واشنطن – رولا عيسى
يعتزم علماء أميركيون إرسال إشارات باتجاه الفضاء على أمل التواصل مع كائنات ذكية في كواكب خارج المجموعة الشمسية، رافضين ما يثار من مخاوف حول ما قد يشكله ذلك من مخاطر على البشرية. ويأمل مدير معهد سيتي، سيث شوستاك، ببث كل محتويات شبكة الإنترنت في العالم إلى الفضاء، وهو ما يتيح لكائنات خارجية، في حال وجدت، أنَّ تفك رموزها وتفهم قصة البشرية وحضارتها، بحسب ما ذكر أثناء عرض مشروعه في مؤتمر الجمعية الأميركية للتقدم العلمي في كاليفورنيا، الخميس الماضي.
ويتخوف علماء، ومنهم عالم الفيزياء البريطاني المشهور ستفين هوكينغ، من المخاطر التي قد تنجم من إعلام حضارات أخرى قد تكون موجودة في كواكب أخرى، بوجود حضارة على كوكب الأرض.
لكن العلماء في معهد البحث عن كائنات ذكية خارج الأرض "سيتي" مصممون على إطلاق مشروعهم لإرسال إشارات باتجاه الفضاء على أمل أن تلتقطها كائنات ذكية في كواكب أخرى.
وأضاف الباحث في المعهد، دوغلاس فاكوش "درج البشر على مدى الأعوام الخمسين الماضية على توجيه تلسكوباتهم اللاسلكية باتجاه النجوم بحثًا عن أي إشارات ذكية من حضارات "تعيش في كواكب أخرى".
وتابع "لكن مشروعنا الجديد يقضي باعتماد مسار معاكس، وهو بث إشارات ضخمة غنية بالمعلومات على أمل أن تلتقطها عوالم أخرى وترد عليها".
وستبث هذه الإشارات باتجاه مجموعات شمسية تعد قريبة نسبيًا، ويرجح العلماء أن تكون فيها كواكب يمكن أن تكون مناسبة لنشوء الحياة وتطورها على سطحها.
ويرى علماء الفيزياء الفلكية المشرفون على هذا المشروع أنَّ هذا المسار أجدى من المسار المتبع سابقا في سبيل إجراء أي نوع من الاتصال مع كائنات خارج الأرض.
ومن المحاولات السابقة في هذا المجال ما قامت به وكالة الفضاء الأميركية ناسا في العام 1977، حين أطلقت مسبارين فضائيين "فويجر-1" و"فويجر-2"، وعلى متنهما اسطوانات تحتوي على أصوات وصور تعطي نظرة عامة عن الحياة والحضارة على كوكب الأرض، وقد خرج أحد هذين المسبارين في الأشهر الماضية من حدود المجموعة الشمسية مواصلًا سيره أغوار الفضاء.
ومن المحاولات السابقة أيضا لإرسال إشارات لاسلكية إلى الفضاء، ما حدث العام 1999 عندما بث علماء روس رسالة إلى الفضاء.
وفي العام 2008 بثت وكالة الفضاء الأميركية ناسا إشارات لاسلكية لأغنية "اكروس ذي يونيفرس" باتجاه النجم القطبي الذي يبعد عن الأرض 430 سنة ضوئية.
والسنة الضوئية هي وحدة لقياس المسافة وليس الزمن، وهي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة، وتوازي عشرة مليارات كيلومتر تقريبًا.
أرسل تعليقك