الدوحة ـ قنا
كشف السيد عبدالله الأنصاري مدير معرض الدوحة الدولي الرابع والعشرين للكتاب مدير إدارة المكتبات العامة بوزارة الثقافة والفنون والتراث أن النسخة الحالية شهدت زيارة قرابة 500 ألف زائر خلال أيام المعرض، مشيرا إلى أن يومي الخميس والجمعة من هذا الأسبوع قد شهدا اقبالا كبيرا من الزوار يصل إلى أكثر من هذا العدد.
وأضاف مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن ادارة المعرض في كل عام تعمل على تقييم شامل في آخر أيام المعرض، حيث أكد الناشرون أن الدورة الحالية هي الأفضل من حيث المبيعات، مقارنة بالعام الماضي، مشيرا إلى أن هذه النسخة شهدت كذلك ارتفاعا كبيرا لعدد الزوار من طلاب مدارس قطر المختلفة حيث شكلت نسبة مشاركتهم 25% من اجمالي عدد زوار معرض الدوحة للكتاب، بحسب الاحصائيات التي أجرتها ادارة المعرض خلال الأيام القليلة الماضية.
وعن أزمة مواقف معرض الكتاب وعدم توافر مواقف كافية لزوار المعرض بسبب الحفريات المنتشرة في هذه المنطقة مما سبب قليلا من الاختناقات المرورية، أكد السيد عبدالله الأنصاري مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب أن هذا الأمر خارج عن ادارة المعرض.
وأعلن في السياق نفسه أن معرض الكتاب سيقام العام المقبل إما في مركز المعارض الجديد بجانب السيتي سنتر أو بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، مما سيخفف من حدة هذه الأزمة، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هذا الأمر قد ينظر له بشكل ايجابي حيث يعكس الاقبال المتزايد على معرض الدوحة الدولي للكتاب.
وأوضح الأنصاري أن وزارة الثقافة تتابع باهتمام كل عام ردود الأفعال المختلفة على المعرض، وتستفيد من النسخ الماضية، لتخرج نسخة كل عام بحلة جديدة مختلفة وأفضل مما قبلها لتلقى استحسان جميع الفئات، لافتا إلى أن ادارة المعرض هذا العام عمدت إلى تنظيم المعرض في بداية الشهر، حتى لا يتعارض مع امتحانات الطلبة "بالنسبة للمدارس المستقلة" وألا يدخل ضمن احتفالات أعياد رأس السنة "بالنسبة للمدارس الأجنبية"، مؤكدا أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يهتم بشكل كبير بمشاركة طلاب المدارس المختلفة في البلاد، لأن هذه الفئة هي عماد الأمة ومستقبل حضارها وثقافتها.
وعن أسعار الكتب بالمعرض، نفى مدير معرض الدوحة الدولي للكتاب ارتفاع الأسعار، خاصة في هذه النسخة، إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه من الطبيعي أن تزيد أسعار الكتب عاما بعد عام، وذلك نظرا لأن الثقافة جزء من المنظومة الاقتصادية العالمية، والكتب كغيرها من السلع المختلفة، تزداد قيمتها التسعيرية بمرور الأعوام.
وأضاف في هذا الشأن أن الناشر المشارك في معارض الكتاب الدولية المختلفة، يتحمل بطبيعة الحال العديد من الأعباء المالية، ابتداء من أسعار الشحن التي ترتفع باستمرار، بالاضافة إلى أسعار طباعة الكتب، مرورا بأسعار الفنادق وانتهاء بأسعار التذاكر وتكاليف الاقامة في بلد المعرض، مشددا على أن الناشرين في مقابل ذلك قد يلجأون إلى زيادة أسعار كتبهم المشاركة، معتبرا أن هذا الأمر "طبيعي" ويحدث في كافة المعارض الدولية.
مشاركة كوكبة كبيرة من الكتاب والمفكرين العرب في مختلف المجالات
وبخصوص مشاركة الكتاب والمفكرين العرب في الفعاليات والندوات الثقافية المصاحبة للنسخة الرابعة والعشرين لمعرض الكتاب، نوه السيد عبدالله الأنصاري مدير معرض الدوحة الدولي الرابع والعشرين للكتاب خلال تصريحه لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن النسخة الثالثة والعشرين للمعرض في العام الماضي قد شهدت مشاركة كوكبة كبيرة من الكتاب والمفكرين العرب في مختلف المجالات، إلا أنه أكد أن ادارة المعرض هذا العام عمدت إلى تسليط الضوء على مشاركة الكتاب والمبدعين القطريين في مختلف المجالات لفتح الباب أمام ابداعاتهم المتنوعة، بالمشاركة في ندوات ناقشت أدب الطفل والتراث الشعبي القطري وكذا الأمسيات الشعرية، بجانب فعاليات الصالون الثقافي وجناح وزارة الثقافة اللذان احتضنا حفلات التوقيع التي حضرها سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث بنفسه، لعدد كبير من الكتاب والشعراء والمبدعين القطريين وذلك من أجل تشجيعهم على مزيد من العطاء والابداع.
وأضاف أن ادارة المعرض هذا العام ارتأت أن تركز في الندوات المختلفة على الجانب الثقافي والفكري، وذلك بناء على طلب المثقفين أنفسهم، حيث لوحظ العام الماضي أن الندوات قد ركزت على الوضع السياسي في الدول العربية خاصة دول الربيع العربي والتي شارك فيها عدد كبير من المفكرين والمحللين والكتاب الصحفيين من مختلف الدول العربية، مستبعدا تماما امكانية تأثير "السياسة" على "الثقافة" والكتاب، حيث تعتبر "الثقافة" هي اللغة التي توحد بين الشعوب.
وقال إن النسخة الحالية استضافت بجانب المشاركة القطرية، عددا من المسؤولين والكتاب والشعراء العرب، منهم على سبيل المثال وزير الثقافة المغربي السابق بنسالم حميش، والشاعر اللبناني شربل داغر، والكاتب الجزائري واسيني الأعرج والدكتور خالد عزب مدير ادارة الاعلام بمكتبة الاسكندرية وغيرهم، لافتا إلى ضرورة أن يقدم معرض الدوحة للكتاب كل عام مواضيع تختلف عن الأعوام السابقة وذلك للتنويع وفتح المجال لمشاركة المهتمين في مجالات الحياة كافة.
وأعرب السيد عبدالله الأنصاري عن سعادته باهتمام المثقفين الدوليين بالمشاركة في هذه النسخة، والتي شهدت حفل توقيع كتاب "الشجاعة هذه الفكرة الرائعة" للكاتبة الفرنسية الكبيرة سيجولان رويال، وكذا زيارة سعادة السيد إيد فايزي، وزير الثقافة البريطاني، الأمر الذي يؤكد على التقدير الدولي لمعرض الدوحة للكتاب وكذلك يعكس المكانة العالمية التي تتبوأها دولة قطر على الصعيد الثقافي والأدبي.
كما أشاد بالنشاط "المتميز" الذي أقامه جناح "قطر - المملكة المتحدة 2013" الذي نظم بدوره فعاليات متنوعة ، كان أبرزها ندوة الترجمة والتي شارك فيها قرابة 40 كاتبا ومترجما من أمريكا والسويد والنرويج والدنمارك وبريطانيا ومصر ودول أجنبية وعربية مختلفة، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة - ضيف شرف النسخة الرابعة والعشرين لمعرض الدوحة للكتاب- قد نجحت في أن تؤكد على عمق العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط بين كل من دولة قطر والمملكة المتحدة في مجالات الثقافة والفنون.
وأضاف أن من الفعاليات الجديدة التي ميزت نسخة العام 2013 جناح مهرجان أدب الطفل الأول، الذي احتضن قرابة 400 فعالية مختلفة خلال أيام المعرض العشرة والتي استقطبت عددا كبيرا من الزوار، خاصة الأطفال، وكذلك مسابقة الكاريكاتور العربي ومسابقة القصة القصيرة التي تنظمها ادارة المطبوعات والنشر بوزارة الثقافة، ومسابقة فودافون الأدبية وكذا فعاليات الصالون الثقافي المختلفة.
تنظيم نسخة استثنائية ومميزة للعام القادم 2014
ونوه السيد عبدالله الأنصاري مدير معرض الدوحة الدولي الرابع والعشرين للكتاب في تصريحه لـ /قنا/ بأنه يتم الآن الاستعداد للدورة الخامسة والعشرين من معرض الدوحة الدولي للكتاب والتي سيتم من خلالها الاحتفال باليوبيل الفضي، مشيرا إلى أن هناك توجيهات من سعادة الدكتور حمد عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث بتنظيم نسخة استثنائية ومميزة للعام القادم 2014.
وقال إن الدورة الخامسة والعشرين والمزمع انطلاقها خلال الفترة من 3 إلى 13 ديسمبر من عام 2014 المقبل، والتي ستحل فيها البرازيل ضيف شرف، ستشهد فعاليات عالمية تسلط الضوء بشكل أكبر على المفكرين والأدباء العالميين الحاصلين على جائزة نوبل للأدب، مضيفا أن وزارة الثقافة ستعمل خلال الفترة المقبلة على التنسيق مع المسؤولين في السفارة البرازيلية بدولة قطر لاستضافة كبار الكتاب والأدباء البرازيليين المشهورين منهم على سبيل المثال الروائي والكاتب العالمي البرازيلي باولو كويلهو صحاب رواية "الخيميائي" التي ترجمت لأكثر من 60 لغة مختلفة، وبيعت منها أكثر من 60 مليون نسخة في 150 بلدا، مما جعلها تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر كتاب مترجم لمؤلف على قيد الحياة.
يذكر أن معرض الدوحة الدولي الرابع والعشرين للكتاب الذي أقيم خلال الفترة من 4 إلى 14 ديسمبر الجاري، قد شاركت فيه 360 دار نشر من 29 دولة عربية وأجنبية شغلت حوالي 790 جناحا.
وتضمن المعرض الذي حلت فيه المملكة المتحدة ضيف شرف هذا العام، أجنحة خاصة لناشري كتب الأطفال وبلغ عددها 59 جناحا، بالاضافة لأجنحة خاصة لناشري الكتب الأجنبية وتبلغ 29 جناحا، فيما شاركت أجنحة شركات الحاسبات الألكترونية بـ 17 جناحا.
كما صاحب المعرض عدد من الفعاليات التي نظمتها وزارة الثقافة والفنون والتراث لأول مرة هذا العام منها "الصالون الثقافي" و "التاريخ الشفهي لدولة قطر"، بجانب "مهرجان كتاب الطفل الأول"، الذي يهدف إلى تعزيز مكانة أدب الطفل وكتابه في الحاضر والمستقبل، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والدينية والفنية والأدبية بمشاركة عدد من المفكرين العرب والأجانب، إلى جانب كبار الشعراء والأدباء على مستوى الوطن العربي.
وتضمن الدليل الورقي لهذا العام الذي تصدره دار الكتب القطرية 21814 عنوانا للكتب العربية و5837 عنوانا للكتب الأجنبية بمجموع 27651 عنوانا وهي العناوين الواردة بقوائم الناشرين التي صدرت منذ عام 2011، كما تضمن القرص المدمج "سي دي" الذي تصدره دار الكتب القطرية جميع العناوين التي وردت بقوائم الناشرين بصرف النظر عن تواريخ نشرها، وتبلغ 70430 عنوانا باللغة العربية و14315 عنوانا باللغات الأخرى بمجموع 84745 عنوانا.
واللافت في النسخة الرابعة والعشرين لمعرض الكتاب هذا العام أنه أتاح دليلا للمعرض على الموقع الالكتروني لمعرض الدوحة الدولي للكتاب www.dohabookfair.com.
أرسل تعليقك