عمان ـ بترا
على بعد يزيد عن الفي متر من موقع عماد السيد المسيح بدأ وفد سياحي من الصين زيارته لموقع المغطس، وتحديدا من دير روتوريوس الذي انطلق منه يوحنا المعمدان لتعميد المؤمنين كما شكل نقطة لقائه مع النبي عيسى عليه السلام.
ومن هذه النقطة تطل على الزائر مجموعة كنائس يزخر بها موقع المغطس يصل عددها الى نحو 13 كنيسة وديرا أهمها كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بندكتس خلال زيارته الى المملكة في العام 2009.
ويقول مساعد مدير هيئة المغطس المهندس رستم مكجيان ان اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني والهاشميين بالحفاظ على المقدسات المسيحية يؤكد رسالة الاردن في دعم السلام والمحبة بين الشعوب، ويدلل على أجواء التسامح ويشكل أنموذجا للتعايش الديني بين اتباع الديانات السماوية.
يشار الى ان فريقا اثريا اردنيا قام باعمال الحفريات الاثرية في موقع المغطس، حيث تم اكتشاف 11 موقعاً اثرياً تعود الى معمودية السيد المسيح عليه السلام والمتمثلة بالاديرة، الكنائس، قاعات الصلاة، برك التعميد، كهوف الرهبان، ومحطة للحجاج، وقد اعتمدت الحفريات الاثرية آنذاك على ثلاث ركائز، وهي ما ورد في الكتب السماوية المقدسة بشقيها العهدين القديم والجديد.
ويلفت مكجيان الى ان هذه المنطقة كانت منذ الازل تشكل حاضنة لاتباع الديانات السماوية، ولا ادل على ذلك من الكنيسة التي بنيت في موقع عماد السيد المسيح على نهر الاردن حيث تعرضت للهدم جراء العوامل الطبيعية لاربع مرات متتالية، واعيد بناؤها ثلاث مرات منها خلال الفترة الاسلامية.
ووضعت هيئة موقع المغطس اللمسات الاخيرة على استعداداتها لاستقبال قداسة البابا فرنسيس الذي سيزور المملكة في الرابع والعشرين من شهر أيار المقبل والتي تعتبر الرابعة من نوعها على مدى نصف القرن الماضي.
ومن عبارة كتبت في موقع عماد المسيح للمغفور له الملك الحسين بن طلال "الارث ملك الانسانية"، ينطلق مكجيان لتوضيح منطلق الهاشميين في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية، حيث تعتبر تلك المواقع ملكا لكل انسان على الارض كونها تجسد تاريخا من الحضارات وليست ملكا لاحد او فئة بعينها.
وفي موقع العماد، يسرد مكجيان أمام مجموعة من السياح تاريخ المنطقة، مشيرا الى ان السيد المسح عليه السلام انطلق في رسالته من هذه الارض المباركة ارض الانبياء، لينشر المحبة والسلام بين الجميع ولا زالت هذه الارض في الوقت الحالي تنادي برسالته وتدعو دول العالم الى الالتقاء على "كلمة سواء".
وتقول جوليا التي قدمت من المملكة المتحدة لزيارة موقع المغطس انها قدمت في رحلة للاطلاع على الارث الانساني بالاردن، ووجدت ان هذا الارث من التسامح انعكس ايضا على طبيعة سكان المنطقة جراء ما لاقته من ترحيب منذ بدء جولتها السياحية في المملكة.
تيها راجا الكندي من اصل سيرلانكي الذي قدم حاجا الى المغطس والاراضي المقدسة، يعبر عن سعادته وتوفر الفرصة له للقيام بهذه الزيارة، حيث قال "قدمت حاجا الى الاراضي المقدسة وكان جانبا من زيارتي مخصص للسياحة والاطلاع على المواقع المسيحية الدينية في المملكة" والتي ينوف عددها عن الخمسين موقعا.
وعرض المطران سليم الصايغ في كتابه الصادر حديثا بعنوان "الاثار المسيحية في الاردن" لاكثر من خمسين موقعا تتوزع في مناطق المملكة المختلفة من شماله وحتى جنوبه، منها ما هو مدرج حاليا على الخارطة السياحية في المملكة والجزء الاخر يحتاج الى مزيد من الترويج لترسيخه على خارطة الحج المسيحي في الاردن.
ويقول الدكتور ابراهيم لويس من جمهورية مصر العربية الذي قدم حاجا وزائرا الى موقع المغطس "ان الزيارة اعادتني الى ما قبل الفي عام وجعلتني استذكر رسائل الانبياء وكفاحهم من أجل نشر قيم العدالة والتسامح والسلام انطلاقا من هذه الارض المقدسة".
أرسل تعليقك