بغداد ـ وكالات
'عزف نسائي' عنوان مسرحية تتناول معاناة النساء العراقيات بعد الغزو الأميركي عام 2003 والعنف الذي شملهن وما رافقه من مشاكل انعكست سلبا على حياتهن. وعرضت المسرحية على خشبة المسرح الوطني في العاصمة العراقية بغداد الثلاثاء الماضي ولمدة يومين.
وترصد المسرحية، التي كتبها مثال غازي وأخرجها سنان العزاوي وجسدتها الممثلتان المخضرمتان هناء محمد وأسماء صفاء، معاناة السجينات العراقيات في المعتقلات وما يرافقها من تعذيب وابتزاز على يد رجال الأمن، مطالبة بإخراج السجينات من المعتقلات.
ودعت المسرحية إلى نبذ الطائفية والعنف بين مكونات الشعب العراقي، واللجوء إلى لغة الحوار لحل المشاكل، كما سلطت الأضواء على الديمقراطية والتعددية المزيفة التي يعيشها العراقيون بسبب الظلم والعنف من خلال امرأتين، الأولى متطرفة دينيا وانطوائية والثانية بنت ليل وراقصة، تفقدان زوجيهما بسبب الحروب التي خاضها العراق لكن في وقتين منفصلين، إلا أن الصدفة تجمعهما في منزل المتطرفة دينيا بعد إطلاق الرصاص في الشوارع.
امرأة متطرفة
الفنانة هناء محمد قالت للجزيرة نت إنها تجسد شخصية المرأة المتطرفة التي تقرأ آيات من القران الكريم وهي بعيدة عن مفاهيم الإسلام ومنغلقة على نفسها.
وتوضح أن إطلاق الرصاص الحي بين طرفين متناحرين يدفع امرأة 'بنت ليل' لطرق باب بيتها، مما جعلها تتردد كثيرا في فتحه في ظل تصاعد تبادل إطلاق النار، وعند دخول 'الراقصة' إلى البيت تبدأ التناقضات التي تعيشها، فهي لا تثبت على موقف معين فتحب وتكره وتصلي وترقص، مؤكدة أن الشخصية صعبة ومركبة وتحتوي على مساحة واسعة لتعبير الممثل.
قنبلة كبيرة
بدوره يقول المسرحي علاء قحطان زغير في حديث للجزيرة نت إن مسرحية 'عزف نسائي' فجرت قنبلة كبيرة وأعطت درسا في آلية عمل الممثل، فقدمت فكرا مميزا من خلال واقعنا الذي نعيشه بما يضم من تناقضات كبيرة، مبيناً أن المخرج سنان العزاوي استطاع أن يجسد فكرة العمل بأسلوب راقٍ تمكن من إقناع الحاضرين.
ويضيف أن العزاوي تناول قضية مهمة وأصبحت شائعة في البلدان العربية، وهي التطرف الديني الذي يجعل من صاحبه بعيدا عن مفاهيم الدين والحياة التي تعتمد على الحب والتسامح، فعندما تطرق امرأة 'بنت ليل' عن طريق الصدفة منزل المتطرفة دينيا تبدأ التناقضات بين الشخصيتين.
ويؤكد أن جلوس الجماهير على خشبة المسرح الوطني وليس على المقاعد المخصصة لهم يعود إلى طريقة العرض المسرحي الذي يجب أن يكون حميما وملموما، لأن حجم المسرح الوطني كبير مما يؤدي إلى اختلاف في زمان العرض المسرحي، وافترض المخرج أن يكون الجمهور في جوانب خشبة المسرح، وقد نجح في ذلك رغم العدد الكبير الذي حضر، مما اضطر البعض إلى البقاء واقفا طيلة العرض.
يذكر أن العرض المسرحي جاء بمناسبة انعقاد مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية، الذي انطلق يوم 23 مارس/آذار وما زالت فعالياته الفنية والثقافية مستمرة، ومنها مهرجان للأفلام القصيرة.
أرسل تعليقك