تيزي وزو ـ واج
ترك الشيخ الموهوب أولحبيب العالم الجليل الذي عاش في القرن ال19 ميلادي و المولع بجمع المؤلفات و المولود سنة 1822 ببني أورتيلان مخطوطات نفيسة تتناول إختصاصات متنوعة الأدبية منها و العلمية تم إنقاذها من الضياع حسبما أستفيد لدى جامعة بجاية.
وفي هذا الإطار أفاد السيد مشهد جمال الدين الجامع للوثائق و المخطوطات المكلف بمبحث النصوص القديمة بجمعية البحث في مجال التاريخ و الرياضيات "جهيماب" لجامعة بجاية الذي نشط محاضرة بتيزي وزو في إطار إحياء شهر التراث أن" الشيخ الموهوب ألف مكتبة تحتوي على ما يزيد عن 1000 مخطوطة من بينها 66 مكتوبة بخط يده كادت تضيع خلال فترة الاحتلال حيث تعرضت هذه المكتبة الموجودة بداره للحرق سنة 1957 ".
و قد تم إنقاذ مجموعة كبيرة من هذه المخطوطات بفضل السيدة زهيرة (زوجة ابن الشيخ) البالغة من العمر اليوم 80 سنة و التي حملت على ظهرها كل المخطوطات التي تمكنت من إخراجها من النيران. و تمكنت من إنقاذ 642 مؤلفة دستها في التراب بإحدى المنازل أين بقيت لغاية الاستقلال. و في سنة 1962 تم إخراج هذه المخطوطات و الاحتفاظ بها لدى أقارب الشيخ اولحبيب. و في سنة 1985 شرع السيد مشهد جمال الدين ابن حفيد الشيخ في جمع هذه الوثائق بغرض تجديدها و الحفاظ عليها و التعريف بها.
و أشار هذا الأخير إلى أن ميزة هذه المجموعة من المخطوطات المكتوبة بالخط المغاربي تكمن في أنها " الأهم من نوعها في المغرب العربي من حيث تنوع المواضيع التي تتناولها" و المتمثلة في علم الفلك و المنطق و الأدب و الشعر و الرياضيات و الفلاحة و اللسانيات إلى جانب عقود موثقة و بطاقات انتخاب لتلك الحقبة الزمنية و مخطوطات مكتوبة بالأمازيغية.
وأردف المحاضر قائلا أن هذه الوثائق " مكنت باحثين في الرياضيات و تاريخ العصور الوسطى و تاريخ العلوم بجامعة بجاية من التعرف على المستوى الفكري بالمنطقة و الوسط الفكري الذي كان موجودا بمنطقة القبائل الشرقية في القرنين ال8 و ال9 ميلادي". و بعد عملية الجمع شرع السيد مشهد بمساعدة مختصين في تجديد المخطوطات و تصنيفها علما أنها عبارة عن أوراق غير مرقمة. ثم استعان بحرفي مجلد لإعادة تشكيل المؤلفات.
و تم الى جانب ذلك رقمنة و نشر المخطوطات بموقع المكتبة الافتراضية للبحر المتوسط " كوربيس" و هي موضوعة في متناول الجمهور و الباحثين الراغبين في الاطلاع عليها أو دراستها. ولد الشيخ الموهوب اولحبيب سنة 1822 بقرية تالا اوزرار ببلدية بني اورتيلان حاليا (سطيف). زاول دراسته بزاوية الشيخ أحداد بصدوق (بجاية) ثم انتقل إلى زاوية سيدي سحنون بجماع صهريج (تيزي وزو).و بعد قضاء 14 سنة في الدراسة شرع في تشكيل مكتبته خلال فترة الاحتلال. قد زج به في السجن مرتين من طرف الجيش الفرنسي سنتي 1864 و 1871 حيث التحق بانتفاضة الشيح أحداد. و لدى خروجه من السجن وضع تحت الإقامة الجبرية.و يبقى تاريخ وفاته مجهولا حسب المحاضر.
أرسل تعليقك