تعرف على لغة لا يتحدثها سوى 44 شخصًا في العالم
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

تعرف على لغة لا يتحدثها سوى 44 شخصًا في العالم

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - تعرف على لغة لا يتحدثها سوى 44 شخصًا في العالم

لغة لا يتحدثها سوى 44 شخصًا
جاكرتا - العرب اليوم

على الرغم من هيئته البسيطة وجسمه النحيل، بدا كولاك غيتار، العجوز الذي جلس متربعًا على الأرض الخرسانية، صارمًا وحادًا وكأنه يتأهب للقتال.

وقال ابن أخيه ويسنو مبتسما "لقد كان خبيرًا في الفنون القتالية عندما كان في ريعان شبابه وبإمكانه كسر ثمار جوز الهند إلى نصفين بضربة يد" , وأشار غيتار بيديه إلى النخيل وشكّل أصابعه على هيئة حلقة ثم ضرب ثمرة تخيلية باليد الأخرى بقوة، وانفجر الأصدقاء الملتفين حوله ضاحكين , إلا أنني لم أسمع من هذا الحوار سوى الضحكات وترجمة ويسنو إلى اللغة الإندونيسية.

إذ كان هؤلاء يتواصلون بلغة كاتا كولوك للإشارة، التي تعني "حديث الصم" باللغة الإندونيسية، وقد أضحت هذه اللغة هي وسيلة التواصل الرئيسية بين 44 شخصًا فقط في العالم , فقد ولد عدد كبير من سكان قرية بنغكالا صُمًا وتوارثوا الصمم على مدى نحو ستة أجيال , وبينما يعزي سكان القرية انتشار الصمم إلى لعنة نزلت بالقرية، فإن العلماء اكتشفوا أخيرًا جينًا نادرًا تسبب على مدى عقود في إصابة طفل من بين نحو كل 50 طفلًا من سكان القرية بالصمم الوراثي.

إلا أن الصُم في بنغكالا أفضل حالًا من أقرانهم في مناطق أخرى، لأن أكثر من نصف سكان القرية غير المصابين بالصمم، تعلموا لغة "كاتا كولوك" ليتواصلوا مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم الصم , ونادرًا ما يزور السائحون هذه المناطق الساحلية البعيدة شمال جزيرة بالي، والتي تعد من أفقر المناطق في الجزيرة , ويكسب أغلب سكان القرية الذين وُلدوا صما قوت يومهم من الرعي أو الحرف اليدوية، وقد يستأجرهم المزارعون لحراسة أراضيهم أو لحفر القبور.

ويقول وينسو مترجمًا عن عمه "كان عمي يكسب قوته في الماضي من استعراض حركاته القتالية , وقد التقى بالكثير من الصم الذين لم يتمكن من التواصل معهم لأنهم لا يعرفون لغة الإشارة المستخدمة في بنغكالا، وأحيانًا لا يفهمون أي لغة إشارة , ويشعر هؤلاء الصم بالوحدة لأنه لا يمكنهم التواصل إلا مع فرد أو اثنين من عائلاتهم".

ويقول أي كيتوت كانتا، المتحدث باسم جمعية الصم بقرية بنغكالا "إذا شاء القدر أن تولد أصم، فإن هذه القرية هي أفضل مكان في العالم لتنشأ فيه" , وأينما توجهت في القرية ستجد مجموعات من الصم وسليمي السمع يتواصلون معا بلغة الكاتا كولوك، سواء في المدارس أو في المعبد المركزي أو في المقاهي، إذ تراهم ينخرطون في أحاديث صامتة بإيماءات رؤوسهم وحركات أيديهم، أو يلكزون بعضهم بعضا برفق ويتبادلون الضحكات.

أقرا ايضًا:

"أوقاف القدس" تتعهد بترميم مصلى "باب الرحمة" لافتتاحه قريبًا

وتطورت لغة الكاتا كولوك بشكل طبيعي، ويضيف إليها مستخدموها المبدعون من أبناء القرية باستمرار إشارات جديدة للتعبير عن تجارب ومعان لا تنتهي , ويبدو أن القرية أصبحت تعج بالممثلين الموهوبين، إذ يتفنن الكثير منهم في تمثيل المعاني بأيديهم وتعبيرات وجوههم، وهو ما يشيع جوًا من البهجة بين السكان ويساعد في توطيد علاقات الصداقة بين الصم وسليمي السمع.

يقول كانتا "يتقاضى الصم وسليمو السمع أجورًا متساوية عن الأعمال التي يؤدونها في القرية، لكن ليس من السهل أن يجد الصم عملًا خارجها , وأحيانًا لا تكفي أجور العمال، التي لا تتجاوز نحو 5 دولارات يوميا، لتلبية احتياجاتهم المعيشية" , واليوم استؤجر غيتار وأصدقاؤه لحفر مقبرة , ويحرق الهندوس في جزيرة بالي عادة جثث موتاهم، لكن الكثيرين في هذه المنطقة يدفنون الموتى حتي يدخروا النفقات باهظة التكاليف لمراسم حرق الجثث.

غير أن الجنازات في بالي تكاد تبعث على السرور , إذ يعتقد سكان بالي أن الروح إذا استشعرت حزنًا قد تحجم عن الانتقال إلى الحياة الأخرى , ولهذا لا يتخلى سكان بالي عن تلقائيتهم وخفة ظلهم المعهودة حتى في الجنازات , وقد لاحظت أن إيماءات وتعبيرات وجه غيتار وأصدقائه المضحكة وحركاتهم الهزلية أثناء حفر المقبرة لم تكن مستهجنة، حتى أن أفراد عائلة المتوفي كانوا يضحكون لضحكهم , وبعد إنزال الجثة في المقبرة، وضع سودارما، صديق غيتار، مرايا على عيني الميت، وبهذا يضمن أن الروح ستتمتع بنظر ثاقب في حياتها القادمة.

ويقول ويسنو "يُشاع أن الصُم لا يخافون لأنهم يمكنهم التواصل مع الأرواح الشريرة التي تسكن القبور , لكن الحقيقة أنهم ببساطة شديدو البأس ولا يهابون شيئًا" , ويرجع البعض شدة بأس الصم إلى أنهم يأمنون شر الأصوات المرعبة التي تصدر من القبور والأرواح الشريرة، والتي تؤرق أقرانهم من سليمي السمع , في حين يرى آخرون أن العمل اليدوي واحتياجهم للاعتماد على أنفسهم عندما يغادرون القرية أسهما في تقوية عزيمتهم , لكن أيًا كانت الأسباب، فإن الصم يحظون بتقدير واحترام أهالي القرية.

ويدرّس آي كيتوت كانتا لغة الكاتا كولوك للأطفال بالمجان , وقد زار كوني دي فوز، الباحث الهولندي من مركز الدراسات اللغوية بجامعة رادبود بهولندا، القرية أكثر من مرة، ويدعم جهود جمعية الصم في بنغكالا للمطالبة بحق الأطفال الصم في دخول المدارس الحكومية، وتدريس لغة الكاتا كولوك للأطفال سليمي السمع في المدارس.

وتحتضن القرية مركزًا للأعمال اليدوية يستقطب السياح الذين يأتون خصيصًا لمشاهدة عروض الفنون القتالية للصم، ورقصة , بخاصة تعرف باسم "جانغر كولوك"، والتي لاقت رواجًا في بالي، ويؤديها راقصون في فنادق ومؤتمرات حكومية , ويرى علماء اللغويات أن لغة الكاتا كولوك تختلف عن سائر لغات الإشارة. وتقول هنّا لوتزنبيرغر، طالبة الدكتوراة بحامعة رادبود، والتي تعرف لغة الكاتا كولوك عن ظهر قلب "لم تتأثر لغة كاتا كولوك لا باللغة الإندونيسبة ولا باللغة في جزيرة بالي ولا لغات الإشارة خارج القرية , ولعل أوضح مثال على ثراء لغة كاتا كولوك هو إشارات أسماء الصم، إذ ابتكر الصم إشارات لتعريف كل أصم في القرية. وقد تتغير هذه الإشارة في مختلف مراحل العمر. فهم يميزون كل أصم بإشارة ترتبط بمظهره أو بحركات دأب على فعلها حتى أصبحت عادة عفوية".

إذ يُعرف غيتار، على سبيل المثال، برفع الإبهام لأعلى وقبض اليد أمام الفم، لتبدو كالمنقار , ولاحظت أنه دأب على استخدام هذه الإشارة عند استعراضه حركات الفنون القتالية، وأعتقد أنها سترتبط في ذهني إلى الأبد بهذا الرجل البشوش , ومع أنه شارف الآن على الثمانين، إلا أن غيتار لا يزال يتولى مسؤولية صيانة أنابيب المياه، التي تعد شريان الحياة لهذه القرية التي تقع في الجزء الشمالي القاحل من جزيرة بالي , فإذا انكسرت إحدى الأنابيب، يذهب بنفسه للبحث عن موطن الكسر، وفي الغالب يكتشف أن السبب هو تعمد بعض المزارعين من القرى المجاورة سرقة المياه من الأنابيب لاستخدامهم الخاص.

ويقول غيتار مشيرًا بيديه وبنظرات حاسمة "أنا لا ألجأ لاستخدام العنف قط عندما أضبطهم متلبسين، لأنني لا أحتاج لذلك، فهناك قاعدة غير لفظية يعرفها الجميع هنا تمام المعرفة مفادها 'لا تفكر في الاشتباك مع أصم'".

وقد يهمك أيضًا:

الأمم المتحدة تؤكّد أن 43% من لغات العالم مُهدّدة بالاندثار

توقيع اتفاقية لدعم مشروع "أنا الراوي" لأطفال فلسطين المُبدعين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على لغة لا يتحدثها سوى 44 شخصًا في العالم تعرف على لغة لا يتحدثها سوى 44 شخصًا في العالم



GMT 06:39 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

هل التوافق ممكن بين الدين والعلم؟

GMT 01:49 2016 الأربعاء ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا تُشارك في مسلسل "مذكرات عشيقة سابقة"

GMT 02:21 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيسة وزراء رومانيا تبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان

GMT 08:13 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

23 صورة من إطلالات النجوم في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 01:04 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

"روندا" مدينة فوق الصخور وروح الأندلس في إسبانيا

GMT 18:53 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

تعرف على أسعار كيا سبورتاج 2021 فى الإمارات

GMT 19:39 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

الأميركي بريسون ديشامبو يتقدم في "السباق إلى غولف دبي"

GMT 02:42 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

"العرب اليوم" يكشف عن مطربي حفلات رأس السنة 2019

GMT 07:23 2018 الجمعة ,06 تموز / يوليو

تعرف على كيفية أداء صلاة خسوف القمر

GMT 07:43 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

أفضل 10 أماكن لقضاء العطلة الصيفية في فرنسا

GMT 14:40 2018 الأربعاء ,18 إبريل / نيسان

جولدبيرج يكشف شرطه للعودة إلى حلبة "WWE"

GMT 09:50 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

بوسعيد يعترف بارتفاع نسبة البطالة في المغرب

GMT 05:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

سلمى الصمدي تؤكد احترافها عالميًا في تصميم القبعات

GMT 15:55 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

أفضل العاب فيديو على جهاز بلاى ستيشن 4 بمناسبة الكريسماس

GMT 14:40 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

جيب تطلق نظاماً بموقعها لتتيح لك بناء رانجلر 2018 الخاصة بك

GMT 06:00 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

10 جيوش أفريقية تنهي تدريباً كبيرًا في السودان
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria