بيروت ـ وكالات
في ندوة نظمت لمناسبة اليوم الدولي للغابات أعلنت جامعة الروح القدس – الكسليك اعتماد موضوع الغابات في كليتها للعلوم الزراعية والغذائية إسهاما منها برفع الوعي بالثروة الحرجية الثمينة وتعزيز القدرات والمهارات والمعرفة المهنية في هذا التخصص الهام.
جاء الإعلان عن هذه الإضافة الجديدة من قبل عميد الكلية في الجامعة اللبنانية المعروفة الأب جوزيف واكيم خلال ندوة نظمتها الجامعة بدعم من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) ومركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت حول أهمية الغابات في لبنان ومنافعها الاقتصادية والبيئية والاجتماعية مع الإضاءة على التحديات التي تواجه استدامة هذا المورد الحيوي.
شارك في الندوة إلى جانب الأب جوزيف واكيم كل من مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بهاء القوصي وأيلي شويري من مكتب فاو في لبنان بالإضافة إلى رئيس قسم العلوم الزراعية في الكلية الدكتور نبيل نمر وحشد من الاساتذة والطلاب وممثلين عن جمعيات بيئية ومحميات طبيعية في لبنان.
اعتبر الأب جوزيف واكيم في كلمته أن حماية الغابات هي حماية الأمن الغذائي، "لا بل ضمانة لاستمرارية هذا الأمن كمصدر له، وللعدالة التوزيعية كحق للبشر كافة على الطبيعة عبر الحد من الفقر". وعن تخصيص يوم دولي للغابات، والذي يحتفل به لأول مرة في العالم، قال واكيم إنها "محطة تذكر العالم بهذا الحق، ولكنها أيضا لتذكر الإنسان بحق الطبيعة والغابات عليه". وتناول عميد الكلية وضع الغابات في لبنان في ظل ما أسماه غياب إدارة واعية وتوعية وإرشاد للمحافظة عليها، ودعا إلى حملات توعية مع المؤسسات الخاصة والعامة وصياغة سياسات تدعم حماية وتطوير الاحراج والغابات. وأعلن في ختام كلمته عن "اعتماد موضوع الغابات في الكلية تجاوبا مع نداء الأمم المتحدة" بالإضافة إلى تدريب الطلاب على الحس البيئي واعتماد الخطط الادارية التي تسعى إلى تطوير قطاع الغابات.
من ناحيته، أشار مدير مركز الامم المتحدة للإعلام بهاء القوصي في كلمته إلى أن العالم والأمم المتحدة يحتفلان لأول مرة باليوم الدولي للغابات بناء على قرار للجمعية العامة حدد يوم 21 آذار/مارس اليوم الدولي للغابات وذلك من أجل "رفع الوعي بالإدارة والتنمية المستدامتين لجميع أنواع الغابات لصالح أجيال الحاضر والمستقبل". وتناول القوصي أيضا التحولات العالمية السلبية في علاقة الإنسان بالغابات مما استدعى تكثيف الجهود لإدارتها بشكل مستدام وحماية هذا المورد الطبيعي النفيس الذي اصبح مهددا في جميع أنحاء العالم.
وأضاف القوصي أنه رغم التحديات الهائلة، ثمة علامة مشجعة أشار إليها أمين عام الأمم المتحدة في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للغابات وهي انخفاض المعدل العالمي لإزالة الغابات بنسبة 20 في المائة تقريبا خلال العقد الماضي، مشيرا إلى أن الأمين العام طالب بإدماج إدارة وحماية الغابات في برامج التنمية لفترة ما بعد عام 2015.
وقال القوصي إن الأمين العام دعا "الحكومات والشركات وجميع قطاعات المجتمع إلى الالتزام بالحد من إزالة الغابات ومنع تدهورها، والحد من الفقر وتعزيز سبل العيش المستدامة لجميع الشعوب التي تعتمد على الغابات". و في نهاية كلمته أثنى مدير مركز الأمم لمتحدة على مبادرة جامعة روح القدس بإعداد مواد متخصصة في موضوع الغابات وإدماجها في منهاج كلية العلوم الزراعية والغذائية بدعم من المنظمة الدولية.
أما إيلي شويري من فاو في لبنان فقال إنه طُلب من المنظمة تنسيق عملية تعزيز قدرة البلدان على تحقيق التوازن في الإدارة الاجتماعية والثقافية والبيئية والاقتصادية للغابات المزروعة وزيادة مساهمتها في توفير سبل العيش والاستعمال المستدام للأراضي. وأفاد شويري بأن الغابات المزروعة تمثل 7 في المائة من مساحة الغابات في العالم وأنها توفر أكثر من نصف الخشب الصناعي المنتج عالميا.
وفي ما يتعلق بإعادة تشجير المساحات الخضراء في لبنان، قال شويري إن وزارة الزراعة في لبنان أطلقت في 13 كانون الأول/ديسمبر في إطار "البرنامج الوطني للتحريج" مبادرة لزرع 40 مليون شجرة حرجية إن هذه المبادرة تهدف إلى زيادة مساحة الغابات في لبنان من 13 في المائة إلى 20 في المائة في العشرين عاما المقبلة.
قدم رئيس قسم العلوم الزراعية في كلية العلوم الزراعية والغذائية نبيل نمر تعريفا عن الغابات وأهميتها ووضعها في الإطار العالمي لما يشهده العالم من تغير مناخي واحترار عالمي وتأثيرهما على الغابات اللبنانية. وقدم نمر عرضا عن أنواع الأشجار التى تتألف منها غابات لبنان والمناطق التي تنمو فيها وأهميتها في تاريخ البلاد. وشدد أيضا على التحديات التي تعاني منها المساحات الحرجية اللبنانية من الزحف العمراتي والتغير المناخي والحرائق والرعي وغيرها، وتطرق إلى سبل حماية هذه الغابات وعرض توجيهات ومبادئ تطوير السياسة الحرجية.
وفي نهاية الندوة تم عرض فيلما قصيرا من إنتاج الأمم المتحدة يسلط الضوء على أهمية الثروة الحرجية التي أصبحت مهددة عالميا ويدعو إلى غرس الاشجار من أجل مستقبل أفضل.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في 21 كانون الأول/ديسمبر 2012، أعلنت فيه يوم 21 آذار/مارس من كل عام اليوم الدولي للغابات من أجل رفع الوعي حول القيمة الكبيرة للغابات والأشجار، ويبدأ الاحتفال به اعتباراً من هذه السنة.
أرسل تعليقك