لندن ـ العرب اليوم
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، بلندن مباحثات مع وزير خارجية بريطانيا، فيليب هاموند، بحضور سفيرة الملك بالمملكة المتحدة، الأميرة للا جمالة العلوي.
واتسمت هذه المباحثات البناءة بتطابق وجهات نظر الوزيرين في كل القضايا الثنائية بالنظر إلى المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين والتفاهم المستمر بينهما في كل ما يتعلق بالقضايا الثنائية والمحلية ذات الاهتمام المشترك، واتفق الطرفان على أهمية آفاق جديدة للعلاقات الثنائية وتنويعها استنادا الى القيم المشتركة التي تجمع البلدين والعلاقات التاريخية المتجذرة التي تربط بين المؤسسة الملكية لكلا البلدين.
واستعرض الوزيران تطورات الأزمة الليبية، وفي هذا الصدد، أشاد وزير خارجية بريطانيا باحتضان المغرب للمفاوضات بين الأطراف الليبية ودوره في تسهيل التوصل الى حل سياسي ينهي الاقتتال الدائر بليبيا.
من جهته، أكد صلاح الدين مزوار ان المغرب مستمر في دعم المسار الأممي و المساهمة في إنجاح وتسهيل مهمة مبعوث الأمين العام الى ليبيا، في أفق التوصل إلى حل سياسي وحماية وحدة وسيادة ليبيا، واتفق الطرفان على دعم مسلسل الحوار بين الأطراف الليبية و الحرص على إنجاحه بما يكفل السلم و الاستقرار بليبيا وبالمنطقة.
واتفق الوزيران أيضا على مواصلة جهود البلدين في التنسيق من اجل محاربة الإرهاب والتطرف، وفي هذا الإطار، نوه الوزير البريطاني بدور المغرب وتجربته في مكافحة التطرف وإشاعة قيم السلم والاستقرار بالمنطقة، ومبادئ الاسلام الداعية الى السلام والتعايش بين الشعوب، مبديا اهتمام بريطانيا بالتجربة المغربية في تأطير الحقل الديني وتكوين الأئمة.
كما استعرض الجانبان الوضع في تونس، والعملية الإرهابية الاخيرة التي استهدفت متحف باردو، واتفقا على ضرورة دعم هذا البلد في مواجهة الإرهاب والمساهمة في نجاح تجربة انتقاله الديمقراطي، كما أبدى الجانبان انشغالهما بالوضع في اليمن، بما يفرضه من ضرورة ترجيح كفة الحوار بين الفرقاء ودعم جهود الامم المتحدة ونبذ العنف و تبعاته الخطيرة على المنطقة .
كما كان للوضع بسوريا والعراق وخطر ارهاب "داعش" على المنطقة، حضور متميز في مباحثات وزير خارجية بريطانيا وصلاح الدين مزوار، مع الانشغال بامتداداته الى منطقة الساحل الافريقي.
وشدد مزوار لنظيره البريطاني على أهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في الممارسات الإسرائيلية بفلسطين والقدس الشريف على وجه الخصوص، مؤكدا أن المغرب وباعتبار الملك محمد السادس رئيساً للجنة القدس، يشجب كل ممارسات تهويد القدس وعمليات الاستيطان التي تقوم بها اسرائيل ويحذر من مغباتها، ويجدد الدعوة الى العودة الى طاولة المفاوضات من اجل إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
في السياق ذاته، حل وزير الشؤون الخارجية المغربي ضيفا على السفراء العرب المعتمدين بلندن، حيث تم التداول في القضايا المرتبطة بجدول اعمال القمة العربية المرتقبة في غضون هذا الأسبوع بمصر، وعلى رأسها التفكير في مقاربة مشتركة لتكريس التعاون العربي في محاربة الإرهاب والتطرف، اضافة الى مآل القضية الفلسطينية و جمود عملية السلام في ظل استمرار التعنت الاسرائيلي من خلال سياسة الاستيطان و مسلسل تهويد القدس.
أرسل تعليقك