفولة يتضمن سبعة أقسام هي لعب ورقص ومسرح وغناء ورسم والعاب تركيبية وضحك مبينة أنها اختارت التعريف بأنشطة المهرجان عبر البوسترات الطرقية ولكل نشاط على حدة باستخدام الرسم اليدوي لشخصيات الكرتون التي قدمتها وللخلفيات وعالجتها بعد ذلك ببرامج التصميم على الكمبيوتر وبأسلوب يمكن للأطفال أن يفهموه ويتقبلوه.
أما الطالبة راما مهنا اختارت مشروع تخرج حول حملة إعلانية لفيلم عن مدينة اوغاريت فقدمت اسكتشات عن المدينة وعن معتقدات الناس في ذلك الزمان وأساطيرهم وأزيائهم واستخدمت الكمبيوتر في تحويل اللوحات لبوسترات بهوية بصرية خاصة يحوي لوغو يعتمد اللغة المسمارية نتيجة لحبها للأساطير السورية القديمة كما تقول.
وأوضحت مهنا انها ستعمل على تحويل فكرة مشروعها إلى معرض تقدم من خلاله لوحات تحكي عن أساطير سورية القديمة كما أنها ستعمل ايضا على تطوير تقنياتها وأدواتها الفنية لتقدم العمل الفني الذي ترضى عنه في المستقبل.
وقال الطالب هاني داوود اخترت فكرة تشرد الأطفال في العالم وهذه مشكلة تعبر عن التفكك الأسري الذي يعيشه هؤلاء الأطفال وأردت تقديم رؤيتي عن هذه الحالات عبر ثمانية بوسترات يحوي كل منها حالة طفل خاصة وفوقها رسم يدوي ليخدم فكرتي وليقدمها بأسلوب جديد معتبرا أن سوق العمل مجال مفتوح للفنان ليقدم روءيته بحرية وبشكل أوسع يمكن للناس أن يروه ويتفاعلوا معه.
أرسل تعليقك