عمان ـ بترا
واصل المؤتمر الدولي الاول "الطريق الى القدس" اعماله اليوم الاثنين، وعقدت الجلسة المسائية الاولى تحت عنوان "اظهار الاهمية الدينية للمسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية التهويدية للقدس".
وقال وزير شؤون القدس بدولة فلسطين عدنان الحسيني، إن نصرة القدس تحتاج الى دعم عربي واسلامي غير محدود، وأن ما ينفذ في القدس من مخططات مستمرة ومتصاعدة للاحتلال من شأنها العمل على تهويد القدس بشكل نهائي، وواقع القدس ديموغرافيا وجغرافيا يتغير يوما بعد يوم.
وحذر من السياسة الممنهجة للسيطرة على الاراضي وهدم البيوت وسحب الهويات والتهجير الممنهج وعزل القدس، بالاضافة الى الضغط الاقتصادي الهائل والضرائب الباهظة التي تجعل من الحياة غاية في الصعوبة مع تغريب للثقافة وتغيير المصطلحات واغلاق مستمر للمؤسسات الفلسطينية بكل تخصصاتها، مطالبا الامتين العربية والاسلامية بمواقف سياسية ثابتة تجاه اسرائيل فيما يتعلق بالمقدسات والارض على حد سواء.
وقال رئيس مجلس الاوقاف الاسلامية رئيس المحاكم الشرعية في القدس عبدالعظيم سلهب،ان مدينة القدس تمر في اخطر مرحلة من مراحل الصراع على هويتها لأن الاحتلال الاسرائيلي الذي مضى عليه عقود من الزمان يمعن في طمس هويتها العربية والاسلامية بعد ان مارس ضم المدينة بقرار رفضته دول العالم، كما عمل على عزل القدس عن محيطها الفلسطيني واكمل بناء الجدار العنصري الذي صيّر احياء عديدة خلف الجدار.
ودعا سلهب علماء الامة ومفكريها وقادتها لنصرة الاقصى لانه امانة في اعناق الجميع، وللعلماء دور طليعي في خدمة دور الامة، مؤكدا ان القدس ستبقى عربية اسلامية مهما طال ليل الاحتلال.
وأكد مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني، خلال الجلسة التي ادارها الداعية الاسلامي المعروف الدكتور عمرو خالد، البعد الاخلاقي في بناء امة قادرة على استرجاع القدس ورفع الاحتلال عنها، مشيرا الى اهمية التغيير الاخلاقي الذي يبدأ بالتربية العقلية والفكرية والادبية والسلوكية من داخل كل انسان في العمل والتعاون مع الاخر.
وقارن القباني بين اخلاق المسلمين في حروبهم وكيف قاموا بفتح بيت المقدس وبين اخلاق الفرنجة يوم احتلالهم للقدس عندما قتلوا من ابنائها سبعين الفا، مشيرا الى عدد من الاحاديث النبوية التي تحث على مكارم الاخلاق ومنها الحديث النبوي الشريف "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق".
وثمن النائب البحريني عادل معاودة المواقف الاردنية المشرفة تجاه القدس والمقدسات الاسلامية في فلسطين، والدعم الكبير الذي تقدمه القيادة الاردنية والشعب الاردني من دعم صمود المقدسيين في مواجهة سياسات الاستيطان والاحتلال، مؤكدا اهمية دعم الاردن ماليا وسياسيا، ليتمكن من الاستمرار بالقيام بهذا الدور، خاصة في ضوء موجات اللاجئين التي يستقبلها بين الحين والاخر بسب الاحداث والاضطرابات من حوله.
وفي الجلسة الثانية التي ادارها الشيخ عزام الخطيب التميمي، اشار وزير الاوقاف الاسبق الدكتورعبد السلام العبادي الى الاستدلالات التي تدعو لشدّ الرحال الى المسجد الاقصى، وزيارته في جميع الظروف، ومن بينها احاديث نبوية، مبينا ان العلماء لم يفتوا بمنع شد الرحال الى الاقصى في فترة الاحتلال الصليبي، وغيرها من الاستدلالات التي تدعم موقف من يدعون لزيارة المسجد.
ولفت إلى الجهود التي تبذلها وزارة الاوقاف، بمتابعة حثيثة من جلالة الملك عبد الله الثاني، بدعم المقدسات والاوقاف الاسلامية في القدس الشريف وسائر الاراضي المحتلة، بتعيين الأئمة والوعاظ والخطباء والحراس ودعم بناء المساجد والكليات الجامعية واحياء التراث والمحافظة على الاوقاف والاثار الاسلامية والمخطوطات وكشف خطط الاحتلال لتهويد المدينة على المستوى العربي والاسلامي والدولي.
اما رئيس جمعية العلماء في العراق الدكتور احمد الكبيسي، فقد اكد ان "استرجاع القدس وعد الهي تحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قبل اكثر من الف عام"، مشيرا الى الاحداث الاخيرة التي ستقع ومن بينها "المعركة بين المسلمين واليهود كاحدى علامات الساعة".
وتناول رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية "مؤسسة باسيا" القدس، الصعوبات والتحديات التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي على المقدسيين وأهمها تقسيم الاراض الى كنتونات وبناء المستوطنات وجدار الفصل العنصري والاغلاقات والحصار واجراءات التهويد، مطالبا بايجاد مفوضية توحد جهود جميع العاملين من اجل القدس.
واكد النائب الليبي محمد عبد النبي بقي، ان قضية القدس هي قضية كل العرب والمسلمين ويجب التنبه للمخاطر الجسام التي تحيق بها،مشددا على اهمية توحيد الجهود العربية والاسلامية ورص الصفوف للوقوف امام مخططات تهويد المدينة.
أرسل تعليقك