القاهرة ـ أ.ش.أ
أكد الروائي والقاص محمد المنسي قنديل أنه حرص على تدوين يوميات وأحداث ثورة 25 يناير في مجموعته القصصية "ثلاث حكايات عن الغضب "، لتواجه الكتابات والبرامج التي تحرص على تشويه سمعة الثوار وأهدافهم واتهامهم بالخيانة، رغم أن هؤلاء الشباب كانوا على قدر كبير من الوعي المجتمعي دفعهم لتخصيص خيمة في ميدان التحرير وسط اعتصامهم أثناء ثورة يناير لمحو أمية أطفال الشوارع.
جاء ذلك في ندوة "رحالة عبر الزمان والمكان" التي نظمها قسم اللغة الإنجليزية بكلية الألسن بجامعة عين شمس، مؤخرا.
وأضاف قنديل أن استخدام عدد من الأدباء للألفاظ الفجة واللغة العامية يعبر عن قلة الخبرة الأدبية، فالعمل الأدبي المكتوب له خصوصية ويجب أن يبتعد أسلوبه عن الفجاجة، مشيرا إلى أن الأدب العربي الحالي يدين بالفضل لعلاء الأسواني بسبب روايته الشهيرة "عمارة يعقوبيان" التي ترجمت لعدة لغات وفتحت طريقا للأدباء العرب في الغرب لم يكن موجودا من قبل.
وناشد قنديل المركز القومي للترجمة ليقوم بالدور المنوط به من حيث توفير ترجمة للأعمال الأدبية العربية إلى اللغات الأجنبية، مشيرا إلى وجود ترجمات لأعماله ولكن ينقصها النشر الجيد.
واستعرض قنديل نشأته في مدينة المحلة مؤكدا أن هذه المدينة ذات طبيعة متناقضة فهي عبارة عن جزء زراعي وجزء آخر صناعي نشأت به الطبقة العمالية التي تتمتع بقدر كبير من الوعي ولها تاريخ في التمرد على الحكام وشهدت تمهيدا لقيام ثورة يناير من خلال الاحتجاجات المتوالية بها والتي كان أبرزها في عام 2008 لذلك نجد أن هذه المدينة أنجبت عددا كبيرا من المثقفين والأدباء البارزين منهم جابر عصفور، ونصر حامد أبو زيد وسعيد الكفراوي ومحمد فريد أبو سعدة، ومن حياته في هذه المدينة تمكن من كتابة روايته الأولى "انكسار الروح" والتي تعتبر شكلا من أشكال السيرة الذاتية.
وأضاف محمد المنسي قنديل أن دراسته للطب خدمت كتاباته الأدبية، إذ أنها تدخلنا إلى جسم الإنسان وتمكننا من إدراك آلية عمل الجسم البشري ومعرفة التفاعلات التي تحدث داخله أثناء الغضب أو السعادة أو الحب، بينما الأدب يصف لنا المشاعر التي تنتاب الإنسان والتكامل بين الأدب والطب يقدم لنا صورة شاملة عن الإنسان ومشاعره وكثير من الأدباء الناجحين درسوا ومارسوا الطب ومنهم يوسف إدريس وعلاء الأسواني.
وعن روايته الثانية "قمر على سمرقند" قال إنها جاءت بعد فترة من التوقف عن الكتابات الأدبية الطويلة حيث قام في هذه الفترة بكتابة قصص قصيرة وكتب للأطفال وعمل في مجلة "العربي" بالكويت، وأتاحت له هذه الفترة الفرصة لزيارة بلدان كثيرة والتعرف على ثقافات مختلفة، مثل دول الاتحاد السوفيتي التي تفككت وتحديدا أوزبكستان التي كانت مسرحا لأحداث هذه الراوية.
وأضاف قنديل أن هذه الرحلة جعلته يرى الإسلام كما لم يره من قبل وجعلته يتعمق في النظر إلى الحضارة الإسلامية العظمية التي بناها المسلمون في وسط آسيا رغم ما أصاب أهل تلك المناطق تحت حكم الإتحاد السوفيتي السابق وابتعادهم عن التعاليم الصحيحة للإسلام، إلا أنهم متشوقون إلى التواصل مع العرب والتراث الإسلامي كلما تسنح لهم فرصة، فكانت هذه الرحلة والرواية التي ترتبت عليها بمثابة رحلة في الزمان والمكان.
وتحدث عن روايته "يوم غائم في البر الغربي"، قائلا إنها تستحضر فترة هامة في التاريخ المصري من نهاية القرن التاسع عشر إلى العشرين وهي الفترة التي ظهرت فيها الليبرالية المصرية والدستور وثورة 19 واكتشف العالم أننا أصبحنا نقدم اسهامات للانسانية ولسنا مجرد أرقام محسوبة على البشرية.
أرسل تعليقك