أبوظبي ـ وكالات
"كيف نتلو الشعر والدم نازف من المقلة؟/ كيف نضخك وابتساماتنا / تسيل منها مرارات/ كيف نحيا برائحة الموت والموتى عابرون؟".
مقطع معبر عن الكثير من الأوضاع الأليمة التي نعيشها في عالمنا العربي، الذي تحولت نسائمه الربيعية إلى عواصف كبرى.. عبرت عنه الشاعرة "الإماراتية" الميلاد، مصرية الهوى "ميسون صقر"، في مختاراتها الجديدة "رغوة القلب الفائضة"، والتي صدرت مؤخرا عن "الهيئة العامة لقصور الثقافة"، ووقعتها بالأمس بحضور نخبة من الشعراء والكتاب والمبدعين المصريين والعرب، في مقهى "ريش" العريق.
وبدأت الإحتفالية بكلمات لنخبة من الشعراء والنقاد، وأدارها الكاتب والروائي المصري "وحيد الطويلة"، مؤكدا أن ميسون صقر مبدعة تتنقل على مدى عمرها الإبداعي بين الفنون الإبداعية المختلفة بين الفن التشكيلي، والشعر، والرواية، والشعر العامي أيضا.
أما الشاعر الكبير "جمال القصاص" فأشار إلى أن:" ميسون صقر؛ حالة من التفاؤل، كان لي أن أتتبع مسارات حياتها الفنية المتقاطعة، في الشعر، أو العامية المصرية، أو الفن.. و فكرة الحرية تراوغ في كل هذه التقاطعات الإبداعية".
الشاعر والروايئ صبحي موسى مدير إدارة النشر نوه إلى أن المختارات فكرة مميزة، فإذا كان من الصعب تقديم 10 دواوين أو أكثر للجمهور، فيمكن التعامل مع ذلك عبر المختارات، فميسون مبدعة ذات وجوه إبداعية كثيرة، تطرق باب الشعر، وتذهب للعامية، والرواية، وكذا التشكيل".
ويوضح أن المختارات هي أشبة برسالة شبه مكتملة، اختارت فيها قصائد قريبة من بعضها، لتقدم رسالة للقاريء فهم مشروعها بشكل عام، وتجعله يتفاعل معها، فركزت على أجزاء تقدم حالة اشتباك مع القاريء/، مقدمة شكل مشروعها الشعري.
وبدوره يشير الشاعر والناقد د.شوكت المصري:" ميسون صقر هي شاعرة مصرية تحمل الجنسية الإماراتية، فاجأتني عندما قرأت شعرها العامي".
أما د.محمد بريري رئيس سلسلة "آفاق عربية" التي صدرت عنها المختارات فيوضح أن "ميسون صقر" كانت ترفض أن تنمشر لها المختارات في السلسلة لأنها تعتبر نفسها مصرية، ويشير إلى أن ميسون تحدثت عن اللحظة الراهنة في المختارات بشكل وكأن (مصر تتحدث عن نفسها) في قصيدة "كيف أصف"، مؤكدا على أن الشعر ليس ترفا في اللحطة الحالية، بل ارتقاء بالذوق في وقت يشهد المجتمع تدنيا كبيرا.
القاص أسامة كمال يقول:"الاختيار للديوان وصلت فيه ميسون لدرجة تعاملت فيه وكأنه ديوان متسق بذاته عبرت فيه عن مراحل تجربتها به، لتحمس القاري أن يعود للدواوين ويقرأها".
ويقدم الشاعر "فتحي عبدالله" قراءه متكاملة لمسيرة ميسون صقر الإبداعية، والتي تعرف إليها عن قرب، عبر دواوينها الشعرية التي بدأتها بميل إلى شعرية الأشياء، وتمر لتصل إلى تجربتها الأخيرة مع ديوانها جمالي في الصور.
كما قدم الشاعر والمترجم محمد عيد إبراهيم، والناقد د.محمد السيد اسماعيل قراءات وشهادات حول ميسون صقر ومختاراتها الأخيرة.
وفي الختام أعربت ميسون عن شكرها للدكتور "محمد بريري" رئيس السلسلة، وهيئة قصور الثقافة، لأنه أصر على أن يصدر لها عمل، رغم أنها ترى أنها مصرية ومتواجدة في الساحة المصرية وكان رأيها أن تترك المجال لآخرين.
وأضافت:" أنا ممتنة للوسط الثقافي المصري الذي علمني وثقفني وطورني و جعل مني هذه الشاعرة والإنسانة، التي لولا خروجها من بؤرة صغيرة في الوطن العربي إلى هذه البؤرة الكبيرة، بكل صخبها ونزاعاتها وحركتها، من مكان هاديء إلى مكان مليئ بالكثير والكثيبر من الوعي والثقافة والمنافسة، والاصرار على أنه لابد أن يكون داخل البؤرة، وحتى فكرة الخروج إلى ان تكون مصريا، وهو ما طورتها الثورة، التي أمتن لها كثيرا".
ودعت إلى إصدار وثيقة لإدانة الأحداث الأخيرة، يصدرها كتاب ومبدعين، معربة عن امتنانها وشكرها للأصدقاء الذين عرفتهم ورافقتهم خلال هذه الفترة الممتدة.
وقد حضر الاحتفال نخبة كبيرة من المبدعين من بينهم: الشاعرة فاطمة قنديل، الروائية الليبية رزان نعيم المغربي، الشاعرة السورية رشا عمران، القاص أسامة كمال، الروائي سعيد نوح، الشاعر علي عطا، الشاعر محمد الحمامصي، الشاعرة عزة حسين.
أرسل تعليقك