القاهرة - أ.ش.أ
أكد الشاعر جمال القصاص أن الثقافة المصرية أخفقت على مدار ثلاث سنوات في أن تلتحق بقطار الثورة ، سواء في محطتها الأولي في 25 يناير 2011، أو في محطتها الثانية في 30 يونيو 2013.
وأضاف القصاص - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن الثقافة لم تستفد من فعل ثوري استثنائي على مدار تاريخها الطويل ، فبرغم أنها استطاعت أن تواجه من خلاله وبقوة محاولة أخونتها ، وهو ما انعكس في اعتصام الكتاب والمثقفين والفنانين والشعراء في وزارة الثقافة ، واحتلالها على مدار نحو أربعين يوما ، ومنع الوزير الإخواني من الجلوس على مكتبه ، حتى تمت الإطاحة به ضمن الإطاحة بحكم الإخوان ، إلا أن أحدا لم يفكر في استثمار ذلك وتنميته ، ليتحول إلى معول تغيير ينعكس على العمل الثقافي ، سواء في نطاقه الرسمي أو في خارج هذا النطاق.
وأوضح أنه مع فشل الجماعة الثقافية في اختيار وزير ثقافة بحجم وقامة هذا الحدث ، يدرك أهمية الثقافة ويسعى إلى دفعها كقوة تغيير حقيقي في المجتمع ، وبتولي الدكتور صابر عرب حقيبة الوزارة للمرة الثالثة في غضون عامين ، أصبح الحديث عن ثورة ثقافية ، مجرد أضغاث أحلام ، ومظلة كرتونية كالحة للتمويه على فساد الثقافة نفسها ، وإعادة إنتاج هذا الفساد عبر آليات وشعارات جوفاء تتمسح بالثورة وتغازل النظام الحاكم ، ليبقى السيد الوزير في منصبه ، وتبقى معه جماعات المصالح والولاء طيعة وأليفة ، لا تعدم حيلة في تدجين الكرنفالات والمهرجانات الفارغة من أي معني أو قيمة ثقافية حقيقة ، اللهم تجميل الوجه القبيح لمؤسسة وزارة الثقافة.
وتساءل : ما الذي تغير في الثقافة المصرية خلال هذه السنوات الثلاث من عمر الثورة.. ثقافة من التي تروج لها مؤسسات وزارة الثقافة، وما هي الدماء الجديدة التي سرت في شرايين المسرح والسينما والموسيقى وحركة النشر وقنوات التواصل والإبداع ؟ لا شيء، حيث لا يزال الحراك المجتمعي في ناحية ، وحركة الثقافة في ناحية أخرى ، بل إن مؤسسة مثل الثقافة الجماهيرية ، لا أحد يشعر بها في القرى والنجوع ، برغم أنها تمتلك أكثر من خمسمائة بيت وقصر ثقافة في طول البلاد وعرضها.
واختتم بقوله : لذلك كله أرى أنه ينبغي إعادة النظر في هيكلة الثقافة المصرية برمتها ، بدءا من اختيار وزير الثقافة نفسه ، ومراجعة الأدوار التي تقوم بها الكثير من المؤسسات الثقافية وجدوى وجودها من عدمه ، ومحاسبتها وفق أسس ومعايير علمية صحيحة ، بعيدا عن توازنات المصالح والمنافع الشخصية الانتهازية الضيقة ، والاستخفاف بالثقافة كقوة تغيير، والاستعلاء على سياقاتها المتمردة والمستقلة ، سواء داخل المؤسسة الثقافية الرسمية نفسها ، أو خارجها.
أرسل تعليقك