الدوحة ـ قنا
تستضيف الدوحة يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من شهر آذار الجاري مؤتمر الدوحة لحوار الأديان في دورته الحادية عشرة بعنوان "دور الشباب في تعزيز قيم الحوار". وقال الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان فى حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنه يسبق هذا المؤتمر يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من آذار ( اجتماع الدوحة التنفيذي لتعزيز الحرية الدينية والتعاون بين الأديان ) في إطار متابعة مبادرة " اسطنبول 16- 18 لمكافحة التعصب والتمييز على أساس الدين ) التي أطلقتها من قبل منظمة التعاون الإسلامي. وشدد الدكتور النعيمي على الأهمية الكبيرة لمؤتمرات حوار الأديان بالدوحة، مؤكداً أن المؤتمرات السابقة حققت نجاحات واضحة في تقريب المسافات والأفكار والرؤى بين اتباع الديانات السماوية الثلاث "الإسلام والمسيحية واليهودية". وقال إن قطر قد اكتسبت سمعة عالمية طيبة من خلال مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان وحرصها على استمرار استضافة هذه المؤتمرات الحوارية حول القضايا المختلفة وما يتمخض عنها من مردود ونتائج ايجابية تؤدي إلى مزيد من التعاون والتواؤم والتقارب بين الأفكار لمصلحة البشرية. وتابع قائلا، إن "حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من قبله ( حفظهما الله ورعاهما ) يدركان أهمية الحوار لبناء مجتمع الأمن والسلم في العالم، وهذا ديدن قطر في كونها دولة محبة للحوار والسلام للجميع، وما نقوم به من خلال المركز هو عمل رائع بكل المقاييس وسنعمل على استمراره لأن مردوده بدون شك مفيد ومهم على المستوى الدولي من حيث إقامة علاقات نموذجية وبناء شبكات اجتماعية ناجحة ودائمة تعزز من تواصل وتلاحق الأفكار وتضييق الخلافات في الرؤى لمختلف اتباع الديانات السماوية واحترام معتقدات وخصوصيات الآخر". وأوضح الدكتور النعيمي، أنه سيتم خلال أعمال المؤتمر الحادي عشر لحوار الأديان منح جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان لعام 2014 لجهتين، إحداهما مؤسسة متميزة في مجال حوار الأديان، أسهمت بدور فعال في تعزيز قدرات الشباب في حوار الأديان وشخصية متميزة في مجال حوار الأديان، اشتهرت بالعطاء والنجاح في المجال الشبابي وتعزيز تجارب الحوار بين اتباع الأديان السماوية. وشدد على أن منح هذه الجوائز لجهات عالمية غير قطرية يؤكد بجلاء حرص قطر وسعيها الدائم على إشاعة اجواء الحوار ونشر ثقافته وتعزيز العيش المشترك بين كافة الشعوب. ونوه إلى أن حوالي 200 شخصية عالمية من اتباع الديانات السماوية بينهم شباب وعلماء سيشاركون في المؤتمر الذي سيفتتحه بفندق شيراتون الدوحة سعادة الدكتور حسن لحدان صقر المهندي وزير العدل، فيما يحضر اجتماع الدوحة التنفيذي لتعزيز الحرية الدينية والتعاون بين الأديان في إطار متابعة مبادرة اسطنبول علماء دين من 50 دولة في العالم، ليخرج الاجتماع بتوصيات تناقشها الأمم المتحدة وتصدر بشأنها بياناً، مما يعني أن اجتماع الدوحة هو أحد الاجتماعات الرئيسة لهذا البيان، وهو أمر قال، إنه يحسب لقطر التي ترعى هذا الاجتماع. وأكد الدكتور إبراهيم النعيمي في حديثه لوكالة الأنباء القطرية " قنا"، أن اختيار موضوع "دور الشباب في تعزيز قيم الحوار" عنواناً لمؤتمر الدوحة الحادي عشر لحوار الاديان يأتي إيماناً من المركز بأهمية وحيوية إشراك الشباب في قضايا حوار الأديان بهدف تقديمهم لنماذج من انشطتهم والمشاركة في الجلسات الحوارية وفعاليات المؤتمر بما في ذلك المناظرات المصاحبة. ومضى إلى القول، "رأينا من هذا المنطلق أن يكون المؤتمر بكامله من الشباب لكن المتحدثين هم خليط من كبار السن والشباب الذين سيحضرون من مختلف دول العالم خاصة وأننا وجدنا تعاوناً كبيراً في هذا الصدد من افراد وشخصيات وجميعات ومؤسسات عالمية تعنى بأمور الشباب". وأشار إلى أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان يحرص ومنذ فترة طويلة على إشراك جيل الشباب في جميع انشطته لتعزيز قيم الحوار كحوار بصورة سليمة وعادلة وحتى تكون ثقافة الحوار هي السائدة في أوساط الجيل الجديد. ونوه في هذا السياق إلى أن في قطر تنوعاً كبيراً بحكم أن أعداداً كبيرة من مختلف الجنسيات والأعراق والديانات تعيش على أرضها وتحظى بالاحترام والتسامح في وقت مقبلة فيه البلاد أيضاً على استضافة فعاليات ومناسبات عالمية، ثقافية ورياضية وعلمية واقتصادية تستدعي كلها تأهيل الجيل الجديد من الشباب ليصبح ملما بثقافة الحوار مع الاخرين والتعرف عليهم وعلى دياناتهم وثقافاتهم. وأوضح رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان في حديثه لـ "قنا"، أن المحاور التي يشتمل عليها جدول اعمال المؤتمر تشمل "نظرة الشباب إلى الأديان" و" الشباب في الرعيل الأول حول الأنبياء.. أمثلة من الكتب المقدسة " و " الفرص والتحديات التي تواجه الشباب " ومن ذلك الصعوبات التي تمنع الشباب من المشاركة في حوار الأديان. كما تتضمن أجندة أعمال المؤتمر محاور أخرى أحدها بعنوان "ماذا قدم حوار الأديان للشباب بما في ذلك البرامج التعليمية المقدمة من المدارس والجامعات بجانب محور مماثل تحت عنوان "ماذا قدم الشباب لحوار الأديان" ويتفرع عن ذلك عناوين جانبية منها مثلا برامج إعلامية شبابية في حوار الأديان وقضايا الإصلاح الديني والشباب ودورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة ظواهر الانحراف والإلحاد والتعصب الديني بالإضافة إلى محور "الفرص والتحديات التي تواجه الشباب وكذلك نظرة الأديان للشباب ويشمل ذلك دراسة لأوضاع الشباب الحالية وسلوكياتهم. وتتضمن محاور النقاش أيضاً مواضيع تتعلق بالسلوك المثالي للشباب من منظور ديني ومن تجارب الشباب أنفسهم والفرص والتحديات التي تواجههم وثقافة الحوار مع الآخر لدى الشباب ودورها في التواصل الحضاري بالإضافة إلى عقد جلسة خاصة بتوصيات روؤساء الجلسات والمقررين لمحاور المؤتمر ليتم في الختام إعلان البيان الختامى للمؤتمر. وأكد مجدداً أن الهدف من محاور جدول الاعمال التي تعني كلها بإشراك الشباب في الحوار بين الأديان هو ايجاد نوع من الحركة الديناميكية بين المشاركين لاكتشاف طاقات الشباب والبحث عن الفرص المستقبلية لهم ومخاطبة عقولهم كونهم جيل المستقبل. وأوضح الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي في حديثه لوكالة الأنباء القطرية، أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان استطاع عبر مؤتمرات الحوار التي يعقدها بناء علاقات نموذجية في العالم، منوهاً أن لدى المركز مشاريع مشتركة في مجالات الحوار بين الأديان مع مؤسسات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية والسويد والكثير من التواصل مع دول في الشرق والغرب. وأضاف، أنه عادة ما ينبثق عن هذه العلاقات أنشطة مختلفة ومتنوعة من بينها تبادل في الافكار وتبادل لزيارات بين العلماء، مؤكداً على الجهود المتميزة والمقدرة التى يبذلها المركز في مجال حوار الأديان والتي تحظى بالترحيب والاشادة العالمية. وأشار في هذا الخصوص إلى طلب منظمة التعاون الإسلامي عقد "اجتماع الدوحة التنفيذي لتعزيز الحرية الدينية والتعاون بين الأديان في إطار مبادرة اسطنبول 16/ 18 لمكافحة التعصب والتمييز على أساس الدين يومي 24 و25 آذار الجاري بفندق شيراتون الدوحة. وقال إن اجتماعات سابقة عقدت في نطاق هذه المبادرة ومتابعة لها في كل من أمريكا وبريطانيا وسويسرا حيث جرى مناقشة قضايا سياسية واجتماعية وثقافية في إطار المبادرة. وبين النعيمي، أن ممثلين لـ 50 دولة من المهتمين بموضوع الاجتماع والحرية الدينية سيشاركون فيه لمناقشة جملة من القضايا تعني بمبدأ الحرية الدينية للجميع بما فيها الأقليات الدينية من منظور التعاون بين الأديان، بالإضافة إلى مناقشة تجارب وأطر العمل الوطنية حول الحرية الدينية بما فى ذلك عرض أفضل التجارب الوطنية والمحلية لممارسة وحماية الحرية الدينية بما فيها الأقليات الدينية وعرض مواقف وخبرات الحكومات ومؤسسات الحوار الديني في البيئات التي تمثل تحديات كبرى لحماية الحرية الدينية. وتابع أن من بين حلقات العمل التي تصاحب الاجتماع، واحدة تناقش دعم الفئات المستضعفة من خلال توفير الحصول على رعاية صحية عالية الجودة وخدمات خيرية لاتباع الديانات المختلفة وأخرى حول النهوض بمفاهيم جديدة من الحوار بين الأديان وتطويرها من خلال وسائل الاعلام المختلفة والفن والموسيقى والأدب والقصص وكذلك مناقشة أفضل السبل التنموية لدعم التفاهم بين المجتمعات التى كانت في حالة نزاع وكذا مناقشة في حلقة عمل أخرى موضوع الدفاع عن حقوق الفئات الدينية المستضعفة ودعمها ليصدر في النهاية "الإعلان الختامي لاجتماع الدوحة". ونوه الدكتور النعيمى في حديثه لـ "قنا" إلى أن الدعوة وجهت لعدد من الدول التي تعاني من تمييز ديني للمشاركة في مؤتمر الدوحة الحادي عشر لحوار الأديان ومنها ميانمار وانجولا مثلا، بينما يجرى التواصل من أجل مشاركة جمهورية افريقيا الوسطى في المؤتمر. ومضى قائلاً رداً على سؤال يتعلق بالتبشير والاستقطاب الديني والعقائدي خلال المؤتمر، "حريصون على ألا نتحدث عن العقائد وإنما في شأن بناء الإنسان والتقارب الفكري والإنساني بشكل صحيح من أجل حفظ كرامة الإنسان الذي كرمه الله تعالى وذكر ذلك في محكم تنزيله ومن أجل نشر وبسط العدل والسلام في العالم). واستطرد قائلا، إن نتائج الحوار تحتاج إلى وقت طويل، "وبالتالي علينا العمل لخدمة البشرية وأن نجتهد ونذلل الصعاب ونستمر في نشاطنا وايجاد الفرص لبناء جيد بين اتباع الديانات، فقطر دولة تدعو دائماً إلى المحبة والسلام واحترام الآخرين وقبول الرأي الآخر". وأوضح أن ذلك يتضح من خلال المراكز العديدة التي أقامها في هذا الخصوص وعبر هذه الجوائز التي لا تمنح لقطريين وإنما مكافأة لجهود آخرين وجهات عالمية لها اسهاماتها في مجال حوار الأديان. وأكد الدكتور النعيمي، أن لا مصلحة لقطر في عقد مؤتمرات الحوار هذه غير مصلحة وفائدة البشرية والانسانية جمعاء بهدف بناء البيئة السليمة والأطر الصحيحة لحماية الناس واحترام الأديان كما يحثنا ديننا الإسلامي "وعلينا أن نقول بصوت عال إن ديننا الإسلامي دين تسامح وعدل، محب للآخرين وهو واضح في ذلك وأن المسلمين ثابتين في مواقفهم وهم ليسوا دعاة عنف أو تمييز". وما إذا كان لهذا الحوار سقف أو منتصر وخاسر قال الدكتور النعيمي، "اتباع الديانات يتحاورون بعيداً عن حسابات الربح والخسارة بشرط احترام الآخر وخصوصياته ومعتقداته وعدم الاعتداء"، مشيراً إلى أن من أهم وسائل النجاح احترام أخلاقيات وخصوصيات الأديان الأخرى، وقال إن للحوار حدوداً أخلاقية بحيث لا يتم الحديث عن العقائد التي يكون فيها اختلاف، وإنما نناقش رأي وقول الدين في قضية معينة ومحددة، والعاقل يفهم". ودعا رجال الدين والعلماء والإعلام إلى تشجيع الحوار بين الأديان لتفهم الآخر وتضييق المساحات في القضايا الخلافية على أسس الاحترام المتبادل. وأشاد بدور الإعلام القطري في تشجيعه لجهود حوارات الأديان وإعطائها حقها لأنها تظاهرة عالمية وعلمية متخصصة لها مردودها الكبير على الشرية بأسرها ووصف هذا الدور بالواعي والرشيد. كما دعا الشباب إلى الحضور والمشاركة في فعاليات المؤتمر بما يعطيهم فهما أكبر لتفهم الأديان بشكل صحيح والتعرف على آراء العلماء المشاركين في المحاور والمسائل محل النقاش وهي قضايا مشتركة مهمة. يشار إلى أن مؤتمر الدوحة الأول لحوار الأديان عقد في نيسان عام 2003 تحت عنوان "الحوار الإسلامي المسيحي .. حرية التدين" بينما عقد المؤتمر الثاني في أيار عام 2004 بعنوان "الحوار الإسلامي المسيحي .. بناء الجسور" أما المؤتمر الثالث في حزيران عام 2005 فكان عنوانه "دور الأديان في بناء الحضارة الإنسانية" والرابع في نيسان 2006 بعنوان "دور الأديان في بناء الإنسان"، ثم الخامس في أيار 2007 بعنوان "القيم الروحية والسلام العالمي". وعقد المؤتمر السادس لحوار الأديان في أيار 2008 بعنوان "القيم الروحية والسلام العالمي" والسابع في تشرين الأول 2009 تحت عنوان "التضامن الإنساني" والثامن في تشرين الأول 2010 بعنوان "دور الأديان في تنشئة الأجيال" والتاسع في تشرين الأول 2011 وعنوانه "وسائل التواصل الاجتماعي وحوار الأديان .. نظرة استشرافية"، في حين عقد المؤتمر العاشر وعنوان "تجارب ناجحة في حوار الأديان" في نيسان عام 2013. يذكر أنه تم إنشاء مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان كثمرة لتوصيات مؤتمر الدوحة الخامس لحوار الأديان بالدوحة في أيار 2007، وتم افتتاحه رسمياً فى 14 أيار 2008. ويتمثل الدور الرئيسي للمركز في نشر ثقافة الحوار وقبول الآخر والتعايش السلمي بين الإنسانية جمعاء.
أرسل تعليقك