واشنطن ـ الجزائر اليوم
لم يجد فريق بحثي دولي من تفسير لألغاز مجرة قزمة تسمى «توكان 2»، سوى أنّها قد تكون قد التهمت جارتها، واستحوذت على مادتها المظلمة.والمجرة القزمة، هي مجرة صغيرة تتكون من نحو ألف إلى عدة مليارات نجم، مقارنة بنجوم مجرة درب التبانة التي يتراوح عددها بين 200 و400 مليار نجم.وخلال دراسة نشرت في العدد الأخير من دورية «نيتشر أسترونومي»، وجد الفريق البحثي أنّه رغم أنّ الكتلة النجمية للمجرة «توكان 2» تبلغ نحو 3 آلاف مرة كتلة الشمس، فإنّ هالة المادة المظلمة تزن 10 ملايين مرة كتلة الشمس، وهذا أكبر بثلاث إلى خمس مرات من التقديرات السابقة.
والمادة المظلمة هي كتلة غير مرئية في الكون مسؤولة عن خلق كل الجاذبية الزائدة، وجعل المجرات تدور بشكل أسرع، ويعتقد أنّها الغراء الذي يربط المجرات، ومن دونها ستتطاير المجرات متباعدة.واستناداً إلى مواقع النجوم وحركاتها، تمكن الفريق من تحديث تقدير كتلة المادة المظلمة في «توكان 2»، ووصلت في النهاية إلى نطاق يبلغ 10 ملايين كتلة شمسية، وهذا هو أول دليل على أنّ المجرات القزمة فائقة السطوع يمكن أن تحتوي على هذا القدر من المادة المظلمة، وهذا أثار لغزاً لم يجد الفريق البحثي مبرراً لتفسيره سوى أنّ «توكان 2»، ربما تكون قد التهمت إحدى جاراتها الأصغر قليلاً والأكثر بدائية.
وتم التوصل لهذا التفسير بعد أن وجد الفريق البحثي أنّ ليس كل النجوم في المجرة لديها نفس المعدن، فكانت النجوم على مشارف المجرة أقل في المعدن بثلاث مرات من النجوم في المركز، مما يشير إلى مجموعتين نجميتين منفصلتين.وتقول عالمة الفيزياء الفلكية آنا فريبيل من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بأميركا في تقرير نشره أول من أمس موقع «ساينس أليرت»: «هذه هي المرة الأولى التي يُشاهد فيها مثل هذا الاختلاف الكيماوي بين النجوم في مجرة قديمة تقع على بعد نحو 163 ألف سنة ضوئية من الأرض، ولكن من المحتمل أن تكون الأسباب وراء ذلك أن (توكان 2) لم تكن مجرة واحدة، بل مجرتان اندمجا، حيث التهمت الكبيرة جارتها الأصغر».
قد يهمك ايضا:
البشر على موعد مع "رقصة الكواكب حول الشمس" خلال أوقات مختلفة
"درب التبانة" تطرد نجومًا بالكامل خارج حدود المجرة بقوّة مذهلة
أرسل تعليقك