الرياض ـ ننا
شارك المدير العام للثقافة فيصل طالب ممثلا وزير الثقافة ريمون عريجي، في مؤتمر وزراء الثقافة في البلاد العربية ودول اميركا الجنوبية الذي انعقد على مدى ثلاثة ايام من 28 الى 30 نيسان 2014 برعاية الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، في الرياض، وبرئاسة وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية الدكتور عبد العزيز خوجة، وبمشاركة الجامعة العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وكان للمدير العام كلمة للمناسبة قال فيها:"ان هذا المؤتمر الذي نعول عليه كثيرا في جعل التعاون بين البلاد العربية من جهة ودول أميركا الجنوبية من جهة أخرى، بأفضل ما يكون التفاعل والتشارك والتبادل في الشؤون الثقافية بعامة، لما فيه خير شعوبنا جميعا وتقدمها والاستفادة من أطر وآليات وبرامج وفعاليات ثقافية في تكريس واقع هذا التعاون، وفي تحقيق أوسع مردوداته في نطاق التنمية المستدامة، وخصوصا عبر اعتماد أطر التشبيك والتوأمة بين المؤسسات الثقافية، في كلا المجموعتين العربية والأميركية الجنوبية".
واشار الى ان "ما يجمعنا لا يقتصر على حدود الصداقة القائمة بين دولنا وشعوبنا، بل يتعدى ذلك إلى الجذور الثقافية والتاريخية والحضارية المشتركة والهموم والاهتمامات والتطلعات المتماثلة، في الطريق إلى صناعة المستقبل القابل للتشكيل بإرادة من يملكون حيوية العيش المتطلع إلى غد أفضل، على قاعدة أن ما نملك معا من رصيد ثقافي مشترك موغل في الإرث الثقافي الإنساني يحفزنا على المضي قدما في هذا السبيل".
أضاف: "إن أية أهداف تنموية لا تتحقق إلا من خلال حماية مساراتها ونتائجها بطوق الثقافة التي بها نستطيع أن نجعل من مشروعاتنا التنموية في خدمة مجتمعاتنا، دون تسرب أو تحويل، وذلك لن يتم إلا بالحماية الوطنية لموروثاتنا الثقافية وتعزيز حضورنا الثقافي المتنوع الفاعل والمتفاعل مع الإرث الثقافي الإنساني بعامة؛ الأمر الذي يقي وجودنا وخصوصياتنا الثقافية من أخطار الاستلاب والنمطية".
وختم: " كل الأماني بأن تتحقق الأهداف المرسومة لهذا المؤتمر. وعلى أمل أن نلتقي مجددا في مؤتمرات وفعاليات ثقافية قادمة، وقد خطونا خطوات جبارة في مسار العلاقات العربية - الأميركية الجنوبية، نحو تعزيزها وإطلاقها بصورة متجددة في فضاءات التفاعل والتطوير، ليعيد هذا التعاون بناء جسور التلاقي بين الحضارات والثقافات على مستوى الإنسانية جمعاء، والله ولي التوفيق".
وصدر في نهاية المؤتمر "البيان الختامي" الذي تضمن مقررات عديدة من ابرزها:
"- التأكيد على أهمية دعم كافة المبادرات الرامية إلى إقامة حوار بين الحضارات والثقافات والأديان والشعوب بشكل عام ودعم التعاون مع مبادرة " تحالف الحضارات" التابعة للأمم المتحدة لمد جسور من التفاهم والتواصل البناء والمعرفة المتبادلة.
-التأكيد على دور مواطني دول أميركا الجنوبية المتحدرين من أصول عربية في تعزيز المعرفة المتبادلة بالثقافة العربية والأميركية الجنوبية، والإشارة الى أهمية وجود تنوع ثقافي في المجتمع، وان هذا التنوع لا يتعارض مع الاندماج.
- تثمين الفعاليات الثقافية التي تختفي بالجاليات في اميركا الجنوبية كالتي تقوم بها جامعة الدول العربية وبعثاتها في الخارج وذلك بالاحتفال بيوم "المغترب العربي" في الرابع من كانون الأول من كل عام، وتثمين المبادرات التي تقوم بها دول اميركا الجنوبية للاحتفاء بمواطنيها المتحدرين من اصول عربية وعلى وجه الخصوص قيام البرازيل "باليوم الوطني للجالية العربية "يوم 25 آذار من كل عام، والتشجيع على اقامة فعاليات ثقافية تتبع نفس المنهج.
- تعزيز الابدعاع والمشاركة في الحياة الثقافية لكافة افراد المجتمع دون تمييز، باعتبارها قاطرتين للتنمية الشاملة والمستدامة.
- تعزيز السياسات والممارسات الرامية الى صوت التراث الثقافي المادي وغير المادي وتثمينه.
-التأكيد على أهمية حرية التعبير لتحقيق التفاعل والمشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية في المجال الثقافي.
-الحفاظ على التراث الثقافي وحمايته وصيانته خاصة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال غير المشروع، وتحديدا تراث مدينة القدس، ودعوة اليونسكو الى مواصلة التأكيد على المرجعية القانونية التي اعتمدت على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر (طبقا لاتفاقية عام 1982)، والتأكيد مجددا على أنه لا ينبغي اتخاذ اية اجراءات احادية - أو سوى ذلك -؛ تؤثر على اصالة وسلامة تراث مدينة القدس الثقافي والتاريخي والديني ذو البعد الإنساني.
-العمل على عقد الاتفاقيات الثقافية والبرامج التنفيذية الثنائية والمتعددة الأطراف بين الحكومات والمؤسسات الثقافية.
-دعوة دول المنطقتين للتصديق على اتفاقيات اليونسكو الخاصة بحماية تنوع اشكال التعبير الثقافي وتعزيزها (2005) وصون التراث الثقافي غير المادي وحمايته (2003)، والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية (1970)، مع تحديد الخطوات الاسترشادية التي من شأنها دفع من بحوزته مقتنيات ثقافية لإثبات مشروعية اقتنائها، آخذين في الاعتبار دولة المنشأ بصفتها المالك الشرعي من حيث المبدأ.
-التأكيد على دعم العمل الذي قامت به المكتبة الاميركية الجنوبية ومركز البحوث (BIBLIASPA) وبشكل خاص ترجمة الكتب باللغة العربية والبرتغالية والاسبانية والانكليزية من خلال دار النشر الخاصة بها والتوصية بالتوسع في المواقع، وشبكات التواصل الاجتماعي، والتوثيق والتبادل الثقافي، وبرامج اللغة والثقافة العربية، وكلها قائم في البرازيل والأرجنتين على مواد تدريس معترف بها، كما انها تعمل على تطوير التعليم الالكتروني في هذا المجال.
- تهنئة (BIBLIASPA) بتنظيم مهرجان امريكا الجنوبية للثقافة العربية الذي يقام منذ عام 2010، مع الملاحظة بارتياح انه اقيم في 17 مدينة عام 2014 بمشاركة جماهيرية واعلامية كبيرة، وتشجيع دول الأسبا على دعم المهرجان السادس لأمريكا الجنوبية للثقافة العربية في عام 2015.
- تهنئة مدينة ساوباولو باستضافتها متحف الأسبا للغة والثقافة العربية الذي تقوم (BIBLIASPA) بتطويره لافادة الطلبة والمدربين والباحثين والمجتمع بصفة عامة من اجل تعزيز ثقافة السلام والتنوع الثقافي والتفكير النقدي وادراك أهمية دعم المتحف الذي سيسهم في انتشار اللغة العربية والأدب والثقافة، وتعزيز البحث في هذه المجالات بالشراكة مع المؤسسات الثقافية والتعليمية لدول المنطقتين، ولتشجيع دعم دول الاسبا هذه المبادرة بطرق مختلفة، ومن ضمنها تقديم التبرعات وتنظيم المعارض والمساعدة في تكثيف العلاقات مع المتاحف الاخرى والمؤسسات الثقافية وغيرها من الآليات الكفيلة بدعم هذا المتحف.
- الترحيب بالاحتضان المؤقت لمعهد البحوث حول اميركا الجنوبية بمعهد الدراسات الاسبانية والبرتغالية بالرباط، في انتظار افتتاح مقره لاحقا في مدينة طنجه.
-التأكيد على أهمية تنظيم أيام ثقافية بين الدول العربية ودول امريكا الجنوبية.
-تشجيع تعليم اللغة العربية في امريكا الجنوبية، وتعليم الاسبانية والبرتغالية في الدول العربية.
- عقد الاجتماع الوزاري المشترك للمجموعتين بعد ثلاثة أعوام (2017) وتكليف الامانة العامة بالتنسيق مع دول امريكا الجنوبية لتحديد الدول التي تستضيف الاجتماع".
أرسل تعليقك