الكويت ـ كونا
مع ما تعيشه دولة الكويت هذه الايام من استعدادات للاحتفال بأعيادها الوطنية تعود الذاكرة الى جزء مهم في الذاكرة يتعلق بدور العرض السينمائية في البلاد الماثلة في وجدان الكويتيين لاسيما شركة السينما الوطنية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بمراحل مهمة من تاريخنا الحديث.
وجسدت هذه الشركة معاني حية لدى الكويتيين منذ العقود الاولى للقرن الماضي والتي وضعت صالاتها ومسارحها في خدمة الجمهور دون أي مقابل ولاي عمل ذي صبغة اجتماعية أو وطنية خصوصا انها مثلت آنذاك وسيلة الترفيه والنافذة الاولى للكويتيين على الثقافات الأخرى.
وفي هذا الشأن قال الباحث في تاريخ الكويت الدكتور يعقوب الغنيم في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن فكرة السينما ترجع الى ثلاثينات القرن الماضي وتحديدا على خلفية سفر البعض الى عدد من الدول العربية للدراسة والتجارة حيث كانوا يشاهدون الافلام بأنواعها في دور السينما هناك.
وأضاف الدكتور الغنيم ان شركة السينما الكويتية الوطنية تأسست في الخامس من أكتوبر عام 1954 وبدأت عملها عام 1955 بافتتاح (دار السينما الشرقية) التي بدأت على أرض مؤجرة مكشوفة صيفا وتغطى بالقماش السميك (الطربال) شتاء وتتسع لنحو 1500 شخص.
وأوضح ان الشركة واصلت منذ ذلك الوقت افتتاح دور السينما واحدة تلو الاخرى وعلى مستوى رفيع المستوى من البناء والانظمة الداخلية وأصبحت تلك الشركة العارض الوحيد في البلاد والرائدة في مجال التوزيع والعرض للأفلام العربية والانجليزية والهندية ما جعلها وسيلة الترفيه الاولى قبل 85 عاما.
وذكر ان الشركة أنشأت أيضا دور عرض سينمائية حديثة في مجمعات تجارية بمختلف مناطق الكويت وكانت ثمار تلك الخطط افتتاح دور عرض حديثة كدور سينما (الفنار) و(بلازا) و(ليلى جاليري) و(مارينا مول) وكذلك (سينما الشعب) في حديقة الشعب الترفيهية وسينما (الشرقية) بمجمع سوق شرق وسينما (مترو) بمجمع مترو في الفروانية وسينما (اجيال) بمجمع اجيال بمنطق الفحيحيل.
وبين ان عام 2007 شهد افتتاح (سينسكيب الافنيوز) التي تضم 11 شاشة عرض منها شاشتا عرض لكبار الشخصيات وتعتبر أكبر دار عرض في الكويت وتعمل بنظام رقمي (ديجيتال) متطور كما تضم 50 شاشة مسطحة لاغراض عرض مقدمات الافلام والبوسترات.
ولفت الدكتور الغنيم أنه في عام 2008 تم الانتهاء من مشروع مجمع (360) الذي يضم 15 شاشة عرض سينمائية منها شاشات خاصة لكبار الشخصيات و(ايماكس) وفي نهاية عام 2009 تم افتتاح (سينسكيب البيرق)" التي تضم ثلاث شاشات عرض.
وأشار إلى سعي الشركة الى اعادة بناء بعض دور السينما القديمة لكي تصبح على مستوى يواكب التطورات التقنية في العالم وصولا الى المحافظة على مستوى راق لنظم العرض والترفيه مبينا أن الشركة نالت عام 2001 أولى المراتب في الشرق الاوسط ضمن اطار تقديم خدمة الحجز الالكتروني مدعمة بحرية اختيار المقاعد المرغوبة قبل عرض الفيلم.
وذكر أن الشركة طورت بعض مواقعها للوصول الى أرقى المواصفات والمستويات عن طريق ادخال نظام آلي لسداد التذاكر عبر الهاتف النقال باستخدام خدمة (ام.نت) لتصبح الكويت ثاني دولة بعد النمسا تطبق هذا النظام.
وقال الدكتور الغنيم أنه تم أخيرا أيضا ادخال خدمة شراء التذاكر بواسطة بطاقات الائتمان وأجهزة تعمل بشاشات اللمس لتغني الجمهور عن عناء الوقوف بالطوابير الطويلة لشراء التذاكر وفي 2005 انضمت شركة السينما الكويتية الوطنية الى (فرونت رو فيلمد) (انترتيمنت) لتوزيع الافلام المستقلة من ستوديوهات (نيو لاين سينما).
وأشار الى انضمام الشركة ايضا الى (براماونت فانتيج) و (هان واي فيلمز) و(لكشور انترتيمنت) و(ستوديو كانال) و(تي.اف.ون انترناشونال) "ومنذ ذلك الحين وبفضل هذا التعاون تم توزيع أكثر من 600 عنوان سينمائي كما عرضت اضخم الافلام تحت مظلة شركة السينما الكويتية الوطنية".
من جانبه قال رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي للشركة نواف أحمد المرزوق ان في لقاء مماثل ان الشركة مستمرة في التطوير التقني لاجهزة العرض ومواكبة التكنولوجيا الحديثة معتبرا اياها "احدى أهم القنوات الترفيهية والتثقيفية في الكويت".
وأضاف المرزوق ان الشركة تمكنت في عام 2012 من عرض 325 فيلما في جميع دور العرض وحققت أرباحا صافية ذلك العام بقيمة 548ر5 مليون دينار كويتي وبلغ اجمالي أصول الشركة 71 مليون دينار تقريبا
أرسل تعليقك