القاهرة ـ أ.ش.أ
بمجرد أن تخطو على أرضيته الحجرية، تلتقط أذنك دقات عمال ورش النحاس التى تتداخل فى انسجام مع أصوات العندليب أو أم كلثوم الآتية من الراديوهات الصغيرة التى يستمعون إليها، بينما أيديهم لا تتوقف عن العمل، وتنجذب أنظارك إلى المساجد العريقة التى تعانق السماء، التى تكمن خلف كل منها حكاية تروى عن القاهرة الفاطمية التى يحتضنها شارع المعز بمنطقة الأزهر، الذى تم افتتاحه فى مثل هذا اليوم عام 2008 ليكون أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، لكن بمرور السنوات تشوه ذلك المنظر الجميل بعض الشىء بفعل السيارات والموتوسيكلات التى يزدحم بها الشارع وقلة الاهتمام والعناية بما يختزنه من حمامات شعبية ومساجد ومشربيات.
وإذا أكملت رحلتك داخل الشارع المنتمى للقاهرة الفاطمية ستعى فروقا عديدة بين زمانهم وزماننا، فبداخل مدرسة الناصر محمد بن قلاوون، والمدرسة الأرشفية تكتشف أن المدارس وقتها كانت عبارة عن صحن كبير يلتف فيها الطلاب حول شيخهم أو معلمهم، وستتعرف على الحمامات الشعبية المكونة من عدة غرف حيث كانوا يذهبوا إليها للاستحمام ولم يكن لديهم رفاهية اليوم التى يمتلك فيها كل شخص حمام خاص بمنزله أو أكثر ويضم شارع المعز حمام السلطان اينال الذى تحول اليوم إلى مزار سياحى، وستتبين أيضا الفارق بين مساجد اليوم الضيقة وبين مساجدهم شاهقة الارتفاع والجمال كجامع القاضى يحيى زين الدين، ومسجد الحاكم بأمر الله وغيرها من المساجد التى يعمر بها الشارع.
وبداخله ستجد سبيل سليمان أغا، ومتحف النسيج المصرى الذى يضم تشكيلة متنوعة من أزياء مختلف العصور كالفاطمى والقبطى والعباسى وستتعرف على أشهر تصميمات وزخاف ذلك العصر.
ويتحدث محمود على، مصمم حلى وأحد أبناء المنطقة تربى فى رحاب الشارع التاريخى، عن التحول الذى طرأ على شارع المعز حيث أصبح الشارع يزدحم بالسيارات والموتوسيكلات التى لا تفسد إحساسك واستمتاعك بالشارع الذى تأخذك معالمه للقاهرة الفاطمية القديمة بما فيه من مشربيات ومساجد وحمامات شعبية ومدارس قديمة، ويشكو من عدم الاهتمام الكافى بهذه المناطق الأثرية قائلا: "كثير من الأماكن الأثرية أصبح مهملا وعمال النظافة يهتمون بالشارع الرئيسى ويتركون القمامة فى الحارات الضيقة المتفرعة منه وبعض الأماكن الأثرية كالمدارس والحمامات الشعبية تتحول لمقرات لأنشطة أخرى رغم قيمتها التاريخية والأثرية".
أرسل تعليقك