المنامة ـ وفا
أحيت سفارة دولة فلسطين لدى مملكة البحرين الذكرى الـ66 للنكبة بوقفة حاشدة في مقرها بالعاصمة المنامة، تخللها بعض الكلمات الخطابية، بحضور السفراء العرب وممثلين عن الأمم المتحدة ومجلس النواب البحريني، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين وعدد من أبناء الجالية الفلسطينية ومن المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية.
وفي بداية الفعالية تحدث سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين خالد عارف تجذر النكبة في التاريخ الفلسطيني والعالمي باعتبارها ذكرى أليمة في الوجدان والحاضر الفلسطيني.
وقال: في هذه المناسبة المؤلمة، نؤكد أن حق العودة هو حق تاريخي وشرعي وقانوني ثابت وغير قابل للتصرف، وهذا مستمد من القانون الدولي، وهذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم، فهذا الحق فردي وجماعي تكفله قرارات الأمم المتحدة خاصة القرار رقم 194 لعام1948.
وطالب السفير عارف المجتمع الدولي بالعمل الجاد وفق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية وبالضغط على إسرائيل لينال شعبنا الفلسطيني حريته ويحقق عودته ولنقيم دولتنا الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وأشاد بمواقف البحرين قيادة وحكومة وشعبا الداعمة لشعبنا وحقوقه ونضاله المشروع ضد الاحتلال، مطالبا المجتمع الدولي بجهد أكبر لإنصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من إقامة دولته وتقرير مصيره.
وأكد عارف تمسك الرئيس محمود عباس بالثوابت الوطنية، مضيفا: نحيي ذكرى النكبة في ظل تصاعد وتيرة الممارسات الإجرامية الإسرائيلية التي تستهدف البشر والحجر والشجر وكل ما هو فلسطيني، وفي وقت يخوض فيه أسرانا الإداريون الأبطال إضراباً مفتوحاً عن الطعام.
بدوره أكد سفير المملكة المغربية لدى مملكة البحرين أحمد رشيد خطابي، في كلمته لهذه المناسبة أن قضية فلسطين في وجدان وضمير جميع العرب والمسلمين.
وتابع: إن ذكرى النكبة كانت ولا تزال ذكرى أليمة وقاسية جدا بكل أبعادها الأخلاقية والقانونية؛ لأنها بالنهاية عملية استبدال قسري لشعب يملك الأرض بمجموعة من اليهود الذين كانوا في بقاع العالم، تم تجميعهم على ارض فلسطين الطاهرة.
وذكر أن 'هذه المؤامرة انكشفت بفضل قوة إرادة الشعب الفلسطيني وصموده ونضاله'، مضيفا: إن الشعب الفلسطيني عانى من 'ألعن أشكال الاحتلال في تاريخ البشرية'.
وتحدث السفير المغربي عن أهمية توسيع دائرة التضامن مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا أهمية إعلان أن هذه السنة هي عام التضامن مع الشعب الفلسطيني بقرار من الأمم المتحدة.
وأشاد بالخطوات التي تحقق لإنهاء الانقسام الفلسطيني، معربا عن أمله بأن تتحقق الوحدة الوطنية وأن يتم رأب الصدع والتوحد في خندق واحد في مواجهة السياسات الإسرائيلية.
وأشار السفير المغربي إلى أن رئيس لجنة القدس العاهل المغربي الملك محمد السادس ترأس منذ فترة مضت الدورة الـ20 للجنة القدس والتي تمخضت عنها قرارات عملية ومهمة جدا للقضية الفلسطينية، موضحا أن كل المنطقة العربية وكل الذين يؤمنون بمبادئ الحق والعدل يناصرون الشعب الفلسطيني'.
بدوره أكد ممثل الأمين العام، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في بلدان الخليج السفير نجيب فريجي، في كلمته أن ذكرى النكبة تتيح فرصة للتأمل في الحالة الحرجة التي يواجهها الشعب الفلسطيني وللنظر في مساهمات المجتمع الدولي ومسؤولياتنا كحكومات أو منظمات دولية أو منظمات للمجتمع المدني، لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وشدد على حق الشعب الفلسطيني في تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال، موضحا أن الاحتلال يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.
وعبر فريجي عن القلق البالغ من جراء استمرار نشاط إسرائيل الاستيطاني الخطير للغاية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مضيفا: إذ أن الإعلان عن بناء الآلاف من الوحدات السكنية الجديدة لا يمكن أن يتوافق مع هدف التوصل إلى حل الدولتين ويهدد بانهيار المفاوضات.
كما أكد فريجي أنه لا يمكن القبول بأن يتواصل تشريد الفلسطينيين من خلال هدم المنازل في المنطقة ( ج ) في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
كما أشاد بالمصالحة الفلسطينية، مضيفا: نحن نتطلع إلى تغلب الإخوة الفلسطينيين على الانقسامات من دون تأخير لمصلحة الوحدة الوطنية الكفيلة بمجابهة المحنة الفلسطينية.
من جانبه قال النائب في مجلس النواب البحريني أحمد الساعاتي: إن 'النكبة هي الجرح الغائر الذي يستنزفنا يوميا حيث ضاعت فلسطين في مثل هذا اليوم قبل 66 سنة'.
وتابع:' بعد أن تمكنت من زيارة القدس في مطلع هذا العام والصلاة في المسجد الأقصى والالتقاء بالإخوة الفلسطينيين في الضفة الغربية رجعت إلى بلدي أحمل مشاعر متضاربة، مشاعر القلق والخوف على ضياع القدس، فالقدس بالفعل في خطر شديد في ظل خلافاتنا العربية وانشغالنا بأمورنا الداخلية، ومشاعر الاطمئنان بان هذا الشعب صامد قوي يقف بكل عزة وشموخ في وجه الاحتلال الإسرائيلي في كل المناطق أمام المستوطنات وأمام الجندي الإسرائيلي.
ونقل الساعاتي تحيات الشعب البحريني ودعمه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضية العادلة نيابة عن رئيس وأعضاء مجلس النواب البحريني، معبراً عن ثقة الجميع بالعودة إلى فلسطين محررة وقد أقيمت الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
أرسل تعليقك