القاهرة ـ أ.ش.أ
حل الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد ضيفًا على معرض الكتاب فى اللقاء الفكرى حيث أدار اللقاء الناقد الفنى علي أبو شادي الذي بدأ كلمته قائلا: وحيد حامد وحيد بالفعل فى عالم الإبداع والفن، فهو حالة خاصة جدا فى عالم الكتابة والسينما المصرية.
وتابع: وحيد كاتب سينمائى وتليفزيونى ومسرحى استطاع أن يخوض غمار الواقع المصرى بكل جراءة، وقدم لنا الواقع المصرى بكل ما فيه من قبح وجمال، لقد استطاع حامد أن يشرح لنا المجتمع المصرى، ليضع أمامنا صورة واقعية وصادمة لما يحدث فى واقع مجتمعنا المصرى، ومهما كانت كلماتى فلن أستطيع أن أوفى وحيد حقه، إنه بحق واحد من رواد السينما المصرية.
في البداية قال وحيد حامد أنه سعيد لتواجدة فى معرض الكتاب هذا العام على وجه الخصوص، فهو طاقة النور التى تضئ لنا الطريق وسط الظلام، كما أن الإصرار على إقامة المعرض هذا العام، رغم ما تشهده البلاد، هو دليل على أن الدولة المصرية قادرة على المضى قدما فى طريقها لعودة الأمن والاستقرار للبلاد.
واضاف أنه على ثقه كبيرة أن مصر الثقافة والأغنية والفيلم واللوحة، ستعود لما كانت عليه، من تراث حضارى كان ولازال محط أنظار العالم أجمع.. وأود أن أقول لكم بأن الثقافة المصرية هى واسطة العقد فى الحضارة المصرية، فهى التى التف حولها المصريون، وهى الجواد الذى علينا جميعا أن نراهن عليه فى الفترة القادمة.
ودعا علي أبوشادي الحضور على طرح الأسئلة، بقوله دعونا الآن نفتح باب الحوار، لنستمع إلى وحيد الذى يتحول إلى شخصية أخرى تماما، فهو لا يعنيه سوى الصدق والصراحة فى المقام الأول.
وعن جرأته فى طرح قضايا أفلامه والتى قد تثير الكثيرين ضده وعن ما إذا كان مقص الرقيب لا يزال يطارده حتى الآن، قال وحيد حامد موضوع الرقابة أؤكد من هذا المكان لكم بأن الرقابة، لم تكن هى التى تصادر أعمالى، وأعمالى التى تم عرضها عرضت دون وساطة أو محسوبية، وعرضت بسبب إصرارى وتمسكى بقانون الرقابة، والذى يعطى للمؤلف الكثير من الحقوق.
وقال ، أود أن أشير إلى أن من يطالبون بإلغاء الرقابة هم مخطئون، فنحن لسنا ملائكة، فالرقابة موجودة للترشيد وليس للمصادرة، وبالنسبة للأفلام السياسية فكانت الجهات السيادية العليا فى الدولة كما يطلقون عليها هى من تصادرها وليس الرقابة، وكان المحظور لدينا هو الكلام فى الدين دون الرجوع إلى الأزهر أو الكنيسة، وكذلك الكلام فى الجنس وهو القائم حتى هذه اللحظة.
وأوضح أبوشادى أن الرقابة تعترض على الأعمال من الناحية القانونية وليس من الناحية الفنية، والعمل الفنى المتميز دائما يقهر ويؤرق أى رقيب، فالأعمال الفنية باقية والرقباء إلى زوال، وذلك يشهد عليه التاريخ منذ إيقاف عرض فيلم شاهين عام 1938، فما من فيلم تتصدى له الرقابة إلا وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا، فرقابة الجمهور الآن فى ظل هذا التقدم الهائل فى تكنولوجيا المعلومات أصبحت هى الأقوى.
وفيما يتعلق بالإيحاءات الجنسية قال وحيد حامد إن الكل فى الوسط الفنى وخارجه يعلمون ، بأننى لا أكتب لأحد مهما كانت شهرته ونجوميته، وهذه الإيحاءات هى بالقطع ضرورة درامية، والمشكلة الحقيقية هى أن المجتمع المصرى والمجتمعات الشرقية تحاول أن تُعتم على الجنس، بكل الطرق والوسائل، وأنا أرى أن المشهد طالما لم يخدش الحياء ولا يوجد به إسفاف فلا خجل من ذلك.
والمشكلة فى كيفية التناول فكلنا قرأنا أدب نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوى ويوسف إدريس، دون أن نشعر بخجل، لأنهم وظفوا كل شى فى مكانه المناسب.
وفى إجابته عن سؤال الحل الأمنى والقمعى لمواجهة الإخوان، أشار وحيد الى أن الحل الأمنى فقط لا يصلح، ولابد أن نعرف جيدا أن جماعة الإخوان، تعمل بنفس المنهج ونفس المعتقدات منذ تأسيسها فى عام 1928، وكل عام يتم تفريخ أجيالا جديدة للجماعة، وتربى على السمع والطاعة العمياء، ولمن يقرءون التاريخ أحب أن أشير إلى أن ما حدث من أعمال عنف وإرهاب فى حادث مديرية أمن القاهرة، هو صورة طبق الأصل مما حدث عام 1948، من قيام أحد أنصار جماعة الإخوان، بوضع قنبلة داخل شنطة بمحكمة القاهرة، والكتائب الإخوانية المتطرفة ليست وليدة هذا اليوم ولكنها منذ أن أسس حسن البنا التنظيم السرى لجماعة الإخوان عام 1942، وأخذ هذا التنظيم فى التطور المجتمعى والقتالى.
وأنا أتعجب كيف لفصيل أن يحارب شعب، لقد كان باستطاعة فاروق ومبارك أن يقتلوا الآلاف، ولكنهم فضلوا أن يتركوا مناصبهم على ألا تراق قطرة دم واحدة.
وقال وحيد حامد ، الأمر لا يقتصر على الإخوان وحدهم، هناك فئات أخرى لا أدرى ماذا تريد، وبدلا من اللف والدوران والتأمر، علينا أن نتحلى بالوضوح والمصداقية. وللأسف الشديد لا زال هناك أنصار لمبارك وأنصار لمرسى لهم مصالح خاصة وأجندات خارجية تهدف إلى إسقاط الدولة المصرية، وعلى المجتمع المصرى أن يلفظهم، لعلهم يشعروا بالندم و يعودوا إلى صوابهم ورشدهم، ويعلموا أن مصر هى الباقية والكل إلى زوال.
وفى تعليقه عن فتوى مظهر شاهين بطلاق الزوج لزوجته الإخوانية قال وحيد حامد الشيخ مظهر اندفع ولمن لا يعرفون أول من أفتى بجواز طلاق الإخوان هو المرشد العام الخامس لجماعة الإخوان المسلمون" مصطفى مشهور"، فهم أول من أجاز ذلك، وانتظروا الجزء الثانى من مسلسل الجماعة لتشاهدوا المسكوت عنه فى الكتاب الأسود لجماعة الإخوان".
وفى نهاية حديثه أشار حامد إلى أن المجتمع المصرى يفتقد شجاعة المسئولين، فالكل يخاف ويتهرب ويعطى ظهره للمسئولية، مع العلم بأن شجاعة المسئول تؤسس وترسخ الديموقراطية الحقيقية، وقد تمنع العديد من المشاكل قبل حدوثها وتحد منها، وعلى المجتمع أن يشارك أيضًا بدوره فى هذه المسئولية، فنحن جميعًا فى مركب واحدة.
أرسل تعليقك