دمشق - سانا
صالح الخضر فنان تشكيلي أدى نتاجاته الإبداعية عبر موهبة تمكن من خلالها من تقديم رسوم بألوان زيتية تجرد أغلب المعاني التي تكونت من ثقافته البصرية وصولا إلى معان مبتكرة إضافة إلى اللونين الأبيض والأسود حيث نجمت عنهما رؤى جديدة تجلت في كثير من لوحاته.
يعتبر الخضر أن الفن التجريدي هو أقرب إلى الذائقة الفنية لأن الفنان الذي يقدم لوحة جديدة من المفترض أن يكون قد التقط صورا جديدة وبنى فنية مبتكرة لم يعتد المتلقي على رؤيتها إضافة إلى أن التجريد هو خلاصة لأشكال ومؤثرات لونية وفي النتيجة فإن الجمال الذي تبديه اللوحة هو الأقدر على تقديم الحكم من حيث تعبيره عن اللحظة وموقف الانسان وحركته وخلجات روحه.
وفي حديث مع وكالة سانا قال الفنان الخضر إن الفن يعتمد اعتمادا كبيرا على الثقافة البصرية المتنوعة والتي يجب أن تعمل بحسب رأيه على تفجير الطاقة من أجل إبداعات يرغب أن يقدمها الفنان إلى عالمه ومجتمعه بطريقة يصل من خلالها إلى حالة بشرية أسمى ملأى بالمحبة والانسانية.
وعلى الفنان بحسب الخضر أن يتمكن من انتقاء ألوانه التي يجب أن تتوافق مع البنية التركيبية للموضوع وتمتلك هذه الألوان دلالاتها المعبرة عن كثير مما يريده الفنان فالألوان هي وسيلة تعبيرية تعتمد أيضا على مدى قدرة الفنان على التعامل معها حتى تكون ملائمة على سطح اللوحة.
كما أن الأبيض والأسود لهما في لوحات الخضر دور كبير يجعله يتلمس الدرجات اللونية المتفاوتة والمتناقضة لان الحوار الذي يولده هذان اللونان هو أكثر قدرة على التعبير والاختلاف الثقافي الايجابي بين أبناء البشر.
ورأى الخضر أن الإيحاء هو أساس مهم عند الفنان ويجب ألا يخلو منه عمله لأنه يشكل امتحانا حقيقيا لقدرة المتلقي على تفهم اللوحة وللحوار بين المتلقي وما هو موجود أمامه من عمل فني يصله بالنتيجة الى انتماء عاطفي مع هذا العمل والى إثارة ومتعة نتيجة ما راه من قدرة فنية ملتزمة مع مكوناتها .
ويضيف الفنان المقيم حاليا في موسكو "أنا كفنان تأثرت بمعظم التجارب الفنية التي رأيتها في وطني سورية وبتجارب الفنانين الآخرين الذين رأيت لوحاتهم وانا أعيش بالغربة فأصبحت مالكا لمجموعة نظم فنية إضافة الى البيئات المختلفة والمتنوعة ساهمت في تكوين منظومتي الفنية ومن جميع هذه الأشياء تشكلت لدي قناعةبأن الفنان يجب أن يمتلك قدرة فائقة على الإيحاء والدقة ومحاولة الخروج قليلا عن المباشرة".
وتابع الخضر تبقى الموهبة هي أساس كل العطاءات الفنية دون التخلي عن الدراسات الأكاديمية لأن الموهبة هي حصيلة جهد بشري متواصل ممتد عبر التاريخ .
وعن الفن التشكيلي في سورية بين الخضر ان الفن في سورية قدم الكثير بجوهره وابداعه وسعة مواضيعه وارتبط بالتاريخ قديمه وحديثه وحافظ على كل النظريات الفنية متقنا محاكاة الواقع ومعالجته بصورة إبداعية متنوعة واستطاع هذا الفن الوصول إلى مراتب متقدمة منافسا الفنون الأخرى وهو موجود في كل أنحاء العالم وفي كثير من المجالات يأخذ مكان الصدارة .
وقد شارك الخضر بمعارض كثيرة في عدد من بلدان العالم وأدرك من خلال ذلك دور سورية الحضاري وهو يعول على جيل الشباب من الفنانين الذين يؤكدون حضورهم في الساحة الفنية ويمتلكون القدرات الفائقة والموهبة الأخاذة التي تجعلهم يتقدمون بإنتاجهم.
يذكر أن الفنان صالح الخضر من محافظة طرطوس تخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1997 ودرس الفن الواقعي والاشتراكي في أوكرانيا وشارك في العديد من المعارض الفنية داخل سورية وخارجها وأهمها كان في اليونان وموسكو.
أرسل تعليقك