أبوظبي ـ وام
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية محاضرة بعنوان " الاتجاهات الاستراتيجية العالمية..التحديات والفرص حتى عام 2045 " التي ألقاها سايمون كول مساعد مدير إدارة السيناريوهات المستقبلية في مركز التنمية والمفاهيم والعقيدة في وزارة الدفاع في المملكة المتحدة.
شهد المحاضرة عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي من السفارات العربية والأجنبية والمهتمين والخبراء والمتابعين للقضايا الاستراتيجية والإعلاميين.
وأكد سايمون كول أهمية تحول مركز الاستقطاب الاقتصادي نحو الشرق في اتجاه آسيا..مشيرا إلى ما تشهده خريطة العالم من تغييرات جوهرية قوامها نمو الطبقات الاستهلاكية في كل من الصين والهند نموا سريعا واتجاه تركز النمو نحو المنطقة الآسيوية إذ سينخفض الاستهلاك في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية من/ 50 / في المائة إلى/ 20 / في المائة فيما يرتفع في آسيا إلى نحو/ 50 / في المائة.
وأوضح أن هذه الدول الآسيوية تتمتع بسمعة طيبة في موضوع تطوير تقنية المعلومات وتوجد لديها اتجاهات تنافسية في التنمية الاقتصادية واحتضان المشروعات الكبرى..مشيرا إلى أن حصة الفرد في الوقت الحالي تبلغ في الولايات المتحدة الأميركية خمسة أضعاف حصة الفرد في الصين.
وحلل سايمون كول أبعاد العولمة وما تقوم عليه من اعتماد المعايير الدولية والاتفاقيات التجارية بين الدول والشراكة بينها إضافة إلى وجود تحديات تتمثل في أن هناك دولا تقاوم العولمة.
وأشار المحاضر إلى دور حركة الشاحنات والحاويات التجارية في تنشيط التجارة الدولية إضافة إلى تزايد أعداد القادرين على الدخول إلى مواقع " الإنترنت " وتزايد تحويل كل الأشياء إليها وتطوير البرمجيات والحواسيب واستعمالها في الطائرات وفي غيرها من الآلات الحديثة الفائقة التطور تكنولوجيا.
وتحدث المحاضر عن أهمية اللغة والترجمة وانتشار الصراعات..منوها بإحصائيات تتعلق بتوقعات زيادة نمو السكان في العالم إذ بين أنه يتوقع في أفق سنة 2050 أن يصبح سكان الصين / 3 ر1 / مليار نسمة أما الهند فسيبلغ عدد سكانها نحو/ 7 ر 1 / مليار فيما يبلغ سكان الولايات المتحدة الأميركية / 403 / ملايين نسمة ما يعني أن عدد سكان المعمورة سيصل نحو/ 9 ر10/ مليار نسمة.
وفي سياق هذه التحولات الديموغرافية..أكد المحاضر أن عدد الشباب سيزداد في دول الجنوب في أفريقيا وآسيا وسيرتفع عدد المسنين.
وعلى مستوى التوازن بين الجنسين أشار سايمون كول إلى أن عدد الإناث في الصين سنة 2045 سيكون أكبر من عدد الذكور.. بينما على مستوى الغذاء فستزداد أن الحاجة إلى الطعام بنسبة /70 بالمائة.
وأشار المحاضر إلى زيادة الطلب على المواد الغذائية وزيادة النفايات ما يزيد إنتاج محاصيل معدلة جينيا ووراثيا..فضلا عن تنقية المياه وتحليتها ومعالجتها بما في ذلك اعتماد البكتيريا في عملية التنقية.
وعلى صعيد المعلومات..أشار المحاضر إلى تضاعف تدفق البيانات بمنسوب عال إضافة إلى تطور القدرة على معالجة تلك البيانات.
وفيما يتعلق بـ" إنترنت الأشياء " بين سايمون كول أن عدد الأجهزة المرتبطة بشبكة " الإنترنت " يبلغ حاليا / 10/ مليارات جهاز وسيصل العدد إلى سبعة تريليونات بحلول سنة 2045 وستكون لكل شخص من / 10 / إلى / 17 / نقطة مرجعية على "الإنترنت".
وتحدث سايمون كول عن أهمية دور المجتمع المدني في توفير بيئة تحقق حالة من الانسجام بين مختلف المكونات المذهبية والهويات الدينية المختلفة.
وأشار إلى أن التعليم الجيد والاستشرافي هو الركيزة الأساسية لتحقيق مستقبل آمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره إضافة إلى الإيمان بجدوى إدخال الإصلاحات الديمقراطية اللازمة.
وأبرز المحاضر ما توفره دولة الإمارات العربية المتحدة من فرص تعليمية داخل الدولة وخارجها عبر تأسيس فروع لأرقى الجامعات العالمية وعن طريق البعثات الدراسية إلى أفضل الجامعات ذات الصيت العالمي ما من شأنه تعزيز حظوظ نجاح بناء قدرات الإنسان الإماراتي والاستثمار في المعرفة.
وحول دور القوى الكبرى في إرساء عالم يسوده السلام أبرز المحاضر أن دور المنظمات العالمية والمؤسسات الدولية يبقى مؤثرا وفعالا في إحداث تسويات للنزاعات ولاحظ أن قدرة الغرب على التدخل ستقل تدريجيا وسيتراجع تأثير العوامل الخارجية وسيكون هناك توجه نحو عمل جماعي أكبر لتسوية النزاعات.
وبالنسبة للركائز التي تسهم في تغيير الوضع في منطقة الخليج العربي وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام..أكد المحاضر أن الوضع الاقتصادي في الخليج العربي يقوم في/ 63/ في المائة منه على السياحة والتجارة وهذا التنويع مهم وحيوي إضافة إلى الانفتاح على الشراكة مع مختلف دول العالم وعدم الاكتفاء بتصدير النفط وذلك من شأنه إيجاد حظوظ أوفر للتكامل والتعاون بين الشعوب وسيتمتع سكان هذه المنطقة بمستقبل مزدهر.
أرسل تعليقك