بيروت ـ ننا
افتتح وزير البيئة محمد المشنوق مؤتمر "اللغة العربية:أسباب التعثر ومحاولات النهوض"، بدعوة من المجلس العالمي للغة العربية، في قاعة كلية الدعوة الإسلامية في بئر حسن، في حضور نقيب الصحافة محمد البعلبكي وفاعليات في المجال الثقافي والأدبي.
بعد النشيد الوطني، قال المشنوق:"تحية من أم الشرائع وعاصمة الكتب والمطابع بيروت، التي جمعت اليوم الاخوة الاشقاء سعيا منها لترقي اللغة العربية وخدمتها واحتضان واستضافة المؤتمر التاسع للغة العربية. تحية أخوية وجدانية من بيروت التي تعتز وترحب بمن يبدي الاهتمام والإجلال للغة الام وتراثها العريق. تحية ثقافية ملؤها المحبة والتقدير من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية ودولة رئيس مجلس الوزراء لكل فرد منكم".
تابع:"إن اللغة هي وعاء الفكر وهي الوسيلة التي بواسطتها تنتقل المعرفة وتتفاعل وتتلاقح الثقافات والحضارات. ولكل شعب لغته وهي عنوان هويته وحضارته، واللغة القوية هي ثمرة الأمة القوية. ونحن العرب ننتمي الى إرث عريق من الفكر والعلوم والآداب والأديان، وبواسطة لغتهم الغنية القادرة تمكن أجدادنا من نقل نتاجهم الثقافي الى اصقاع الدنيا".
واضاف:"ما من عربي الا ويفتخر ويعتز باللغة العربية خاصة وانها لغة الإنجيل المقدس ولغة القرآن الكريم، فكيف لأمة إقرأ وفي البدء كان الكلمة، ان تتغرب عن لغتها. يقوم البعض اليوم بطرح اشكاليات اللغة العربية ويدعون تخلفها عن مواكبة العصر والعلوم وينسبون اليها تباين اللهجات وتعددها وتعقيد قواعد الصرف والنحو فيها. واليوم يطرح مؤتمرنا موضوع تعثر اللغة العربية او كبوتها واسبابها والتساؤل عن الحلول الكفيلة باستنهاضها".
وسأل "ازاء هذه الاقوال، نرى وجوب طرح هذه الاشكاليات بشكل آخر وهو التساؤل هل حقا تشكو اللغة العربية من التعثر؟ واذا كانت متعثرة فما هي وسائل استنهاضها؟ الا ترون ان هذه النظرة يغلب عليها الطابع التشاؤمي؟"
وقال:"نحن نميل الى القول بان اللغة العربية هي بألف خير وهي لا تشكو من الضعف والوهن. والا فكيف نفسر نجاحات آلاف الأعلام العرب الذين يغزون العالم بثقافتهم وقد طرقوا مختلف المواضيع، منها موضوع العلم من هندسة وفيزياء وغيرها، مواضيع الفكر من فلسفة ومنطق وأمثال، والآداب من رواية وقصة ومسرح وواجهوا الصحافة المسموعة والمرئية وشبكات التواصل الاجتماعية وغيرها من أنواع العلوم والآداب".
وختم مؤكدا ان "اللغة العربية حية وتواكب العصر ومتطورة كتطور كل من اللغتين الفرنسية والانكليزية على عكس ما يروج ويشيع الكثيرون".
بعدها توالى على الكلام كل من ليلى خلف البقسعاني باسم الضيوف، وبدر عبد الدايم يونس باسم المشاركين، كما تحدث رئيس المجلس العالمي للغة العربية عبد الناصر جبري عن أهداف المؤتمر.
ثم تم توزيع الشهادات على الدفعة الأولى من خريجي طلبة كلية الدعوة الإسلامية.
اشارةالى ان المؤتمر يستمر مدة يومين ويتضمن ندوات لمفكرين من كل الدول العربية عن اللغة العربية: مشاكل وحلول.
أرسل تعليقك