اللاذقية – سانا
يمتلك الشاعر حيان الحسن مقدرة على التعبير وإيصال الكلمة الصادقة للقارئ من خلال الشعر الذي يجد نفسه فيه أكثر من بقية الأجناس الأدبية الأخرى التي يكتبها كالخاطرة والقصة والمقالة كما أنه يجد ذاته في قصيدة النثر التي تسمح له بالغوص في دواخل وجوانب المفردات وسحر المعاني.
فما لايستطيع قوله في القصة والنص الأدبي له كامل المقدرة والحرية بالبوح به فوق بياض أوراقه.. ليطلق أشرعته للريح غير آبه بالعاصفة التي ستهب واثقا من شفافية مفرداته وحروفه ومتانة قصائده وبأنها ستدخل قلوب القراء لامحالة.
ومعظم قصائد الشاعرالذي فقد والدته في سن مبكرة معجونة بالحزن
والدمع .. هو الفراق أبكاه صغيرا .. وأبكاه شابا شاعرا ..
وسيبكيه إلى نهاية العمر وبحسب تعبيره .. فكل درب يمشي به
أو مدينة جديدة ينتقل اليها فإن طيف والدته يلاحقه .. ويدق نوافذ ذاكرته.
وفي حديث لـ سانا أوضح الشاعر الحسن أن الحنين يراوده باستمرار للعودة لكتابة قصيدة النثر التي تحوي مساحات شاسعة للتعبير ولحرية الكلمة وليس فيها قيود يقف عندها الشاعر كما أنها عبارة عن دروب غالبا ماتكون مليئة بالورود ونهاياتها مرسومة بالفرح شرط أن تكون نابعة من القلب ومليئة بالاحساس.
وأضاف.. من الممكن ان تكون حالة الفقد واليتم التي عشتها قد حددت إلى درجة كبيرة طريقتي في كتابة قصيدة النثر ومع هذا وبالرغم من حالة الضياع والهروب خلف المدن وبالرغم من الانكسار فالإصرار موجود في العبور الى واحات الفرح موضحا ان لديه محاولات اخرى في كتابة قصيدة التفعيلة كما أنه ومن خلال مطالعته المستمرة وقراءته للشعر قديمه وحديثه استطاع ان يكتب القصيدة العمودية.
وعن بداياته أوضح الحسن انه جمع ما كتبه في مرحلة البدايات في ديوان أسماه ارتعاشات الذاكرة صدر عام 2011 وهو خلاصة ماكتبه في المرحلتين الثانوية والجامعية.
ومعظم قصائد هذه المجموعة تتحدث عن الحب والغربة وفيها تكثيف للحبيبة الغائبة الحاضرة والتي مازال عطرها يعانق معطف أحزانه .. وفيها معاناته مع الغربة التي عاشها اثناء دراسته الحقوق في طهران.
ومع نهاية المرحلة الجامعية انتهى الشاعر من كتابة المجموعة الثانية والتي أسماها صهيل الرحيل وصدرت عام 2013 وهي موجهة ومهداة لوالدته الراحلة أبدا في وجع الذاكرة وإلى والده الذي علمه أبجدية الحرف واستذكر قولا للشاعر الكبير محمد الماغوط "تحت مطر الربيع أنتقل من مدينة إلى مدينة .. وحقائبي مليئة بالجراح والهزائم".
وحول قراءاته وبمن تأثر من الأدباء والشعراء أوضح الحسن أنه قرأ لكثير من الشعراء أمثال محمود درويش-نزار قباني-أدونيس-محمد الماغوط وغيرهم ولكنه أحب شعر نزار قباني وتأثر أكثر بمحمد الماغوط هذا الشاعر الذي احدث ثورة في قصيدة النثر.
وعن أهمية النقد الأدبي يقول إن للنقد دورا ايجابيا في تحسين لغة الشاعر واستمرارية عطائه وتقويم النتاج الأدبي فالنقد البناء برأيه يقوم متانة اللغة لكي يستطيع الشاعر والأديب تجاوز عثراته وأخطائه في كل جديد له ولكن بشرط أن يكون النقد بناء وبعيدا عن العاطفة والمصالح الشخصية.
ويرى الشاعرضرورة تناول النقد للجوانب السلبية مضافا إليها الجوانب الايجابية لأنه لايمكن التعامي اوغض النظر عن السلبيات والاكتفاء بالايجابيات فالنقد السلبي إذا كان واقعيا ومنطقيا فهو مفيد للشاعر وللاديب بشكل عام ويساعده على الارتقاء وتقويم نتاجه مستقبلا وبرأيه فإن النقد يحتاج لمختصين في هذا المجال موضحا أن أغلبية الشعراء أو الأدباء لايروق لهم أن يسلط الضوء على أخطائهم وسلبياتهم.
وحول تأثيرالطبيعة في نتاج الشاعر أو الأديب قال الحسن إن للطبيعة بالغ الأهمية في ارتقاء الحالة الشعرية عند الشاعر لأنها تمده بالسحر والألق والإلهام وتترك له خلق الصورة الشعرية وإبداع القصيدة فساحلنا هو عبارة عن لوحة أبدعها الخالق وكل ماحولنا ترتاح له العين ويهنأ به القلب مايتيح للشاعر الابداع ويترك لأصابعه الحرية في معانقة شغف الصفحات ورسم لوحاته الشعرية فالدروب محفوفة بالشعر وتتدلى على جنباتها عناقيد المعاني.
وعن دور المثقفين والأدباء وخصوصا الجيل الشاب في الخروج من الأزمة الحالية التي تمر بها سورية وتوعية المجتمع أوضح الحسن أن للمثقفين دورا رياديا في رفد الحالة الثقافية في سورية من خلال تطوير النتاج الأدبي وإيصال الكلمة الصادقة للقارئ وللجيل الشاب دور مهم في نهضة البلد ورفع شأنه داخليا وخارجيا وكل من مكانه وحسب إمكانياته.
وأضاف أن الشباب أثبتوا وجودهم في ميادين وجبهات عدة ونذروا أنفسهم للعمل في صد العدوان عن بلدهم كما أن الشعراء والكتاب والأدباء الشباب يرفدون الحالة الثقافية ويطورونها وينهضون بها وهو نوع من صد الغزو الثقافي والوقوف في وجهه.
وللشاعر الحسن حاليا مجموعة قيد الطبع تحمل عنوان هواجس الموت المشتهى وهي قصائد وجدانية ذاتية مليئة بالشوق والحنين كما يحضر حاليا لمجموعة جديدة تحت عنوان عرينك شامخ وبمجملها قصائد وطنية تحاكي الواقع الراهن والازمة الحالية.
والشاعر حيان الحسن من مواليد قرية دوير الخطيب في مدينة جبلة عام 1978 يحمل إجازة في الحقوق من جامعة طهران وينشر في الصحف المحلية كجريدة الوحدة في محافظة اللاذقية وجريدة الفداء في محافظة حماة وجريدة النهضة الناطقة باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي.
أرسل تعليقك