دمشق - سانا
قالت القاصة السورية عفاف الرشيد إن القصة القصيرة جدا هي لون من ألوان الأدب وقد تفرعت عن مجموعة من الأجناس الأدبية المجاورة لها كالقصة القصيرة والأقصوصة والرواية وغير ذلك من أصناف الأدب.
وأضافت الرشيد في حديث لـ سانا إنه ان الأوان لتوسيع شبكة الأجناس الأدبية وتمديد رقعة نظرية الأدب بفنون جديدة أفرزتها ظروف العصر وسرعة إيقاع الحياة المعاصرة التي تفرض علينا شروطها ومتطلباتها التي لا يمكن الانسلاخ عنها.
وأوضحت الرشيد أن القصة القصيرة جدا تمتاز بقصر الحجم والإيحاء المكثف والنزعة القصصية الموجزة وهي رغم اختصارها تضج بالحوار الصامت الذي يفصح عن الفكرة التي فيه وهي كافية لتوصيل فكرة بلغة مكثفة تحتوي على جميع ألوان البديع من صور بيانية واستعارات مبينة أن هذه القصة بخلاصتها المكثفة تؤدي رسالة إنسانية في أي مجال من مجالات الحياة الإنسانية.
وقالت الرشيد أعتقد إنه لا يمنع أن يمارس الأديب كتابة ألوان عديدة من صنوف الأدب ومنها القصة القصيرة جدا دون أن يكون متخصصا بها فهذا الجنس الأدبي يلبي في الغالب الحاجة الروحية والغرض الثقافي والاجتماعي المطلوب منه.
وأكدت صاحبة "حزمة الورد الأزرق" أنه ليس من الضروري الإطالة لتوصيل الفكرة فهي بما فيها من تكثيف وإبداع لغوي تنوء بهموم الحياة وصخبها وتنجح بتقديم نص لغوي فيه ما يكفي من جمالية وإبداعية لغوية مبينة أن القصة القصيرة جدا ورغم أنها أثبتت هويتها على الساحة الأدبية حيث كثير من الأدباء العرب كتبوا فيها لكنها لا تأخذ مكان القصة القصيرة بل تظل لونا خاصا من ألوان الأدب لا تحل محل أي صنف آخر.
وقالت "إن القصة عندها مستمدة من صميم أوجاع الإنسان وتكتبها مما ترى أو تسمع عن موقف إنساني يشدها بقوة وتشعر أنها دخلت تفاصيله فتلح عليها الكتابة حتى تخرجه بصيغة قصة قصيرة مبينة أن طبيعة عملها بمهنة المحاماة تمهد لها بيئة ملأى بالأحداث نسيجها من هموم الناس التي استوحت منها مواضيع قصصها".
وعن علاقتها بالشعر عبرت صاحبة "رحيل في فضاء الروح" عن علاقة مترابطة بين القصة والشعر بالنسبة لها فاللغة الشعرية متى تراودها تستفز فيها ملكة كتابة القصص فتأتي قصصها غالبا بلغة شعرية.
وقالت "إنه من الصعب أن أتكهن بلحظة الكتابة ولا متى تأتي ولكنها فكرة تأتي بغير موعد أو جملة تأتي وتلح علي كي أقف عندها وكثيرا ما يحدث معي أن تأتي فكرة تراودني بغزارة وأنا في العمل أو أشاهد فيلما أو أسمع الأخبار وإذا لم أكتبها فهي تنصرف ولا تعود أبدا".
وأضافت "إن الحالة بالأصل هي حالة شعورية تبدأ بكلمة تنهمر بعدها الجمل كما ألجأ أحيانا لكتابة الشعر حيث تبدأ قصيدتي بكلمة تنهمر بعدها الجمل بدرجة تنسجم مع تحليقي وإحساسي بالمعاني ولا أكتب قصيدتي دفعة واحدة بل ربما تستمر لعدة أيام".
وأشارت الرشيد إلى أن هناك اقترابا من الفلسفة في كتاباتها وسببها يكمن بأهمية المصداقية في الكتابة من خلال الإحساس العميق وبما أن الأدب رسالة إنسانية فلن تحقق أهدافها إلا بالصدق حتى أن الشاعر يعبر عن رسالته الإنسانية في كتاباته من خلال ثقافاته مبينة أنها ترى الإنسان العربي المثقل بالهموم وترى تعقيدات الحياة وتناقضاتها ما يجعل كتاباتها تنوء بهموم الإنسان العربي.
وأكدت صاحبة "فراشة الليلك" أن الأدب هو رسالة حضارية تسهم في بناء ثقافة مجتمع وهو أمر مهم في أي مجتمع وهو تاريخ يدون بشكل غير مباشر أحداث زمن ويجسد ملامح مرحلة لذا إن دوره مهم في كل المجتمعات فهو ديوان وتاريخ مبينة أنها تجد نفسها في كل نص تكتبه سواء أكان قصيدة أم شعرا لأنها تتقمص الإحساس كما لو أنها تعيشه.
وعبرت الرشيد عن أنها لم تأخذ حقها في غمرة الظروف السيئة على مستوى العالم العربي وبأنها تطمح لأن تحقق حضورا على مستوى أوسع على مساحة الوطن العربي.
وعن المسابقات الأدبية قالت الرشيد "إن هذه المسابقات مفيدة تنمي روح المنافسة الشريفة وتقوي من أزر المبتدئين في الكتابة كما إنها مهمة جدا في المجتمع وكان لي تجربة في الإشراف على الهواة من الشباب الذين يحبون الكتابة في جميع أصناف الأدب من الشبيبة وكان معي فريق من أدباء حلب كنا ننظم لهم الندوات لسماعهم والإشراف عليهم وكانت النتائج جيدة".
وأضافت "إنها لمست من خلال إشرافها على المسابقات إحساس الشباب الواعد برعاية الأدباء لهم حيث يحفزهم ويستنفر إبداعاتهم" مبينة أنه من واجب مديريات الثقافة والمؤسسات الثقافية الاهتمام بالجيل الشاب لصقل مواهبه في الأدب وبهذا تعتقد أن الدولة تعبر عن رعايتها لهذا الجانب الأدبي عند المبتدئين بأساليب وأدوات كثيرة والمسابقات عنصر مهم من بينها.
يذكر أن القاصة والشاعرة عفاف الرشيد لها عدة مجموعات قصصية منها "فراشة الليلك-حزمة الورد الأزرق" وعدة مجموعات شعرية منها "وجهك وطني-رحيل في فضاء الروح" وشاركت في الكثير من المهرجانات الداخلية ولها الكثير من القصص والقصائد المنشورة في الصحف والدوريات السورية.
أرسل تعليقك