الكويت ـ كونا
قال المصور الفوتوغرافي العالمي برت وبستر ان الجمال والحب والشغف هي الدافع الحقيقي وراء إلتقاطه للصور المتنوعة التي جالت العالم واشتهرت بتسليطها الضوء على جمال الأرض والسماء خصوصا في البيئة الصحراوية.
واوضح وبستر في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الأحد "اننا محظوظون لكوننا نستطيع ان نشعر ونرى ونسمع ما هو حولنا من جمال الطبيعة والكون أجمعه" مضيفا ان الكاميرا تساعد بصورة كبيرة في التقاط الصور إلا انها مجرد آلة يكون الإنسان ونظرته وإبداعه قائدها".
واضاف وبستر الذي يزور البلاد بدعوة من السفارة الأمريكية لدى الكويت لتقديم ورش عمل تبدأ الليلة وتستمر يومين بالتعاون مع دار الآثار الاسلامية في (مركز الأمريكاني الثقافي) ان الصور لن تزداد جمالا أو تفصيلا مالم تكن فكرتها أصلا قد تهيأت بصورة مناسبة في مخيلة المصور وعقله.
وذكر وبستر الذي كان في سلطنة عمان الاسبوع الماضي ان حلمه كان دائما المكوث في البيئات الصحراوية لاسيما صحراء الربع الخالي "لأنني شغوف بالصحراء و ما يتخللها من شواهد الحياة والقوانين الفيزيائية التي تجول بها سواء من الكثبان الرملية أو فعل الجاذبية الأرضية والرياح عليها" متسائلا عن سبب تسمية الربع الخالي بذلك "لأنه أبعد ما يمكن من مصطلح الخالي على الأقل في نظري كمصور ومحب لتصوير ما هو مختلف ولم يتناول من قبل".
وأفاد بان الصور الفوتوغرافية "رسالتي وواجبي بالنسبة الى الكون والحياة في إظهار الجمال الخلاب وعكس روعته حيثما استطعت" مضيفا "إن الخلو الذي اشعر به حين اتجه للتصوير في أماكن معينة خصوصا النائية منها لا يمكن وصفه فحينها تزول جميع المشكلات الدنيوية ولا يبقى سوى الجمال والشعور بصغر الحجم الانبهار خصوصا حين النظر إلى الأعلى في ليلة يكون فيها القمر مختبئا".
وقال ان العديد من سكان الأرض لا يرون ولا يتخيلون رؤية تلك النجوم والمجرات كون معظم البشرية اتجهت الى المدن وضوضائها وتلوثها الضوئي الذي يمنع قاطنيها من فرصة ذلك التأمل والسكينة معتبرا الصعاب التي يواجها كمصور مثل المناخ والانتظار لساعات طويلة في مكان معين حتى تصبح أحوال الإضاءة الطبيعية في أفضل حالاتها "جزءا من المتعة وان التقاط صور جميلة بعد ذلك يكون بمثابة الفوز بالذهب".
واعرب عن سروره لان يحظى بفرصة الوجود في الكويت والاختلاط الثقافي مع أفرادها مضيفا انه سسيسعى جاهدا لأن يزرع ولو القليل من الشغف في الحياة وجمالها. واضاف ان ذلك أهم ما يصبو إليه من خلال ورش العمل مبينا ان مخاوفه الكبرى بالنسبة الى اللغة هي إيصال ذلك الانبهار والشغف للحضور وليس الكيفية التي تدار بها الكاميرا وتقنياتها المختلفة.
واوضح ان الورش سيتخللها العديد من الأسرار عن التصوير والأساليب المختلفة لالتقاط أفضل الصور خصوصا تلك التي تلتقط في الليل والغروب والغسق لأنه اشتهر بتلك الأنواع من الصور ومنها التي تصور النجوم والكواكب وطريق درب التبانة.
يذكر ان هذه هي الزيارة الثانية لوبستر للكويت اذ احتضن معرض دار الفنون في يناير الماضي معرضا لصوره وورش عمل للتصوير الصحراوي وجه فيها عددا من المشاركين للتصوير في مناطق متفرقة في البلاد ومنها بر (بنيدر) جنوبي البلاد.
ووبستر من ولاية يوتاه الأمريكية التي تتميز بتباين واختلاف بيئاتها الطبيعية ويحدها من الجنوب والغرب ولايتا أريزونا ونيفادا اللتان تشتهران بالبيئة الصحراوية وبين حدودهما وديان وجبال (ذا غراند كانيون) التي تمتد مسافة نحو 5000 متر مربع والتقط فيها معظم صوره الشهيرة.
أرسل تعليقك