اسطنبول ـ صفا
حظيت قضية الأسرى لدى الاحتلال الإسرائيلي بلفتة إنسانية مميزة من رئيس اتحاد الأدباء والكتاب الروس الشاعر ماكسيم زامشيف عير قصيدة تحثهم على الصمود والصبر وحملت بين أبياتها "لن نصل إلى الحلم دون تعب".
وجذب زامشيف الأنظار إليه على هامش مشاركته في منتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال "تواصل" الذي اختتم أعمال مؤتمره الأول في مدينة اسطنبول التركية نهاية الأسبوع الماضي.
واختار زامشيف الذي كان زار قطاع غزة سابقا، تكريس قضية الأسرى من خلال قصيدته التي سجل فيها رؤيته لفلسطين من وحي لقاء جمعه مع أسرى محررين في القطاع وأبرزها بدعم احرار بلاده لقضيتهم العادلة.
وكان الشاعر الروسي شارك في فعاليات مؤتمر "تواصل" ضمن وفد ضم عدداً من الإعلاميين والكتاب الروس، إلى جانب نخبة من الإعلاميين والكتاب والمثقفين والسياسيين الفلسطينيين والعرب والغربيين.
وجاء في مطلع قصيدة الشاعر الروسي:
هل تريد أن تتأكد أن الحياة أمر عابر
هل تريد ألا تلقي بالا لتفاهات الحياة
إذن .. انظر في عيون أسرى فلسطين
انظر إليها تصرخ قائلة "إن العالم على حافة الهاوية"
ويمضي ماكسيم زامشيف في تصوير معاناة الفلسطينيين جراء الأسر والحصار وسياسات الاحتلال بأسلوب تمتزج فيها البساطة اللغوية بالإنسانية الخالية من أية أيديولوجيا، فيقول واصفا حال الأسرى وأهليهم:
"انظر في عيون نساء فلسطين
انظر إلى الشقاء المرتسم على شفاههن العابسة
حين يقرأن صفر الجرائد
تروي كذبا عن إرهابي هنا وهناك
متى يتفطر كبدك
متى تجف الدماء في العروق
حين تنظر في عيون طفلة فلسطينية لم تر أباها أبدا
انظر إلى عيون الكاتب الكفيف
من سجن بسبب كلمة عشرين عاما
انظر إليه حين يقول "ما بعد الحداثة هو سخافة"
انظر إليهم جميعا
حين حرموا من زيارة القريب
حين لم يسمعوا سوى تهديد السجان بالسحق
لكنه خاب"
ويختتم زامشيف قصيدته التي صفق لها جمهور الحضور في الجلسة الختامية للمؤتمر مطولا بالتأكيد على أن نصرة القضية الفلسطينية ورفع الظلم عن أهلها مسؤولية أحرار العالم جميعا، قائلا:
"فالآن لكل أسير فلسطيني
تهتف آلاف الحناجر الروسية :
"لن نصل إلى الحلم دون تعب"
"لا تنهض البلاد بلا أحرارها"
إن لم يعاقب الشر تحت قمرنا
فلا حاجة لنا بذلك القمر".
ولم يكن الشاعر الروسي زامشيف هو الوحيد من الأجانب الذين انحازوا لفلسطين وقضيتها ممن شاركوا في مؤتمر اسطنبول الذي ضم نحو 400 إعلامي فلسطيني وعربي ودولي من مختلف أنحاء العالم.
إذ كان إلى جانبه الكاتب والجامعي البريطاني تيم ليولين والكاتب والإعلامي الايرلندي ديفيد كرونن ورئيس التحرير السابق لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية آلن غريش، وداوود عبد الله رئيس مركز "ميدل إيست مونيتور" في بريطانيا والجامعية البريطانية فيكتوريا بريتن.
وكان من أبرز المشاركين العرب في فعاليات المؤتمر الكاتب والإعلامي المصري فهمي هويدي والجامعي القطري محمد المسفر والناشط الحقوقي التونسي صلاح الدين الجورشي والكاتب الفلسطيني منير شفيق والإعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان، وآخرين.
ومؤتمر "تواصل" هو لقاء تنسيقي يجمع المؤسسات الإعلامية المتنوعة، التي تتبنى نهجاً مؤيداً للحقوق الفلسطينية، ويعمل على دعم القضية الفلسطينية إعلامياً عبر تغطية متميزة للحدث الفلسطيني وتطورات الصراع مع الاحتلال، وتنفيذ الحملات الإعلامية والإنتاج الإعلامي المتنوع في كافة المجالات.
ويهدف مؤتمر "تواصل" إلى توفير فرص الحوار الهادف حول التجارب الإعلامية المختلفة، بما يعين على تطوير وترشيد الأداء الإعلامي الخاص بفلسطين، إضافة إلى تنسيق الجهود الإعلامية والتشجيع على إقامة مشاريع وبرامج إعلامية مشتركة، وإطلاق المبادرات الإعلامية لتشجيع الإعلاميين على الإبداع والإنتاج الإعلامي في خدمة القضية الفلسطينية.
أرسل تعليقك