الكويت ـ كونا
اكد العميد السابق للمعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور محمد مبارك بلال اهمية الدور الذي اداه المسرح المدرسي والجمعيات الأدبية وفترة (مسرح النشمي) في الخمسينات من القرن الماضي في تأسيس تقاليد البداية المسرحية في الكويت.
واستعرض الدكتور بلال في الجزء الأول من المحور الثاني من الندوة الرئيسية المصاحبة لمهرجان الكويت المسرحي في بحث بعنوان (المسرح الكوميدي وخلق التقاليد في الكويت) هنا اليوم مرحلة الستينات والسبعينات في الكويت وتميزها بالعديد من الانجازات التي ساهمت في دعم النشاط المسرحي وبلورت دوره وتوجهاته كي يصبح النشاط الفني والثقافي الأول الموجه لخدمة الجمهور وتثقيفه.
وقال ان تلك الفترة شهدت ايضا انجازات في تنظيم عمل أربع فرق مسرحية هي المسرح العربي والمسرح الشعبي والمسرح الكويتي ومسرح الخليج العربي والتي انتظمت عروضها آنذاك ضمن موسم سنوي ثابت مضيفا ان تلك الفترة شهدت اتضاح معالم التيارين الرئيسين في المسرح الكويتي وهما تيار المسرحية العامية وتيار المسرحية الفصحى اضافة الى انشاء المعهد العالي للفنون المسرحية.
وذكر ان مرحلة منتصف السبعينات شهدت نشأة فرق المسرح الخاص معتبرا اياها "مرحلة خصبة من تطور الفن المسرحي الكوميدي في الكويت" وتبلورت تحت قيادة نجمي الكوميديا في الكويت عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وانشائهما فرقة المسرح الوطني الخاصة التي قدمت مجموعة من الأعمال الكوميدية بشكل جديد.
وأكد اهمية دور المهرجانات المسرحية المحلية مثل مهرجانات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي في التعويض عن غياب المسرح النوعي والتركيز على المسرح الكوميدي الاجتماعي الذي كان سائدا.
وعدد الدكتور بلال عدة عوامل داخلية وخارجية اثرت على مسيرة المسرح الكويتي من اهمها هجرة فناني المسرح العكسية من ممثلين وفنيين الى الانتاج التلفزيوني اضافة الى الغزو العراقي للكويت الذي كان عنصرا أساسيا وهداما في مجمل معطيات تراجع الحركة المسرحية في الكويت.
واعتبر ان مشكلة المسرح الكوميدي المعاصر في الكويت تتمثل في اعتمادها على المسارح الخاصة التي تحكمها الظروف الموسمية حيث انها لا تنطلق أساسا من منطق أدبي أو فني يهدف الى تطوير الواقع الفني.
أرسل تعليقك