بيروت ـ ننا
أحيت ثانوية البرج الدولية C.I.B مهرجان الربيع السنوي التاسع عشر،في قاعة الاحتفالات في برج البراجنة، برعاية وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر وحضوره، كما حضر حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والاكاديمية والامنية وفاعليات المنطقة وأهالي الطلبة.
وقد اختارت ثانوية C.I.B شعار مهرجانها لهذا العام "اتحادنا قوة للوطن"، وتخلله عروض مسرحية وأغان وطنية ورقصات ودبكة، وكعادتها في كل عام كرمت الثانوية مجموعة من المميزين ووجهت تحية للفنان الراحل وديع الصافي ممثلا بنجله جورج الذي تسلم درع والده. كما كرمت الدكتورة نائلة طبارة نائب رئيس مؤسسة "أديان" والزميلة نوال بري.
استهل المهرجان بالنشيد الوطني وبكلمة ترحيبية من مجلس ادارة الثانوية ألقاها مدير الثانوية مفيد الخليل، الذي بدأها بكلمة وجدانية للزميل الشهيد حمزة الحاج حسن وقال: "في هذا اليوم، تركنا دموعنا يا حمزة على قارعة عينيك علنا نشارك عصافير قريتك في حزنها على ملاك فقد كلامه في زحمة الاقلام المأجورة، وعلنا ايضا نستطيع ان نحتشد خلف تلك المناديل التي تخفي دموع المحبين.
حمزة ورفاقك زرعتم أنفسكم والحصاد آت: الكلمة الحرة".
أضاف: "في مهرجان الربيع التاسع عشر، احتارت قلوبنا بين نيسان والنسيان، فأبت إلا ان تبوح بسرها علنا نغسل بعض القهر ونضمد جروح ما حمله نيسان لذاكرتنا التي وان تجرعت حبوبا للنسيان، تبقى تلك الذكرى الأليمة للحرب الأهلية تربطها بحبل يمتد الى ما قبل أربعين عاما، فها نحن من جديد، بعد الطعنة الاربعين، نجتمع بفكرة ربيعية تقف فيها كلماتنا وأفعالنا على أعتاب الحكمة الوطنية عند مسرح تفوح منه رائحة أرز لبنان.
ها نحن من جديد نتسلل من خلف أطلال الزمان الكسيح لنمشي على جسر من معجزة يأخدنا الى حين ينتمي لبنان، الى قطع سماوية ليست موجودة على الارض.
فنحن في لبنان قد خيرنا بين الانتصار والإنكسار، فاخترنا الإصرار، اخترنا الإصرار على محو آثار الجروح التي ألمت بنا، الإصرار على توجيه رسالة محملة بغيم بلادنا، ومطر بلادنا، الى من يريدون زرع الكره في نفوسنا، بان هناك شيئا يبقى دائما متوهجا في قلوبنا، مزروعا في جباهنا ومحفورا في مصيرنا، هو وحدتنا، ووقوفنا صفا واحدا في مواجهة ما يسعون اليه من تقزيم لهذه الجنة التي نعيش على سطحها.
وكلنا نعلم ان بناء الأوطان، يبدأ من التربية على المواطنة السليمة في المؤسسات التربوية، حيث اننا في هذه المؤسسة،آلينا على أنفسنا إلا ان نكون جنودا في حملة الإرتقاء بالوطن الى مصاف الرسالات السماوية، ومن هنا نناشد جميع المؤسسات التربوية، العمل على زرع بذور حب الوطن في نفوس أبنائنا، لنصل وإياكم الى مجتمع يؤمن بمكنون كلمة وطن، ومفهوم كلمة مواطنة، ويكون قادرا على تقبل الآخر، دونما النظر الى طائفته او مذهبه".
وختم: "ان هذا العمل المسرحي الذي سنعرضه، إنما هو لنقول لمن يحاول ان يعيد تلك الذكريات المؤلمة، كفاكم تلصصا خلف ظلام نوافذنا، فنور لبنان لن ينطفىء ولن يكون ساحة لتجاذباتكم المقيتة فعذرا ايها السادة، لن يخوض لبنان معركة الحزن ثانية وسيبقى أكبر من خبث الحروب، سيبقى حيا بدعاء أمهاتنا وسواعد أبنائنا، وهمة رجالنا الشرفاء، ولن يستعمره اليأس ثانية. فلبنان أكبر من ان يموت، وأكبر من ان يكون رهينة لأهوائكهم، ولن يستعمر لبنان مرتين".
ثم تحدث الوزير زعيتر فقال: "بداية أتوجه بالشكر الى ثانوية البرج الدولية، ادارة واساتذة، الذين رعوا ويرعون أجيالنا، على سبيل العلم والمعرفة والقيم. هذه المؤسسة التي أرادها مؤسسها وصاحبها صرحا علميا وثقافيا يلبي احتياجات ابناء الوطن في مختلف مجالات العالم والمعرفة، فأطلت لتنفرد بدور يلبي مطالب الجماهير الشابة بالعلم والأمل، تحية لكم جميعا".
وشدد على ان "لبنان هو وطن الرسالة والعيش المشترك، وسيبقى كذلك طالما بقي موحدا وأبناؤه مجمعون على الثوابت الوطنية، نضع خدمة الحقيقة والوطن نصب أعيننا، عارفين موقفنا ودورنا في المجتمع ولدى السائل والمسؤول، لان بناء الوطن، ينشأ عن تفاهم جميع ابنائه على كل ما يعود عليه بالخير والصلاح، بعيدا عن الأنانيات والتجاذبات والحساسيات، فلبنان كان بكفاءة أبنائه يحتل الصفوف الأمامية، ومشهود له عربيا ودوليا، بمتخرجيه في الطب والهندسة والعلوم والحقوق والاقتصاد والآداب والفنون. لقد سطر هؤلاء في مختلف المحافل العلمية والأدبية والفنية علامات مضيئة فارقة".
وتابع: "نعم، ان لقاءنا اليوم مع هذه النخبة، يعبر عن أحلامنا، نلمس فيه طاقة البناء، لان في "اتحادنا..قوة للوطن" وهو ما نصبو اليه في عملية بناء هذا الوطن، للوصول به الى شاطىء الأمان، لا ننكر ان التحديات كبيرة، وكبيرة جدا، لكن أملنا بغد أفضل للبنان مع وجود هذا الحس الوطني المتمثل بهذا الجيل، الذي يعلم جيدا، ان التنوع يغني الوطن ولا يضعفه، فما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. يجب ان نكون كلنا ممن يرفد نهر الوطن في مسيره الى بحر وحدته، نحافظ عليه جميعا، نضرم السلام في عروق وطننا، ونخلع الشتاء عن أكتاف الغيم، وننزل السماء عن أكتاف الملائكة لنزرعها مطرا في عيون لبنان".
واضاف: "نلتقي اليوم لنكرم في مناسبة تكريم الراحل الكبير العملاق وديع الصافي ومؤسسة "اديان"، والاعلامية المتعملقة نوال بري، هؤلاء جميعا علامات فارقة في هذا الوطن الحبيب الذي أراده الإمام القائد السيد موسى الصدر، لكل أبنائه وطوائفه، قويا عادلا مقاوما".
وختم: "ان لبنان، هو صمت هادىء بين كلمتين وطليق حر بين أسيرين، حافظوا على كينونة التعايش بين جميع أبنائه ليبقى المنارةالتي تضيء مستقبل المنطقة بأسرها، وترفعوا عن أي حسابات مذهبية او طائفية لا نتيجة لها سوى اهتراء أجناب الوطن واهتراء عقولنا، فالوطن السليم يبقى دوما في العقل السليم. عاش ربيعكم الذي لا يشبه أي ربيع عربي، عشتم وعاش لبنان".
أرسل تعليقك