قصة تميمة عين الحسد التي إمتدت إلى هياكل الطائرات
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

قصة "تميمة عين الحسد" التي إمتدت إلى هياكل الطائرات

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - قصة "تميمة عين الحسد" التي إمتدت إلى هياكل الطائرات

تميمة عين الحسد
واشنطن - العرب اليوم

ربما لم تحظ أي تميمة صنعها البشر لدرء قوى الشر والحسد الخفية بما حظيت به تميمة "عين الحسد" من شعبية ومكانة وتأثير ولا يقتصر انتشار هذه العين الزرقاء اللافتة للأنظار على أسواق إسطنبول فحسب، بل امتدت إلى هياكل الطائرات، وصفحات المجلات المصورة.

وذكر موقع "B.B.C "أن رمز "عيد الحسد في  العقود القليلة الماضية، اقتحم عالم الموضة، وظهرت كيم كارديشان في مناسبات عديدة بأساور وأطواق رأس يتوسطها هذا الرمز، بينما استخدمته جيجي حديد في أواخر 2017 لدى تدشين خط أحذية "أي لوف".

و زاد البحث عن مقاطع الفيديو التعليمية عبر الإنترنت التي تعرض كيفية توظيفيه في تصنيع الأساور والقلائد وسلاسل المفاتيح منذ رواج الرمز بين المشاهير،.

ربما يوحي هذا الاهتمام المفاجئ برمز "عين الحسد" بأن شعبيته قد تصاعدت في الأونة الأخيرة، ولكن هذا الرمز في الحقيقة يستأثر باهتمام البشر ويداعب مخيلتهم منذ آلاف السنين.

ويجب علينا التنبه إلى الفارق بين التميمة و"عين الحسد". وتهدف التميمة إلى درئ الحسد، وذلك على الرغم من أنه قد يطلق عليها "عين الحسد".

و اتخذت هذه التميمة أشكالًا عديدة منذ آلاف السنين.
مصدر الصورة Metropolitan Museum of Art
Image caption تماثيل عثر عليها في مدينة تل براك في سورية منحوتة من حجر الألباستر، وتسمى "أصنام العيون"، ويُعتقد أنها تعود إلى ما قبل عام 3500 قبل الميلاد

ويعد الحسد وما يسببه من أضرار مفهوما بسيطا، إذ ينبع من الاعتقاد بأن النجاح الكبير أو التميز يجلب الغيرة والحسد. ويتجلى ذلك في صورة لعنة تحيل النجاح إلى فشل.

وجسّد هذا المفهوم هيلودوراس من إميسا أو حمص حديثًا في روايته الإغريقية "أثيوبيكا"، حين كتب "عندما ينظر الشخص بعين حاسدة لشيء مميز يمتلئ المكان بغضا وكراهية، ويرسل سهامه المسمومة فيصيب بها من هو أقرب منه".

وينتشر الاعتقاد بقوة تأثير الحسد عبر مختلف الثقافات، وينتقل من جيل إلي جيل، ولم يتمكن أي مؤلف حتى يومنا هذا من أن يجمع من الأساطير التي نسجت حول الحسد ما جمعه فريدريك توماس إيلورثي في كتابه "العين الحاسدة: سرد كلاسيكي لخرافة قديمة".

وعرض إيلورثي تجسيد الناس للحسد في مختلف الثقافات، بداية من نساء قبيحات يوصفن في الأساطير الإغريقية بالبشاعة، ويعرفن بـ "الجرجونات"، ويحلن كل من ينظرن إليه إلى حجر، وصولا إلى الحكايات الشعبية التي يتناقلها الأيرلنديون عن رجال يسحرون الخيل بنظرة واحدة. ولا تخلو ثقافة من أساطير حول العين الحاسدة الشريرة.
Image caption دُفنت عين حورس مع الفراعنة لحمايتهم في الحياة الأبدية

وترسخ الحسد ورموزه في ثقافة الشعوب، إلى درجة أنه ورد ذكره في النصوص الدينية، بما في ذلك الإنجيل والقرآن.

لم يعد الاعتقاد بأثر العين مجرد خرافة، فقد أكد وجوده بعض كبار المفكرين، وكان أشهرهم الفيلسوف الإغريقي بلوتارخ، الذي عرض في مصنفه "حلقات نقاش"، تفسيرا علميا للحسد، حين قال: إن عين البشر لديها القدرة على إطلاق أشعة غير مرئية، كانت في بعض الحالات، من القوة بحيث أهلكت الأطفال أو الحيوانات الصغيرة.

و زعم بلوتارخ أن بعض الناس أقدر من غيرهم على السحر، إذ أشار إلى مجموعة من الناس يعيشون جنوب البحر الأسود لديهم قدرات خارقة على الإصابة بالعين ويوصف عادة من يقال إنهم يملكون قدرات استثنائية على الحسد بأنهم أصحاب عيون زرقاء، ربما لأن هذه الصفة الوراثية نادرة في هذه المنطقة من حوض البحر المتوسط.

وأشار إيلورثي في كتابه إلى حكاية شعبية بولندية قديمة تدور حول رجل بلغت قدرته على إيذاء الآخرين بنظرته حدا جعله يؤثر أن يقتلع عينيه عن إلحاق الضرر بمن يحبهم.
Image caption تنتشر تميمة الكف التي تتوسطها العين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

وفي ظل شيوع الاعتقاد بقوة تأثير العين وما تجلبه من مصائب وكوارث لمن يصاب بها، ليس من المستغرب أن يبحث الناس من الحضارات القديمة عن وسائل لدفع أذاها، ما أدى إلى ظهور التمائم بأشكالها المتنوعة كما نعرفها اليوم.

وتقول دكتورة نيس ييلديران، أستاذة التاريخ الفني بجامعة بهتشه شهير في إسطنبول "يعود أول شكل من أشكال تمائم العين إلى عام3300 قبل الميلاد. واكتُشفت هذه التمائم في تل براك، وهي واحدة من أقدم المدن في منطقة ما بين النهرين، التي كانت تضم سورية وكانت هذه التمائم في صورة تماثيل من حجر الألباستر ذات عيون كبيرة منحوتة".

لكن تماثيل تل براك التي يقال إنها واحدة من أقدم التمائم المكتشفة لدرء العين، تبدو مختلفة تماما عن الخزرة الزرقاء المنتشرة في الوقت الحالي والتي لم تظهر في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط إلا نحو عام 1500 قبل الميلاد، فكيف تطورت هذه النماذج الأولى للتمائم لتصبح على هذا الشكل الحديث؟

وتقول ييلديران "ارتبط ظهور الخرزة الزرقاء المصنوعة من الزجاج في جزر بحر إيجة وآسيا الصغرى بتطور صناعة الزجاج. أما اللون الأزرق فمصدره الطين المصري المصقول الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من الأكاسيد، إذ يُنتج النحاس والكوبلت اللون الأزق عند درجة حرارة الحرق".

وتقول ييلديران إن قلائد عين حورس التي اكتشفت في مصر هي الأكثر تأثيرا على شكل التمائم الزرقاء الحديثة. إذ افتتنت القبائل التركية الأولى بهذه الدرجة من اللون الأزرق، لارتباطها بإله السماء تنغري، ولعلهم استلهموا من المصريين استخدامهم للكوبلت والنحاس.

ولاقت بعدها الخرزة الزرقاء التي يتوسطها رسم العين انتشارا واسعا في المنطقة، واستخدمها الفينيقيون والسريانيون واليونانيون والرومان، واشتهر بها العثمانيون، وكانت أكثر رواجا في دول حوض المتوسط وبلاد الشام. وفي أعقاب ازدهار النشاط التجاري وتوسع الإمبراطوريات، انتقلت الخرزة الزقاء إلى سائر أرجاء المعمورة.

لا أحد ينكر الأهمية التاريخية لهذه التميمة الزرقاء، ولكن أكثر ما يثير الاهتمام في هذه الخرزة الزرقاء هو التغير الذي طرأ على استخدامها على مدار آلاف السنين. وما زلنا نضع رمز الخرزة الزرقاء على طائراتنا مثلما كان المصريون، والإيتروسكانيون يرسمون العين على مقدمة السفينة لضمان مرورها بسلام.

ولا يزال الأتراك يواظبون على إهداء المولود الجديد رمز العين الزرقاء، اعتقادا منهم أن الصغار أكثر عرضة للحسد.
Image caption عين العناية الإلهية، التي تظهر على ظهر الورقة النقدية الأمريكية من فئة الدولار، هي أحد الرموز التي يتبناها الكثير من الماسونيين أو البنائين الأحرار، وتعني أن الله كلي الوجود

لكن المرء قد يتساءل هل ستفقد هذه التميمة الزرقاء معناها الحقيقي وقيمتها التاريخية بسبب اختلاف أشكالها واستخداماتها من ثقافة لأخرى ومن سياق لآخر؟ ولا سيما بعد أن أثيرت مخاوف بشأن استغلال العين التي تتوسط تميمة الكف في مجال الأزياء والموضة دون تقدير قميتها الثقافية وفهم معناها.

ونظرا لامتداد تاريخ تميمة درء العين وارتباطها بمعتقدات راسخة في وجدان الكثيرين، فقد يُنظر لها في الوقت الحالي على أنها موروث ثقافي، وتنحدر كل من كيم كارديشان وجيجي حديد من ثقافات تأصلت فيها أهمية هذه التميمة الزرقاء لدرء العين وإبعاد الشرور.

ولكن ييلديران تقول: "لطالما كانت تمائم درء العين جزءا من ثقافة منطقة جغرافية كبيرة، وتنوعت استخداماتها وأشكالها من بلد لأخر. وربما نرى في المستقبل المزيد من الأشكال والتصميمات المستوحاة من هذه التمائم".

لا شك أن تمائم درء العين استطاعت أن تتخطى الحدود الثقافية والجغرافية والدينية، ولهذا يجدر بنا أن نقدر قيمتها المعنوية ولا ننظر لها كحلية جذابة أو صيحة من صيحات الموضة. فهذه التمائم هي موروث ثقافي تناقلته الأجيال منذ فجر الحضارة، وتعكس بعض أكثر المعتقدات رسوخا وعمقا في أذهان البشرية.

وإذا ارتديت هذه التمائم دون أن تعرف هذه المعلومات عن معناها وتاريخها، فإنها لن تصبح بلا تأثير فحسب، إنما أيضا قد تزيد من مفعول العين التي كانت من المفترض أن تحميك منها، هذا بالطبع إن كنت تؤمن بتأثير التمائم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة تميمة عين الحسد التي إمتدت إلى هياكل الطائرات قصة تميمة عين الحسد التي إمتدت إلى هياكل الطائرات



GMT 02:31 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

تعرفي على طرق مبتكرة لتجديد الاثاث القديم والخشبي

GMT 20:01 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تنتهي من تسجيل معظم أغاني ألبومها الجديد

GMT 04:03 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

الفيلة تدرك أن جسدها العملاق يمثل عقبة كبيرة

GMT 07:01 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

تجربة سيارة رولز رويس واريث تسترجع ذكريات ديكنز

GMT 18:06 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موقف ديبالا وإيكاردي من ودية غواتيمالا

GMT 19:17 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

رئيس UFC يرفض عودة روندا روزي لحلبات القتال

GMT 01:50 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

السياحة تتراجع في جزيرة بالي لاحتمال انفجار بركان

GMT 10:57 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات عن فني مروحية "بلاك هوك" السعودية المنكوبة

GMT 20:23 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميركية شالين فلاناجان تفوز بماراثون نيويورك

GMT 21:29 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

صالح الجنفاوي يؤكد أن جائزة فيصل زايد انتصار للجهراء

GMT 03:29 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سعر العملات العربية مقابل الدولار الأمريكي الأحد

GMT 19:36 2017 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

"maybelline" تكشف عن "تاتو" جديد موفّر للوقت والجهد
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria