بيروت ـ ننا
ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، برعاية مجلس أساقفة زحلة والبقاع، وبمناسبة إعلان قداسة البابا يوحنا بولس الثاني والبابا يوحنا الثالث والعشرين، قداسا إلهيا في مقام سيدة زحلة والبقاع شارك فيه ممثل المتروبوليت اسبيريدون خوري الأرشمندريت تيودور غندور، رئيس الجمعية اللبنانية للبيئة والصحة الدكتور فؤاد خوري، ولفيف من الكهنة والراهبات وعدد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى درويش عظة ضمنها شهادة حياة عن علاقته المميزة بالبابا القديس يوحنا بولس الثاني، وشاركه الشهادة أيضا 3 أشخاص تأثروا به، وقال: "أيها الأحباء، اليوم الكنيسة، لا بل العالم بأسره يفرح بإعلان الكنيسة الكاثوليكية البابا يوحنا الثالث والعشرين والبابا يوحنا بولس الثاني قديسين جديدين في الكنيسة. ونفرح أيضا مع الكنيسة لأننا عرفنا البابا يوحنا بولس الثاني، رأيناه في لبنان ورأيناه يجوب العالم، يبشر برسالة الكنيسة. ورأيناه مع الشباب والعائلات والصغار والمرضى، وليس هناك من شعور أجمل من أننا عاصرنا قديسا".
أضاف: "سأعطيكم بعضا من خبرتي في مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني. كثيرون يعرفون أني ارتسمت مطرانا في كاتدرائية سيدة النجاة في 11 أيار 1996، والبابا أصر علي مرتين أن أقبل بأن أكون مطرانا على أوستراليا. وفي اليوم الثاني لرسامتي، كنت أتقبل التهاني في صالون المطرانية، فتلقيت اتصالا من الفاتيكان مفاده أن البابا يوحنا بولس الثاني يريد مقابلتي. انطلقت إلى روما بعد يومين، واستقبلني قداسته في مكتبه، وكان فاتحا خارطة أوستراليا. وبعد الحديث قال لي، هنا ستكون، والى هناك ستسافر، وهناك ستتعب وستعمل، وشرح لي كل الرسالة في أوستراليا. وقلت له، يا أبت الأقدس صلي لأجلي لكي أكون رسولا وراعيا، وأنا أكيد أن صلاتك سترافقني. وبالفعل، صلاة يوحنا بولس الثاني رافقتني. وبعد سنتين من وجودي كمطران في أوستراليا، زرت مع إخوتي المطارنة الأوستراليين الفاتيكان لمدة شهر، حيث التقينا البابا يوميا خلال زيارة تسمى "اتليمينا"، حينها كان البابا بدأ يظهر عليه العجز، وكان يجد صعوبة في الصعود على الدرج - 3 درجات - لترؤس الإجتماع، فكان كل يوم يتعكز على كتفي للصعود، ويعيد الكرة خلال نزوله في نهاية الإجتماع".
وتابع: "هذه خبرة جميلة جدا، فاليوم فرحتي كبيرة جدا، لأني عاصرت اكثر من مرة واكثر من لقاء هذا البابا القديس. ومنذ اللحظة الأولى التي التقيته بها رأيت نورا يشع من وجهه وحياته أثر في كثيرا. وكانت دائما رسالتي سواء في أوستراليا او اليوم في زحلة تنبع من محبة هذا البابا لي، تنبع من صلاته وتشجيعه الدائم لي، كنت اشعر كأني ابن له، وعندما كان يلتقيني كان يمد يده الي وينظر في عيني ويشجعني بشكل متواصل".
وأردف: "اليوم، أنا سعيد بأن أتشارك معكم هذه الخبرة، هذه الأفكار البسيطة، ولن أسرد لكم خبرتي الكاملة مع قداسته، ربما التاريخ يذكرها لاحقا في مقالات أو كتب، ولكن اليوم أطلب منكم أن تصلوا وتطلبوا شفاعة البابا يوحنا بولس الثاني، وأنا أكيد انه سيكون معكم، فاطلبوا شفاعته لكي يكون مع لبنان ويعطينا السلام، يعطي السلام في لبنان وسوريا والأردن وفلسطين ومصر وفي كل العالم، فنحن في حاجة الى السلام، والبابا الذي هو رسول سلام يستطيع أن يعطينا إياه".
واشار الى ان "البابا يوحنا بولس الثاني هو رجل كاريزما، اتكل على الروح القدس الذي كان يعمل فيه، فكل واحد منا عليه ان يكون رجل كاريزما يتكل على الروح القدس لكي يعمل فيه. إن البابا يوحنا بولس الثاني كان بابا العائلة، ففي أكثر من رسالة توجه إلى العائلة ودافع عنها ودعانا إلى التمسك بالعائلة، لأنها أساس الكنيسة والمجتمع".
ولفت الى ان "البابا هو بابا الشباب والسلام، عمل ليلا نهارا من أجل السلام في العالم، وخصوصا في روسيا وأوروبا الشرقية وإفريقيا. لقد عرف ببابا الفقراء، كما عرف ببابا العذراء، وكان متعبدا جدا لمريم العذراء، يكرمها بشكل دائم، وهو دعانا الى تكريمها لأنها تقودنا الى المسيح. إن البابا يوحنا بولس الثاني أسس عيد الرحمة الإلهية، ونطلب منه اليوم أن يكون مع كنيستنا ليوحدنا كزحليين وبقاعيين، ولنكون شهودا لوحدة يسوع المسيح".
أما عن البابا يوحنا الثالث والعشرين فقال درويش: "إن الباب يوحنا الثالث والعشرين زار لبنان ككاردينال، كان كبيرا في العمر وانتخب بابا بالصدفة، لكنه أدهش العالم بعد انتخابه. لقد أدهش العالم عندما أعلن دعوته إلى المجمع الفاتيكاني الثاني، فهذا المجمع الذي غير وجه الكنيسة، نقل الكنيسة إلى الألف الثاني والثالث، إلى المستقبل، وما زلنا نتمتع نحن في الفكر اللاهوتي، وفي الفكر الانفتاحي في الكنيسة بفضل البابا يوحنا الثالث والعشرين. لقد شرع أبواب الكنيسة، ودعا إلى فتح نوافذها. إن الكنيسة كانت منطوية ومنغلقة على ذاتها، ومع البابا يوحنا الثالث والعشرين أصبحت هناك علاقات بين الكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية، وعلاقات مع المسلمين واليهود والبوذيين. وانطلقت الكنيسة لتبشر كل العالم لكي يكون المسيح حاضرا في كل المحافل العالمية".
وأعلن درويش عن "بناء مزار خاص بالبابا يوحنا بولس الثاني، مقابل مزار القديسة ريتا".
وتحدثت غادة مشعلاني عن تجربتها مع بابا الشباب يوحنا بولس الثاني، وخصوصا من خلال مشاركتها في الأيام العالمية للشباب التي أطلقها.
وأشارت لارا الجلاد في الكلمة التي ألقتها باسم "الشبيبة الطالبة المسيحية" إلى "أن الشبيبة اتخذت البابا يوحنا بولس الثاني شفيعا لها خلال السنتين الماضيتين"، لافتة إلى "جملة قالها البابا القديس متوجها الى الشباب: أعزائي الشباب، اتبعوا الله على غرار التلاميذ الأولين، لا تخافوا أن تدنوا منه وتجتازوا عتبة بيته، تحدثوا اليه وجها لوجه، كما لو كنتم تتحدثون الى صديق، وهذا ما ننفذه حاليا في الشبيبة الطالبة المسيحية".
من جهته، تحدث أسعد بشارة عن "تأثير البابا يوحنا بولس الثاني على رسالته، كونه ملتزما العمل في الرعايا وفي العديد من الجوقات والعمل مع الشبيبة لكي يكونوا رسلا في رعاياهم".
وذكر بالجملة الشهيرة التي تكررت خلال زيارة البابا يوحنا بولس الثاني للبنان ولقائه مع الشبيبة في حريصا: you love We 2 Paul Jean".
وبعد القداس، انتقل الحضور حاملين الشموع الى أمام مقام سيدة زحلة والبقاع، حيث تلا المطران درويش صلاة طلب النعم من القديس يوحنا بولس الثاني.
وأزيحت الستارة عن تمثال نصفي للقديس يوحنا بولس الثاني وسط تصفيق الحضور، والتراتيل التي اعدت خصيصا للمناسبة".
ويشار إلى ان التمثال هو من مادة البرونز من توقيع الفنان بيار كرم، وقدمته لجنة المقام.
أرسل تعليقك