الكويت ـ كونا
تناولت ندوة (المكتبات الخاصة لأدباء الكويت) الدور الكبير لتلك المكتبات في نشر الثقافة والمعرفة في المجتمع الكويتي وما تمثله من انعكاس لشغف جامعيها لافتة الى اهمية احتضان المكتبات الخاصة واتاحة محتوياتها امام الباحثين والمهتمين.
وسلط باحثان في مجال الأدب والمكتبات هنا الليلة الضوء حول موضوع المكتبات الخاصة والشخصية وأهميتها والعلاقة التي يبنيها المهتم مع محتوياتها وذلك في محاضرة أدبية ضمن موسم رابطة الأدباء الكويتيين الثقافي.
واستهل المحاضرة الباحث وعضو الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات عبدالعزيز السويط بالقول ان المكتبة الشخصية هي عكس لشغف جامعها وتختلف سواء بتركيزها على مواضيع معينة أو التنويع مؤكدا أهمية تلك المكتبات الخاصة للشخص نفسه.
واضاف ان بعض أصحاب المكتبات يتيح للعامة الفرصة بالزيارة في أوقات معينة الى جانب آخرين يفضلون التبرع بها للجهات المختصة ومنها مؤسسات الدولة المختلفة.
وقسم السويط المكتبات الخاصة الى أقسام مختلفة منها العادية التي يقوم بها الشخص بجمع كتب متخصصة تخدم عمله مثلا واخرى للجامع العاشق الذي يجمع الكتب بسبب حبه وشغفه "والجامع المجنون الذي قد يحرم نفسه من متاع الحياة مثلا في سبيل جمع الكتب وترتيبها في مكتبته الخاصة".
وأكد ان لتلك المكتبات الخاصة الدور الكبير في نشر الثقافة والمعرفة والعلم في المجتمعات لاسيما الكويتي مشددا على ضرورة الحفاظ عليها وتخصيص أماكن لعرض تلك المكتبات التي عادة ما تحتوي على النوادر الامر الذي يساعد الباحثين بشكل كبير أكثر من أي مجموعة أخرى.
من جانبها بدأت الباحثة والمتخصصة في أدب التراجم والسير أبرار ملك بالتساؤل عن مصير الكتاب بشكله الأصلي مع وجود العالم الرقمي الذي "قد يغنينا عنها" مؤكدة ان للكتاب "طابع واحساس خاص" يدركه الشغوف بالمعرفة والعلم ومازالت قيمة الكتاب عالية خصوصا لتلك الكتب النادرة والقديمة.
وتطرقت ملك الى مرحلة طفولتها اذ ترعرعت في عائلة اهتمت واحتضنت المكتبات الخاصة مشيرة الى ان ذلك الشغف ولد عندها منذ الصغر وسعت الى تطوير وتكوين مكتبتها الخاصة.
واكدت سعيها الى توثيق المكتبات الخاصة للأدباء والمجمعين العديدين لإتاحة الفرصة للباحثين في الحصول على المعلومات التي يريدونها لافتة الى ان التوثيق مكن من العثور على العديد من الكراسات والمخطوطات المهمة بين صفحات بعض الكتب.
وشرحت ان عملية التوثيق هي الاطلاع على كل كتاب في المكتبة الخاصة المقدمة وحصرها وادخال البيانات حولها لفهرستها مشيدة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الذي يعتبر أول جهة رسمية تهتم بالمكتبات الخاصة وتوثيقها بأكبر قدر ممكن وبعدها الأمانة العامة للأوقاف التي اهتمت ايضا باحتضان المكتبات الخاصة واتاحتها للعامة.
وطالبت ملك في هذا الصدد بزيادة الاهتمام من قبل مؤسسات الدولة الأخرى في احتضان المكتبات الخاصة والاهتمام بها واتاحتها لأكبر قدر ممكن من الناس والباحثين والمهتمين مشيرة الى العلاقة الحميمية التي تجمع المالك بكتبه والتي قد يستغرق البحث عنها وقت طويل يصل الى سنوات.
ومن بين المكتبات الخاصة والمميزة في الكويت مكتبة حمد الرجيب التي حوت 1600 كتابا ومكتبة الدكتورة سعاد الصباح التي تضم 4400 كتابا وعبدالعزيز حسين (مؤسس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) التي ضمت نحو 15 ألف كتاب ودورية ومخطوط ومكتبة (أول أمين مكتبة في الكويت - مكتبة المعرفة) محمد التركيت اذ ضمت حوالي 2500 مادة مختلفة ومكتبة الشيخ عبدالله النوري المتخصصة في العلوم الشرعية بحوالي 1200 كتابا.
أرسل تعليقك