الرباط - وكالات
ومن بين العادات التي تحرص بعض الاسر وخصوصا منها الصحراوية على احيائها رغم التحولات التي فرضتها حياة التمدن ، الجلسات الرمضانية التي تتم عادة بعد صلاة التراويح لتقوية أواصر القرابة والمحبة وصلة الرحم بما يتناسب مع الأجواء الروحانية والمعاني السامية لهذا الشهر الفضيل ، وممارسة لعبة "السيك " التي كانت في الماضي تمارس على نطاق واسع خصوصا وقت الظهيرة وبعد صلاة التراويح.
وتقتصر هذه اللعبة ، التي ترافقها جلسة شاي وفق خصوصيات فريدة من نوعها ، عادة على النساء وتمارس فوق رقعة من الرمل أو الخشب تسمى "لبر" ترسم عليها خطوط متوازية بواسطة ثمانية " اعواد "تسمى "سيكات" لها وجهان داخلي بلون معين واخر خارجي وبيادق من الحصى او قطع القصب او الخشب.
ويمكن للرجال الذين ينتمون لنفس عائلة النساء الانضمام الى حلبة التباري التي تتم وفق قواعد محددة تمكن من يستطيع تصفية بيادق خصمه من كسب نتيجة اللعبة بفضل النقاط التي يجمعها بعد كل رمية يتم فيها اسقاط "السيكات".
وبالنسية لمائدة الافطار فقد طرأت تحولات كثيرة على مظاهر وإيقاع العيش بالمنطقة التي تقع في ملتقى ثقافتين هما الأمازيغية والحسانية ، حيث اندثرت عادات غذائية وحلت محلها أخرى بسبب التمدن والانخراط في الحياة المعاصرة.
وفي هذا السياق، أبرزت السيدة سلم .ك التي تجاوزت عقدها السابع وهي من أبناء المنطقة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن نسبة استهلاك حساء " الزرع " المعد أساسا من دقيق الشعير " الحساء الأحمر " والخبز المعد من نفس المادة تراجعت بشكل كبير وحلت محلها مواد أخرى كالشربة والحريرة و"الملوي" والحلويات والأسماك والعصائر بمختلف أنواعها.
أما وجبة العشاء فنادرا ما يتم إعدادها، حيت تكتفي الاسر الصحراوية بإعداد الشاي فيما يتم في السحور تناول أطباق تختلف باختلاف الأذواق والأجيال والمستوى الاجتماعي للأسر خلافا للماضي الذي كانت فيه البساطة الخاضعة لسلطة الطبيعة والمكان هي السمة التي كانت تطغى على نمط العيش.
وفي هذا الاطار أبرز السيد البشير .م استاذ في العقد الخامس من العمر وهو من أبناء المنطقة أيضا في تصريح مماثل أن التركيبة السكانية المتنوعة لمدينة كلميم وانفتاح الساكنة المحلية على تقاليد مناطق أخرى جعلها تتقاسم عادتها وأطباقها مع نظيرتها بهذه المناطق.
وتشهد مساجد المدينة بهذه المناسبة إقبالا مكثفا لما لهذا الشهر من مكانة روحية يسعى فيها المصلون إلى التقرب إلى الله في أجواء مفعمة بالطاعات والسمو بالنفس الى صالح الأعمال وجليلها، كما تتحول الى فضاءات للتوعية والإرشاد الديني من خلال دروس ومحاضرات يلقيها نخبة من الأئمة والعلماء.
وتعرف أسواق المدينة رواجا تجاريا استثنائيا جراء ارتفاع وثيرة الاستهلاك خلال هذا الشهر وإقبال الأسر المكثف على اقتناء مختلف الحاجيات التي تدخل في إعداد الأطباق التي ترتبط بهذه المناسبة.
وكما هو الشأن في باقي المدن المغربية فان تحولات كثيرة طرأت على الطقوس والنظام الغذائي بكلميم خلال رمضان غير أن أجواءه الروحية ظلت في العديد من مظاهره متأصلة في الذاكرة مادامت تحتل طليعة الثوابت والمرتكزات.
أرسل تعليقك